رد المتظاهرون في مدينة بنغازي شرق ليبيا على خطاب العقيد معمر القذافي، الذي توعد بتصفية المحتجين، برمي الأحذية على شاشة ضخمة ظهرت عليها صورته قرب محكمة شمال بنغازي حيث يعتصم المتظاهرون، في حين اعتبر نشطاء في مدن بنغازي والبيضاء ودرنة ومصراته أن كلمة القذافي هي الأخيرة وتفصله ساعات عن نهاية نظامه وفقاً لما نقلته قناة الجزيرة.

ونقلت مصادر عن وزير الداخلية الليبي عبد الفتاح يونس العبيدي الذي أعلن استقالته بعد سماعه خطاب القذافي قوله أن النظام القائم انتهى وأن القذافي في وضع صعب.

وعلى الصعيد الخارجي، وصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خطاب القذافي، بأنه "مرعب للغاية"، قائلة إن القذافي من خلال هذا الخطاب "أعلن الحرب على شعبه".  وأضافت ميركل في مؤتمر صحفي أن "ألمانيا ستعمل على أن يسخر المجتمع الدولي كل إمكانياته لممارسة الضغوط على ليبيا بما في ذلك العقوبات".

ولم يشر أوباما إلى الأحداث في ليبيا حين ألقى كلمة في جامعة بأوهايو على خلاف المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي قالت أنها ستؤيد فرض عقوبات على طرابلس اذا لم يوقف القذافي أعمال العنف.

وتجاهد ادارة أوباما للتعامل مع موجة من الاحتجاجات الشعبية في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا أسقطت حتى الان رئيسي تونس ومصر. وتواجه واشنطن في كل دولة من الدول التي شملتها الاحتجاجات تحديات خاصة بعد ان شهدت سياساتها في الشرق الاوسط تنهار في أسابيع.

وتحدث أوباما عن أعمال العنف ضد المحتجين في تونس ومصر وقال بعض المحللين أن سكوته على ليبيا متعمد.

وقال دانيل سيروير من كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جون هوبكينز "الدخول في مباراة سباب مع القذافي ليس عملا ذكيا على الاطلاق. هذا الرجل (القذافي) يستمتع بتسليط الاضواء عليه فتجاهله قد يكون له فائدة."

وأصدر مجلس الأمن بيانا بعد ساعات من توعد القذافي في خطابه المتلفز بمواصلة القتال "حتى آخر قطرة دم" ومطالبته أنصاره بالخروج إلى الشوارع مهيئا مسرح الأحداث إلى مزيد من العنف الدموي.

وأدان المجلس قمع الزعيم الليبي معمر القذافي للمتظاهرين المناوئين للحكومة وطالب بوقف فوري لأعمال العنف، ودعى المجلس "بوقف فوري لأعمال العنف" واتخاذ خطوات لتلبية المطالب الشرعية للشعب الليبي.

وفي فرنسا وصف الوزير الفرنسي خطاب القذافي بالـ"مخيف"، وقال أنه يثير القشعريرة : اللهجة التي يستخدمها، التعابير العنيفة والمفرطة، خلوه تماما من أي منظور سياسي، إن فرنسا تدين كل هذا بأشد عبارات الإدانة".

وأضاف الوزير الفرنسي أنه "يجب التنبه إلى كل ما نقوله، لأنه لا يزال لدينا مواطنون فرنسيون هناك، فحياتهم على المحك. وهمنا الأول هو إعادتهم جميعا إلى ديارهم".

وارسلت فرنسا طائرتين عسكريتين إلى ليبيا أعادتا ليل الثلاثاء الأربعاء 500 فرنسي إلى مطار رواسي-شارل ديغول في باريس.

ومن جانبه أجرى رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني اتصالا هاتفيا أمس الثلاثاء بالزعيم الليبي معمر القذافي لينفي ، وفقا لتقارير ، ما قاله القذافي في وقت سابق بأن المتظاهرين ضد الحكومة تسلحوا بصواريخ زودتها بهم إيطاليا.

وفي أول تعليق لها على خطاب القذافي، رفضت جامعة الدول العربية الاتهامات التي وجهها الزعيم الليبي لأشخاص من جنسيات عربية بالوقوف وراء الاحتجاجات ضد نظام حكمه .

وفيما يبدو أنه بوادر قرار عربي حاسم تجاه المجازر التي ترتكب في ليبيا ، كشفت الجامعة العربية في بيان لها الثلاثاء أنها قررت تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعاتها وكافة مؤسساتها .