قصف وإحراق ونهب.. والجيش الحر يسيطر على مقرات أمنية

قوات الأسد تدمر أحياء في دمشق

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت القوات الموالية للنظام، التي تحاول إعادة تجميع صفوفها، بانتهاج الأسلوب العسكري الذي تتبعه مع حمص، مع العاصمة دمشق، حيث دمّر القصف بقذائف الدبابات ومدافع الهاون والطيران المروحي عشرات المنازل والمباني في أحياء الميدان والتضامن ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين،

توازياً مع اقتحام مليشيات «الشبيحة» أحياء ونهبها وإحراقها، ليرد الجيش الحر، المكون من جنود منشقين، بهجوم مضاد، سيطر من خلاله على عدد من المقرات الأمنية وقيادات الشرطة في دمشق وريفها،

فيما أعلن النظام وفاة مدير مكتب الأمن القومي اللواء هشام الاختيار متأثراً بجروحه جراء عملية خلية الأزمة، التي شيع قتلاها بحضور نائب الرئيس فاروق الشرع، وهو الظهور الأول له منذ فترة طويلة.

وقال ناشطون وشهود عيان أمس إن عشرات المباني السكنية في حي الميدان وسط العاصمة دمشق تعرضت إلى دمار كبير نتيجة سقوط قذائف هاون عليها من القوات الموالية للنظام، كما تعرض الحي لقصف المروحيات العسكرية.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أنه بعد القصف العنيف لحي الميدان واقتحامه من قبل قوات بشار الأسد ونزوح الأهالي منه، «انتشر نحو ألف شخص من مليشيات الشبيحة وبدؤوا بعمليات النهب والسرقة، وتكسير وتحطيم ما لا يمكن سرقته»،

حيث تحدث شهود عن بوادر تحول حي الميدان نسخة عن أحياء حمص القديمة التي تتعرض لقصف وحشي حوّلها إلى أنقاض. وكان التلفزيون الرسمي أعلن،

نقلاً عن مصدر عسكري، قوله إن القوات الموالية استعادت السيطرة على حي الميدان، لكن ناشطين قالوا إن الجيش الحر «تراجع في بعض الشوارع الرئيسة من الحي»، مؤكدين أن «معركة تحرير دمشق مستمرة».

وفي السياق ذاته، ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن قتيلاً وعشرات الجرحى سقطوا بعد قصف بالهاون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. وفي حي التضامن المجاور، قتل 16 شخصاً من سكان المنطقة في قصف عنيف لقوات الأسد على الحي المكتظ بالسكان.

وذكر الناشطون أن الجيش النظامي صعّد هجومه على أحياء القابون وجوبر وكفرسوسة ونهر عيشة وبرزة بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الذين غادروا منازلهم والتجؤوا إلى الحدائق العامة في الأحياء التي تشهد هدوءاً نسبياً.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «اشتباكات دارت في حي كفرسوسة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة»، مشيراً إلى مقتل سائق سيارة إثر إطلاق الرصاص عليه من إحدى نقاط التفتيش.

المقرات الأمنية

وفي سياق معركة تحرير دمشق، شن المنشقون هجمات مركّزة على مقرات أمنية ومراكز الشرطة في العاصمة. وبعد يوم من استهداف مقري شرطة القنوات وركن الدين، اقتحم الجيش الحر مقر قيادة الشرطة في دمشق واستولوا على كل الأسلحة والذخائر فيها قبل أن يغادروه.

وقال شاهد إن مقاتلين من الجيش الحر أشعلوا النار في ثكنة عسكرية بدمشق بعد حصار استمر يومين. وأوضح أبو العز المقيم في منطقة قريبة من مبنى مجلس الوزراء بالهاتف: «اشتعلت النيران في ثكنة الصاعقة وانسحب نحو 80 من الشبيحة وأفراد الجيش الذين كانوا يدافعون عنها».

وأفادت مصادر بالمعارضة أن الشبيحة يستخدمون هذه الثكنة في التدريب. وفي ريف دمشق، استولى الجيش الحر على ثلاثة مقرات للاستخبارات في كل من التل وحرستا وعين منين. وذكرت تقارير أن العملية نجحت في تحرير المعتقلين من مقر الأمن الجوي في مدينة حرستا.

في غضون ذلك، قال ناشطون معارضون إن ثلاثة على الأقل قتلوا حين أطلقت طائرات هليكوبتر تابعة لقوات النظام صواريخها على مدينة السيدة زينب في ريف دمشق، والذي شهد قتالاً عنيفاً بين مقاتلي المعارضة وقوات الأسد. كما تعرضت مدينة عربين بريف دمشق إلى القصف، ما أسفر عن سقوط قتلى.

وفاة الاختيار

إلى ذلك، أعلن التلفزيون السوري أن مدير مكتب الأمن القومي هشام الاختيار توفي متأثراً بجروح أصيب بها في تفجير خلية الأزمة. وأعلن خبر الوفاة بينما أقيمت جنازات رسمية لكل من صهر الأسد ونائب وزير الدفاع آصف شوكت، ووزير الدفاع داود راجحة،

ومعاون نائب رئيس الجمهورية حسن تركماني، بحضور نائب الرئيس فاروق الشرع، الذي يظهر للمرة الأولى علناً منذ فترة طويلة.

نفاد السيولة

وذكرت الناطقة باسم المفوضية ميليسيا فليمنغ، في إفادة صحافية في مقر الأمم المتحدة في جنيف، «سمعنا تقارير عن أن الأموال السائلة نفدت من الكثير من البنوك. لدي تقرير من فريقنا يقول إن البنوك الحكومية والخاصة ليس لديها أي أموال سائلة. لا أعرف ما إذا كان ذلك حال سائر البنوك»، مضيفة القول إن «هذا يتعلق على نحو خاص بالسكان النازحين كما تردد لكنه يؤثر في المواطنين السوريين أيضاً».

Email