مظاهر الغش لم تعد في أيامنا تنحصر على السلع والخدمات البعيدة عن صحة الإنسان وإنما أصبحت تعم مناحي جديدة في الحياة، حيث انتشرت في السنوات الـ10 الأخيرة ظاهرة الغش الدوائي بشكل ملحوظ. والسبب الرئيسي في تفشي هذه الظاهرة في المجتمع ضعف أجهزة الرقابة في البلاد التي تقوم بتصدير الأدوية والتي يفترض أنها تصدر أدوية غير مزيفة ليتم الاكتشاف لاحقاً عكس ذلك.
مؤتمر الغش والتزييف الدوائي الذي استضافته دبي الشهر الماضي خلص إلى العديد من المطالبات للدول العربية لمكافحة هذه الظاهرة التي باتت تؤرق كاهل الجهات الصحية والحكومات..
ومنها كانت مطالب بإنشاء هيئة عربية للغذاء وأخرى للدواء تحت مظلة جامعة الدول العربية وانشاء هيئات وطنية لضمان سلامة الغذاء وأخرى للدواء ومنحها الصلاحيات الكافية وحث الدول العربية التي لم تصدر قانوناً للغذاء بسرعة استصدار القوانين اللازمة على أسس موحدة بالاستفادة من تجارب الدول ذات السبق في هذا المجال.
إنذار مبكر
وطالب المؤتمرون بإنشاء شبكة للإنذار المبكر بين الدول العربية على غرار الشبكة المعمول بها في دول الاتحاد الأوروبي وإنشاء الهيئة العربية لسلامة الغذاء كهيئة مستقلة تحقق تكامل الرقابة على سلامة الغذاء بين كل الدول العربية. وتطوير أنظمة التسجيل الدوائي تمهيداً لإنشاء برنامج التسجيل الدوائي العربي الموحد.
تشريعات
المؤتمرون طالبوا أيضاً بضرروة إنشاء أمانة متخصصة لمواءمة التشريعات الصيدلانية والدوائية العربية لتكون نواة لتأسيس الهيئة العربية للتسجيل الدوائي، واعتماد وتفعيل الملف الإلكتروني التقني الموحد للمستحضرات الصيدلانية والاستثمار في تدريب وتأهيل المفتشين على مصانع الأدوية، وتقوية مراقبة الدواء ما بعد التسويق من خلال إنشاء وتفعيل مراكز التيقظ الدوائي ومراقبة تطبيق هذه الدراسات على المستحضرات الصيدلانية..
وتعزيز تبادل المعلومات بين الهيئات الرقابية الدوائية وتعزيز التعاون مع إدارات الجمارك لمكافحة الأدوية المغشوشة، وتحديث الأنظمة بما يضمن تغليظ العقوبة على مسوقي ومهربي الأدوية المغشوشة وتطوير وتحديث قواعد تسعير الأدوية في الدول العربية.