كشفت النيابة العامة في دبي أن عدد القضايا الأسرية التي وردت لنيابة الأسرة والأحداث خلال العام الماضي بلغت 539 قضية، وقضايا الأحداث بلغت 286، بمجموع 825 قضية.
وذكر المستشار محمد علي رستم المحامي العام رئيس نيابة الأسرة والأحداث، أن القضايا الأسرية التي يتم التحقيق فيها تكون أغلبها بسبب عدم اتفاق الزوجين من عدة نواحٍ أو اهمال أحدهم لدوره كمربٍ للأبناء والمسؤول عن تكوين شخصياتهم منذ الصغر، معتبراً أن الزوج والزوجة هما بمثابة البوصلة التي يهتدي بها الأبناء إلى الصراط المستقيم.
وبمناسبة يوم الأسرة العالمي، قال محمد علي إنه في خضم القضايا التي تردنا والتي كان أبشعها قضية وديمة، تحاول نيابة الأسرة والأحداث تغيير الصورة النمطية السائدة عن النيابة العامة والتأكيد على توجيهات القيادة العليا في استباق الاصلاح والتثقيف القانوني ما أمكن، ونوه على أن جزءا من دور النيابة إصلاحي لا عقابي بالدرجة الأولى ولدينا العديد من البرامج والمبادرات في هذا الجانب موجهة لكل فرد في الأسرة وتمس تطورات الحياة وتحدياتها.
العنف الأسري
وأضاف إن إحدى أهم مسببات تفكك روابط الأسرة وهدم كيانها، العنف الأسري بكافة أشكاله لفظياً أو معنوياً أو جسدياً، ويأتي نتيجة للابتعاد عن تعاليم الدين الاسلامي خاصة لدى الاسر المسلمة، كون أن الاسلام أرسى مبادئ وأسسا لتنظيم العلاقات الأسرية بدءاً من الزوجين والوالدين ومروراً بالأبناء فمن التزم بها ضمن حياة مستقرة وناجحة مع كافة أفراد المنزل.
وذكر أن انشغال الوالدين أو أحدهما عن إدارة دفة القيادة في المنزل يجعل من عملية التربية متعبة، ما يؤدي إلى فلتان الأعصاب واللجوء إلى العصبية في حل الامور، وكذلك فإن اختلاف الثقافات بين الزوجين من حيث الجنسية والدين والعمر في بعض الأحيان يكون من الأسباب التي تؤدي إلى الاختلاف في وجهات النظر ومن ثم اللجوء إلى العنف. وأيضاً فإن مخالطة الأبناء لرفقاء السوء تقود الى العنف بين الاشقاء من خلال لجوئهم الى ارتكاب أفعال خارجة عن نطاق الأخلاق سواء بارتكاب السرقات أو تعاطي المؤثرات العقلية والاعتداءات ما يسبب الى زعزعة الثقة بين أفراد الأسرة الواحدة وانهيارها أخيراً.
دور تثقيفي وتوعوي
ولفت المستشار محمد بوعبدالله الى أن أكثر الفئات العمرية جنوحاً وارتكاباً لقضايا الأحداث تكون من سن 14 إلى 17 عاماً، فلولا توتر الزوجين وسوء إدارتهم للبيت الأسري لما وجدنا الأحداث يجنحون بارتكابهم للجرائم، فالعلاقة بينهما مترابطة ولا يمكن فصلها وهذا ما دلت عليه بحث الحالة التي تقوم به الباحثات في قسم قضايا الأسرة والأحداث التابع لنيابة الأسرة والأحداث فالأسرة المترابطة تقل نسبة ارتكاب أفرادها للجريمة بشكل واضح عن تلك التي تسودها الكراهية والخلافات والعنف.
وأضاف قمنا بعمل دورات عديدة لطلبة المدارس بناء على طلب من إدارات تلك المدارس وهناك مبادرة أخرى أطلقناها تحت مسمى (استشارتي حياة لأسرتي) استهدفنا فيها طالبات المدارس والهيئات التدريسية والمستفيدين بالآلاف وقد أثبتت جميع تلك المبادرات نجاحاً كبيرا على جميع الأصعدة وساهمت بشكل كبير في خفض نسبة ارتكاب الأحداث للجرائم.
برنامج نبراس
تقدم نيابة الأسرة والأحداث دوراً محورياً من ناحية توجيه الطلبة قانونياً ومساعدتهم على التخلص من مشكلاتهم النفسية من خلال برنامج «نبراس» وهي مبادرة توعوية وتثقيفية موجهة لطلبة المدراس خصوصاً لتلك الفئة العمرية الأكثر جنوحاً وتورطاً بمشكلات كثيرة، إذ يقدم لهم فريق النيابة الذي يضم أعضاء نيابة وباحثين واخصائيين نفسيين على مستوى من الكفاءة، المحاضرات واللقاءات والزيارات الميدانية بالتعاون مع محاكم دبي وشرطة دبي.