دحض التقرير الطبي الذي تلقته محكمة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا ادعاءات آلاء بدر الهاشمي، والمتهمة في القضية المعروفة إعلامياً بـ«شبح الريم»، وأثبت أن قواها العقلية سليمة، ولا تشكو مرضاً ذهنياً، مثبتاً مسؤوليتها عن تصرفاتها.
وكانت المحكمة التأمت برئاسة القاضي فلاح الهاجري، أمس، ونظرت في 5 قضايا فصلت في اثنتين منها، حيث حكمت على المتهم أحمد عبدالله ناصر الواحدي (29 عاماً) إماراتي، والذي يواجه تهمة الإضرار بالوحدة الوطنية والإخلال بالنظام، من خلال نشر معلومات عن جماعات إرهابية، والإساءة إلى هيبة ومكانة الدولة من خلال حسابه الإلكتروني على الشبكة المعلوماتية بالسجن 10 سنوات ومصادرة الأجهزة وإغلاق الحساب.
كما فصلت في قضية المتهم محمد خالد سويدان (46 عاماً) سوري الجنسية، والذي يواجه تهمة تزوير أختام جهات حكومية وتزوير مستندات رسمية لاستيراد شرائح إلكترونية تستخدم في صناعة عسكرية، وحكمت عليه بالسجن 5 سنوات وإبعاده عن البلاد ومصادرة واتلاف الشرائح والمعدات.
وأجلت قضية شبح الريم إلى 8 يونيو للاستماع إلى مرافعة محامي الدفاع، وقضية (خ. ف. ع) خليجي الجنسية والمتهم بالإساءة إلى الدولة إلى جلسة 1 يونيو، إذ حضر معه محاميه عبدالقادر العثيمي.
كما أرجأت القضية المتهم فيها (ن . ف) إلى 8 يونيو المقبل بناء على طلبه حتى يتسنى لأسرته توكيل محام للدفاع عنه، وذكر والده أن سبب تأخير التوكيل هو وجود المحامي خارج البلاد.
تقرير طبي
وتفصيلاً، أثبت التقرير الطبي الذي تلقته محكمة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا سلامة القوى العقلية للمتهمة آلاء بدر الهاشمي (29 عاماً) إماراتية الجنسية، والتي تواجه تهمة القتل العمد والشروع في القتل، مشيراً إلى أنها مدركة ومسؤولة عن تصرفات ولم يثبت لديها مرض ذهني، فيما أبدت المتهمة عدم ارتياحها لنتيجة التقرير الطبي.
وأعربت المتهمة عن عدم ارتياحها لنتيجة التقرير الطبي، مشيرة إلى أنها أقدمت ذات مرة على إلحاق الأذى بطفلها ذي الشهرين بأن أرقدته على بطنه دون إدراك منها، وعلمت فيما بعد أنها تسببت في ذلك.
وقالت إنها لم تجلس مع الطبيب وتم إخبارها بأنها لا تعاني شيئاً، مضيفة: أنا غير موافقة على نتيجة التقرير، وبعد مرافعة النيابة العامة قالت المتهمة: «لدي 6 أطفال بين 8 سنوات و10 أشهر لم أرهم منذ شهور الحبس»، فأمرت المحكمة بتمكينها من اللقاء بهم.
تمثيل الجريمة
وقدم المحامي العام لنيابة أمن الدولة المستشار أحمد راشد الظنحاني، مرافعة مطولة ومؤثرة، صاحبتها صور ولقطات فيديو لاعترافات المتهمة وهي تمثل جريمتها في مسرح الجريمة، حيث أجهزت على المجني عليها أبوليا ريان أميركية الجنسية، إضافة إلى صور للقنبلة اليدوية التي صنعتها ووضعتها أمام شقة عائلة أميركية.
وقال المحامي العام: «هذه القضية ليست ككل قضية، ففيها بغت المتهمة فابتغت أن تملأ الوطن الإمارات الحبيبة رعباً وذعراً وامتهاناً فأتت أفعالاً يندى لها الجبين وتدمع العينان، أرادت أن تلف بلادنا بعباءة الخوف والهوان.. والله أبداً لن يكون، فبلدي وطن حماه الله وزايد غرس فيه غراس الأمن وواحات الأمان».
وأضاف: «هي جريمة غريبة على مجتمعنا الآمن المطمئن، غريبة بأفعالها، وغريبة بمرتكبتها التي انساقت وراء فكر الإرهابيين، والإرهاب ليس له دين ولا وطن ولا تحده قيود ولا تحكمه ضوابط، إن ما يعيشه العالم اليوم من قتل وسفك للدماء البريئة صار لغزاً لا يعرف فيه القاتل لماذا يقتل ولا يعرف المقتول بأي ذنب قتل».
دعم أنشطة إرهابية
وذهبت نيابة أمن الدولة في أبعاد القضية إلى خلفية المتهمة التي كانت تستمع إلى محاضرات صوتية ومقاطع فيديو لإرهابيين، ثم قررت الانخراط في العمل الإرهابي دعماً لأنشطة التنظيمات الإرهابية، وبدأت بإنشاء حساب اشتراك إلكتروني خاص بها في أحد مواقع المنتديات خاص بتجمع إلكتروني لأعضاء الجماعات الإرهابية التي تنتهج العنف أساساً لفكرها، واتخذت لنفسها اسماً مستعاراً شاركت فيه بنشر مقاطع فيديو مصورة.
وانتقلت إلى نشر مقالات وصور وتعليقات داعمة ومحرضة على اعتناق هذا الفكر، ثم بدأت في التواصل مع أعضاء المنتدى من الإرهابيين، وعلمها أحدهم كيفية صناعة علم «داعش» من خلال فيديو أرسله لها على حسابها في الموقع، فصنعته بنفسها والتقطت للعلم صورة فوتوغرافية وضعت فيها بجواره صورة 4 جوازات سفر الدولة وعملتها، ورسالة تهديد لأحد رموز الدولة، وأرسلت هذه الصورة إلى أحد الإرهابيين أعضاء المنتدى لنشرها على شبكة الإنترنت لكسر هيبة الدولة والسخرية من رموزها، ثم رغبت في المشاركة بأعمال إرهابية للنيل من استقرار الدولة وتهديد أمنها وهيبتها بترويع المواطنين والمقيمين وبث الذعر في نفوسهم بارتكاب جرائم قتل ضدهم، فتبرعت من مالها وسلمت أموالاً إلى عضو في تنظيم القاعدة في اليمن، طلباً لتنفيذ عمليات إرهابية داخل الدولة ودعماً للتنظيم.
صنع قنابل
وبناء على طلبها علمها أحد أعضاء المنتدى الارهابي طريقة صنع القنابل والعبوات الناسفة والمواد المستخدمة فيها، فقررت القيام بعملية إرهابية تهز أركان الدولة، وأعدت وجمعت المواد المستخدمة في تصنيع القنابل والعبوات الناسفة من خامات أولية، وباشرت تصنيع قنبلة يدوية، كما تعلمتها واحتفظت بها في حقيبة جر «تروللي» داخل السيارة التي استخدمتها في التنقل لارتكاب جريمتها.
وفي سرد لوقائع القضية وتاريخ الحادث، فقد قررت ارتكاب جريمة قتل في أحد المراكز التجارية ليكون لعملها الإرهابي صدى مروع لدى أكبر عدد من الناس، وأن تكون ضحيتها من جنسية أجنبية لتبث الرعب في نفوس الأجانب من المقيمين والزائرين ولإحراج السلطات وإضعاف الدولة على المستوى الدولي، فحملت في طيات ملابسها سكيناً.
مباغتة بطعنات
وتوجهت إلى المركز التجاري وتخيرت دورة مياه النساء مسرحاً لجريمة القتل حيث تقابلت مع المجني عليها وسألتها عن كيفية استخدام تواليت المعاقين لتتبين جنسيتها من لكنتها فرافقتها المجني عليها إلى الحمام فباغتتها بطعنات عدة من سكينها حتى قتلتها، ثم غادرت المكان وتوجهت بالسيارة التي ضبطت إلى بناية سكنية في منطقة كورنيش أبوظبي وكانت قد راقبتها سابقاً، فاختارت شقة تسكنها عائلة أجنبية هدفاً لعملية تفجيرها بالعبوة الناسفة، حيث أشعلت فتيلها ووضعتها أمام الشقة وغادرت المكان، ثم تم اكتشافها وإبطال مفعولها وتفكيكها بمعرفة السلطات المختصة، وعقب اكتشاف الجريمة وتحديد شخص مرتكبتها واستئذان النيابة تم ضبطها.
وعن الأدلة ذكرت مرافعة النيابة العامة أن أوراق القضية زخرت وفاضت بالأدلة الدامغة والأسانيد القاطعة، بما لا يدع مجالاً للشك في صحة ما أسند للمتهمة من جرائم ارتكبتها، وأجلى هذه الأدلة الاعترافات والإقرارات التفصيلية التي أدلت بها المتهمة في محاضر التحقيقات، والتي توافرت في شأنها الأهلية الإجرائية وصدرت عنها بإرادة حرة خالية من العيوب.
اعترافات المتهمة
وقد اعترفت المتهمة آلاء بدر عبدالله الهاشمي، في محضر جمع الاستدلالات وتحقيقات النيابة بأنها في عام 2005 تزوجت المدعو (م. ع) إماراتي الجنسية، وهو متأثر بالأفكار الجهادية وكان دائماً يعرض عليها ملفات تحتوي على مقاطع استشهادية في العراق ومقاطع كيفية صناعة المتفجرات وصوراً للمجاهدين ومقالات ومحاضرات صوتية لأشخاص ينتمون لتنظيمات إرهابية من ضمنهم أسامة بن لادن، وأبومصعب الزرقاوي، وكان يطلب منها مشاهدة تلك الفيديوهات والمحاضرات، وتأثرت بعد ذلك بالفكر الجهادي وتعصبت له وانتهجته، وبدأت في تكفير بعض الدول العربية وحكامها.
دعم مالي
وكان زوجها على علاقة بشخص يدعى مصلح يمني الجنسية، وينتمي لتنظيم القاعدة في اليمن، وكان دائماً يلتقي بزوجها ويناقش معه موضوع تقديم الدعم المالي لتلك المنظمات وعمليات جهادية داخل الدولة في الأماكن العامة والأسواق وأماكن وجود الأجانب، وخاصة العسكريين، وقدمت نحو 150 ألف درهم من مالها الخاص سلمها زوجها للمدعو مصلح، فيما قدم الزوج مبالغ مالية تقدر بمليون درهم دعماً منه لتنظيم القاعدة في اليمن.
ثم بدأ الزوج يتردد في إعطاء الأموال لمصلح، على أساس أن تلك المبالغ تعطى لتنفيذ عمليات إرهابية في الإمارات، ولم يحصل شيء من ذلك.
تدوين إساءات
ثم قام الزوجان بالدخول إلى منتديات تابعة للتنظيمات الإرهابية مثل المنبر الجهادي الإعلامي، وأنشأت حساباً على المنتدى باسم «سلمى بنت الأكوع»، وبدأت بالمشاركة في الكتابة والتعليق والمشاهدة وتدوين كتابات مسيئة للدولة وشيوخها، وأنتجت صورة لعلم داعش وصور جوازات سفر إماراتية وعملتها وأرسلتها إلى أحد الأشخاص، ثم قامت بتحميل الصورة وأرسلتها إلى المنتدى.
خلال تلك الفترة تم إلقاء القبض على زوجها من قبل الجهات الأمنية وتم تفتيش المنزل، فقامت المتهمة بحرق علم داعش وإخفاء الهارديسك الذي يحتوي على المقاطع والصور الجهادية وكيفية صناعة القنابل إلا أنه تم ضبطه في ملابسها.
وبعد ذلك اليوم بدأت تنتابها أفكار القيام بعمليات انتقامية بجرائم تضر بأمن الدولة، وفعلاً عقدت العزم على ذلك، حيث قامت بإعداد نفسها وتهيئتها للقيام بطعن أجنبية من الجنسية الأميركية أو البريطانية أو الفرنسية وأخذت سكين مطبخ كبيرة بمقبض وضعتها داخل (جراب) رجلها اليمنى وحضرت وصنعت قنبلة يدوية لإحداث دوي انفجار قوي فقررت القيام بعملية إرهابية، فقامت بذلك في 1/12/2014، حيث استقلت سيارة غطت لوحة أرقامها الخلفية بعلم الدولة وبعض أرقام اللوحة الأمامية بشريط لاصق وتوجهت إلى المركز التجاري حيث أقدمت على قتل الأميركية ومنه إلى شقة الأسرة الأميركية.
وطالبت النيابة العامة بتوقيع أقصى العقوبة عليها ومصادرة المضبوطات.
تقرير: رسائل مهينة من سلمى بنت الأكوع
ثبت من تقرير «اتصالات» أن العديد من المكالمات الهاتفية ورسالة نصية مرسلة للعديد من الهواتف، تضمنت رسائل مهينة من سلمى بنت الأكوع إلى قيادات، وأن شرائح الهواتف التي استخدمتها تعود لزوجها وأخرى باسم شقيقها.
كما ثبت من تقرير الطب الشرعي والصفة التشريحية لجثة المجني عليها، وجود إصابات طعنية نافذة وقطعية غائرة ومتعددة في الصدر والعضد الأيسر والفخذ الأيمن، وجميعها حيوية حديثة نشأت من جراء الطعن العنيف والمصادمة بجسم أو أجسام صلبة ذات حافة حادة وطرف مدبب، أياً كان نوعها كسكين أو ما في حكمها وأن الوفاة حدثت نتيجة الإصابة الطعنية النافذة بمقدم يمين جدار الصدر وما أحدثته من تهتك بالرئة اليمنى ونزيف دموي إصابي جسيم بتجويف الصدر الأيمن.
كما ثبت من تقرير الإدارة العامة لشؤون الأمن والمنافذ إدارة الأدلة الجنائية قسم الأحياء الجنائية، بشأن المعاينة الفنية والفحوص المخبرية لمكان الحادث، تبين وجود بركة من الدماء على أرضية الحمام وتلوثات دموية متناثرة حول الحمام وعلى جدران وباب الحمام من الداخل، وقطرات من الدم استمرت بخط مستقيم مع بعض خصلات شعر على أرضية الحمام تصل من بركة الدم حتى خارج منطقة الحمامات وحقيبة نسائية لونها أحمر وسكين ذات مقبض بلاستيكي أزرق اللون.
جريمة نكراء
قالت النيابة العامة في مرافعتها عن المجني عليها أبوليا، إنها كانت من الفرائس التي اختارتها المتهمة أهدافاً لجرائمها النكراء، وقد جاءت إلى الوطن بحثاً عن الرزق، واثقة بأن بلادنا واحة للأمن والأمان، كانت معلمة لأولادنا تصنع أجيالاً من الأبناء الصالحين فتخدم الوطن.
لقد أرادت المتهمة بفكرها المتطرف أن تسرق البهجة التي نعيشها في ربوع الوطن وأن تنشر الذعر والخوف في بلد جعله الله منزلاً للأمن والأمان.
حضور
حضر والد المتهمة آلاء بدر واثنان من أشقائها، كما حضر والد المتهم (ن .ف) وإحدى قريباته، كما حضر اثنان من ذوي المتهم الخليجي.
8 تهم تواجهها آلاء الهاشمي
ــ الاتهام الأول: قتل أبوليا ريان عمداً وعدواناً توافر فيه سبق الإصرار حق تشديد العقاب على المتهمة جزاء وفاقاً لجرمها.
ــ الثاني: الشروع في قتل المجني عليهم محمد حسن وأفراد أسرته اكتملت أركان الجريمة.
ــ الثالث: ارتكبت الجريمتين تنفيذاً لغرض إرهابي بقصد إثارة الرعب بين المقيمين وإزهاق أرواح الناس وتدمير وإتلاف الممتلكات، وتكون الجريمة مجسدة الأركان وتصل عقوبتها إلى الإعدام.
ــ الرابع: صنعت مواد متفجرة لغرض إرهابي يهدد الأرواح والأموال.
ــ الخامس: استعملت عمداً قنبلة يدوية الصنع كان من شأنها تعريض حياة الناس للخطر.
ــ السادس: قدمت أموالاً لتنظيم إرهابي مع علمها أنها سوف تستخدم في ارتكاب جرائم إرهابية.
ــ السابع: أنشأت وأدارت موقعاً إلكترونياً بقصد الترويج والتحبيذ لأفكار تنظيم أرهابي.
ــ الثامن: السخرية والإضرار بسمعة ومكانة الدولة عبر النيل من رموزها بصور نشرتها.