لا تزال الأخبار الواردة من سلطنة عمان تفيد بتعثر جهود البحث عن الشقيقين عبدالله ومنصور اللذين غرقا الخميس الماضي في البحر في سلطنة عمان، في ظل ظروف جوية سيئة، رغم تكثيف حملات البحث من خلال الطلعات الجوية عبر طائرات مروحية، وكذلك الزوارق البحرية والبواخر الموجودة في عرض البحر والغطاسين، والمحاولات الفردية من الأشخاص الموجودين على الشاطئ منذ يوم الحادث الأليم وسط أجواء غير مستقرة، حيث هبت بالأمس رياح مثيرة للغبار أثرت في الرؤية والطلعات الجوية، في الوقت الذي يفيد فيه الخبراء العارفون بأمور البحر، بأنهم يتوقعون قيام البحر بسحب الغريقين إلى مسافات بعيدة عن الشواطئ وإلى أعماق المياه، بسبب التيارات البحرية وهيجان البحر.

وفي اتصال مع «البيان» أشار عمّ الغريقين الذي مازال في عمان لمواصلة البحث ومتابعة أخبار ابني شقيقه، أنه لم يستطع بالأمس مرافقة الطائرات المروحية التي قامت بتمشيط الشواطئ وفضّل البقاء على البر، نظراً لسوء الأحوال الجوية غير المستقرة، والتي تعيق عمليات البحث.

وأشار إلى أنه رغم استمرار حملات البحث اليومية المكثفة لمدة خمسة أيام متواصلة ليلاً ونهاراً، إلا أن فرصة العثور عليهما حيين تتراجع مع كل يوم، ومن المتوقع استمرار عمليات البحث لنهاية الأسبوع، رغم تأكيد الجهات الرسمية عدم توقف العمليات واستمرارها عبر فترات متناوبة خلال النهار.

شكر وتقدير

وعبر والد الغريقين عن شكره وتقديره لكل من وقف معهم في محنتهم هذه، وخصوا بالشكر صحيفة «البيان» التي واكبت الحدث من اللحظات الأولى أولاً بأول، وراعت مشاعر الأسرة في نقل الأخبار، كما أثنى على وقوف أبناء مدينة العين وتلقيه العديد من الاتصالات من الجهات الرسمية والشعبية لمؤازرتهم والتمنيات بأن يعود ولداه سالمين، مع تأكيده إيمانه بالله وبالقضاء والقدر، فتلك هي مشيئة الله.

وكانت شرطة عمان السلطانية قد أعلنت بالأمس على موقعها أن فرق الإنقاذ لا تزال مستمرة بعمليات المسح الشاملة للشريط الساحلي في موقع الغرق، مؤكدة أنه تم تكثيف عمليات البحث بكافة الوسائل التقنية والبشرية، كما نقل حساب شؤون عمانية على «تويتر» عن الشرطة العمانية قولها إن فرق البحث تواجه صعوبات وتحديات كبيرة، أهمها ارتفاع الأمواج وقوة التيارات البحرية والهوائية، وعدم وضوح الرؤية في المياه.

وأكدت المصادر العمانية لـ«البيان»، أن جهود البحث عن الغريقين مستمرة، ولكن لا قدر الله، إن كان الغريقان قد توفيا فعلاً، فإن الأمر يحتاج لفترة زمنية للعثور عليهما.

وتفيد الخبرات المحلية في هذا المجال بأنه في حالات كهذه، فإن هناك احتمالاً كبيراً بأنهم صاروا في مكان بعيد جداً في أعماق البحر، مشيرين إلى أنه تم إبلاغ جميع البواخر الموجودة في عرض البحر بتلك المعلومات للمساعدة في المراقبة والبحث أيضاً.

وكانت شبكة الأخبار العمانية قد أكدت لـ«البيان»، أنها تواصلت مع الأجهزة المختصة، حيث أكدت أنها مستمرة في عمليات البحث، وأنه تم تمشيط سواحل ولاية مرباط والمناطق المجاورة لها جواً وبحراً وبراً، على أمل العثور عليهما حيين بإذن الله.

فيما لا تزال جموع المواطنين تتوافد إلى منزل ذوي الغريقين، وتتلقى الأسرة الاتصالات من جهات رسمية وشعبية للاطمئنان ومتابعة التطورات، ومساندة أعضاء الأسرة ورفع معنوياتهم.