دشن الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أمس الخط الساخن116111، الذي يعد منظومة متكاملة تهدف إلى تسهيل عمليات الإبلاغ عن حالات الاعتداء على الأطفال عن طريق تقديم البلاغات عبر الهاتف وتطبيق «حمايتي» على الهواتف الذكية والإبلاغ الإلكتروني عن طريق موقع المركز على شبكة الانترنت.
جاء ذلك خلال افتتاحه أمس القمة الدولية الثانية لحماية الأطفال من الاستغلال عبر الانترنت التي انطلقت أعمالها في أبوظبي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تنظمها وزارة الداخلية تحت شعار «نحن نحمي».
وبحسب المنظومة المتطورة فبمجرد وصول البلاغ إلى الخط الساخن، وخصوصاً إن كان عاجلاً يتم إبلاغ غرفة عمليات الشرطة، والتي تباشر مهامها بجاهزية عالية في تقديم الدعم اللازم بالوقت المناسب، وفي حالة أن البلاغ لحالة تحتاج إلى تقديم الدعم الاجتماعي أو النفسي أو لدراسة حالة تتم إحالته إلى مراكز الدعم الاجتماعي وإدارات الشرطة المجتمعية على مستوى الدولة.
تعازي لفرنسا
وأعرب الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان خلال افتتاحه القمة أمس عن خالص تعازي دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً،لأسر ضحايا التفجيرات في باريس «مدينة الأنوار»، نتيجة العمل الإرهابي البشع، الذي أطلّ بوجهه القبيح ليغدر بالإنسانية»، مؤكداً وقوف الإمارات إلى جانب الجمهورية الفرنسية الصديقة، وكل القوى الدولية لمحاربة هذا الوباء واجتثاث قوى الشر والظلام؛ والفكر المتطرف من جذوره.
وقال سمو الشيخ سيف«إنني قرأت مقولة في إحدى وسائل الإعلام تصف الإرهاب بأنه «لا دين له»، وأود الإضافة إن أيدولوجية الإرهاب تثبت كل يوم أنها تستمد تعاليمها من «الحقد والكراهية ونبذ الإنسانية وقيم التحضر، وحاشا لله أن يكون لهؤلاء دين سماوي ينص على ما يقومون به من جرائم بحق الأديان والإنسانية».
وأكد سموه أن دولة الإمارات، كما يعهدها الجميع، وبفضل الله تعالى، ثم قيادة الوطن الحكيمة، تسعى دائماً لتعزيز حماية المجتمع الدولي وتحرص على محاربة الكراهية أينما وُجدت، مستمدة ذلك من القيم الإسلامية الفاضلة والأصالة العربية، وعراقة الإرث الحضاري لشعوب المنطقة في الخليج العربي.
وقال سموه «إننا نجتمع اليوم للعمل سوياً من أجل إيجاد الحلول الملائمة لقضية الإساءة إلى الأطفال؛ على أمل أن نقف جميعاً، سداً منيعاً لمن تسوّل له نفسه المساس ببراءة أطفال العالم، ومستقبلهم الواعد الذي نتطلع له جميعاً».
نحمي أبناءنا
وأضاف سمو الشيخ سيف: إننا هنا اليوم لنحمي أغلى ما نملك، ثروة لا تعادلها ثروة، ولنبني سداً منيعاً حتى لا يتحول أطفالنا لقمة سائغة لضعاف النفوس، مؤكداً سموه أنه لا نجاح في العمل بشكل منفرد، بل بالعمل مجتمعين لخلق بيئة عالمية نظيفة آمنة ومستقرة، تنهض بمكوناتها وتسخّر طاقاتها على طريق التنمية والرقي، يداً بيد مع سائر شعوب العالم.
تحيات القائد
ونقل سموه للمشاركين تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذين أعربوا عن أملهم بأن تحقق القمة غاياتها بتعزيز أوجه التنسيق والتعاون للوصول إلى الهدف السامي وهو حماية أطفالنا.
وأشار سموه إلى اعتذار وزيرة الداخلية البريطانية، في اللحظات الأخيرة نظراً لضرورة تواجدها في المملكة المتحدة خلال هذه الفترة العصيبة؛ التي تواجه المملكة المتحدة والقارة الأوروبية والعالم بأسره،لافتاً سموه إلى أنه وعلى الرغم من افتقادنا لوجود وزيرة الداخلية البريطانية بيننا، إلا أن رؤيتها وأفكارها حاضرة اليوم في عقول المشاركين.
تطلعات بالتعاون
وأعرب الفريق سمو الشيخ سيف عن تطلعاته بأن توجه توصيات هذه القمة من أجل مزيد من التعاون على تطوير القدرات وبناء الإمكانيات، لتمكين حماية الأطفال والعمل في كيان عالمي واحد لتعزيز الأفكار والجهود المشتركة؛ وصولاً إلى رؤية موحدة لإنهاء استغلال الأطفال حول العالم ومنع اغتيال أحلامهم البريئة عبر السعي الدؤوب لحمايتهم من جميع أشكال المخاطر.
أهمية التعاون
من جانبها أكدت وزيرة أمن شبكة الإنترنت البريطانية البارونة شيلدز أهمية التعاون الدولي بما يوفر بيئة آمنة للطفل على شبكة الإنترنت العالمية، وثمنت اهتمام حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وجهودها في تنظيم القمة العالمية الثانية للطفل؛ بما يعزز من جهود التعاون الدولي في حماية النشء من المخاطر.
إلى ذلك قالت فاطوماتا ندياي ممثلة وكالة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «اليونسيف»، «من السخرية أن تستخدم نفس الأدوات المفترض أن تقدم العلم والخبرة لأطفالنا ما يمثل تحدياً وتهديداً لحمايتهم من قبل ضعفاء النفوس».
توحيد الجهود
وأكدت ضرورة توحيد الجهود الدولية لتوفير بيئة آمنة لأطفالنا، حيث ينمون ويتعلمون بالشكل الأفضل والأمثل مشيرة إلى أن كثيراً ما يمارس العنف والاستغلال والإيذاء من قبل شخص معروف للطفل، بما في ذلك الآباء والأمهات وغيرهم من أفراد الأسرة، والمربون والمعلمون وأرباب العمل وسلطات إنفاذ القانون والجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية والأطفال الآخرون. ونسبة صغيرة فقط من أعمال العنف والاستغلال والإيذاء يتم الإبلاغ عنها والتحقيق فيها، ويتعرض عدد قليل من الجناة للمساءلة.
حضور
حضر افتتاح القمة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وعدد من الوزراء والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي لدى الدولة، و انا هيلينا شاكون ايشيفيريا نائبة رئيس جمهورية كوستاريكا، ومعالي الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الكويتي.
وتشاندرا براكاش ماجنالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المرأة والطفل والرعاية الاجتماعية، ومعالي جونا سوسانا جامبيسي وزير تمكين المرأة وحماية الأطفال في اندونيسيا، وسلامة حماد وزير الداخلية الأردني، واسكندر حسيني وزير الشؤون الداخلية بكوسوفو، و راسكو كونجفك وزير الداخلية بمونتينيجرو، والفريق أول ركن عصمت عبدالرحمن زين العابدين الحسن، وزير الداخلية السوداني.
كما حضر الافتتاح البارونة شيلدز وزير شؤون السلامة والأمن والانترنت البريطاني، والأمير بندر بن عبد الله المشاري آل سعود مساعد وزير الداخلية السعودي لشؤون التقنية، وايلوناجيبيريا هوكسا نائبة وزير الداخلية الألبانية، وبروم سوخا نائبة وزير الدولة بكمبوديا، واللواء حسام نصر مساعد وزير الداخلية المصري، والسفير محمد أبو الخير نائب مساعد وزير الخارجية المصري، وديهان جوردان هاريسون مدعي مكتب النائب العام للطفولة بجمايكا.
ونيلي مونتيليجري النائب الاتحادي لحماية الفتيات والفتيان والمراهقين، وفيرناندو بالونوس نائب وزير شؤون المرأة والسكان الضعفاء في بيرو، وليا تنودرا ارمامينتو مفوض حقوق الإنسان بالفلبين، والدكتور ستيفن بول وكيل وزارة بأوغندا، وقوانج تيب تران مساعد وزير الداخلية الفيتنامي وجمع غفير من المدعوين والمهتمين.
فيلم تعريفي
وكانت فعاليات افتتاح القمة قد بدأت بالنشيد الوطني قدمته مجموعة من طلبة مدارس «الريم -الحلقة الثانية»، و«عبد الجليل الفهيم-الحلقة الثانية» و «مبارك بن محمد» بنين وبنات «في أبوظبي».
ثم شاهد المجتمعون فيلماً تعريفياً يركز على أهداف القمة وأهمية مشاركة هذا العدد الكبير في قمة أبوظبي من حكومات ومؤسسات القطاعين العام والخاص، وعرضاً لبعض الإحصاءات المتعلقة بجريمة الاعتداء على الطفل غير الإنسانية، والتي تؤكد ضرورة تعزيز وتضافر الجهود الدولية وتأسيس شراكات قوية لحماية الأبناء.
كما عرض الفيلم جانباً من مجهودات وزارة الداخلية الإماراتية عبر إداراتها المتخصصة المعنية بحماية الطفل عبر إبرز المحطات والمنجزات التي قامت بها الإمارات ما جعل منها رائدة في هذا المجال.
لفتة أبوية
ساهم الطفلان «زايد ومريم» بتقديم الضيوف كجزء من عرافة الحفل، وفي لفتة أبوية أصرَّ سمو الشيخ سيف بن زايد، على بقاء الطفل زايد إلى جواره أثناء إلقاء سموه كلمته.
إشادات عربية وعالمية
أبدى كبار الضيوف والمشاركين بالقمة إعجابهم خلال جولتهم بالمعرض المصاحب للقمة، التي أقامته وزارة الداخلية، وتضمن أهم التقنيات الحديثة والذكية التي تستخدمها الأجهزة الشرطية بالدولة في حماية فئات المجتمع.
واطلعوا على سيارة دفع رباعي مزودة بصدامات للمطاردة والإزاحة تستخدمها دوريات الدعم الأمني، وهي مزودة بصندوق خلفي مجهز بالكامل للدعم اللوجستي للدوريات ومساندة عناصر الشرطة في تصديهم للجرائم، كما تعرض جهازMDT المختص بالبيانات المتنقلة للتواصل المباشر والفعال مع الدوريات بوسائل ذكية ذات دقة عالية.
كما اطلعوا على تقنيات حديثة مثل بصمة الوجه، ودورية الأطفال، والرادارات الحديثة، وجهاز سهل المطور، وتقنية بصمة العين التي عرضتها إدارة تقنية المعلومات والاتصالات.
وتعرفوا على مجهودات بعض الإدارات الشرطية في توفير الخدمات المطورة واستخدام أحدث التقنيات في مجالات عملها، كمراكز الدعم الاجتماعي، والشرطة المجتمعية، وإدارة الطوارئ والسلامة العامة.
«فيسبوك» يشيد بالقمة
أشادت انتيجون ديفيس رئيس السلامة العالمية بـ«فيسبوك»، بالمستوى المتميز الذي ظهرت به القمة الدولية الثانية لحماية الأطفال من الاستغلال عبر الإنترنت، تحت شعار«نحن نحمي»، التي انطلقت في العاصمة أبوظبي أمس، مؤكدة أن القمة نجحت في تحقيق أهدافها في مناقشة قضية من أهم القضايا المجتمعية.
وأكدت ديفيس أن القمة قدمت فرصة جيدة لجلب الكثير من المنظمات العالمية والمؤسسات الحكومية وشركات التكنولوجيا، لمناقشة سبل تعزيز الحماية لأطفالنا من المخاطر التي قد يتعرضون لها عبر شبكة الإنترنت العالمية، كما عكست التزاماً على أعلى المستويات في دولة الإمارات بالاهتمام بالأطفال وحمايتهم من المخاطر.
أطفال: تعلمنا كيفية مواجهة المشكلات وتجاوزها
تحدث الطفل عبدالله محمد الهاشمي في الصف الأول الابتدائي، بأن القمة كانت جميلة، وعرفتني على أصدقاء جدد، خارج إطار المدرسة ولكن بيّنت لي فعالية القمة في نفس الوقت أنه لا يمكننا التعرف على اشخاص لم نرهم من قبل، ولم نر سلوكياتهم كي نسير خلفهم ويجرونا إلى المتاعب.
واضاف ياس محمد المريخي طالب في الصف الأول الثانوي، في القمة استفدت معلومات عديدة، ومفيدة، وكيفية مواجهة أي مشكلة نقع فيها، ومنعها بأن تكون عائقاً أمامنا.
وبيّن الطالب حامد القبيسي في الصف التاسع، بأنه من خلال القمة تعلمنا أمورا كثيرة ومنها كيفية التصرف في حالة الطوارئ، بالإضافة إلى أنه تعلمنا بعض الأمور التي يقوم بها رجال الإطفاء، وما يوجد في سيارات الإطفاء من إحداثيات متطورة لإطفاء الحرائق والإنقاذ.
وقال محمد يوسف الحمادي ان فكرة القمة مهمة جدا خاصة مع امتلاك العديد من الاطفال وسائل الاتصال الحديثة والانترنت والتي يجب ان نستغلها بشكل ايجابي وان نتجنب المواقع الخطرة او غير المسموحة او المشبوهة وان نتشارك مع ذوينا ما نتطلع عليه ونشاطاتنا عبر الانترنت وعبر عن سعادته بحضورها القمة والتي سلطت الضوء على أمور وجوانب مهمة يجب أن نجعها بعين .
وأكد الطلبة ان مواقع التواصل مفتوحة على العالم ويجب علينا استخدامها بشكل إيجابي يرد بالنفع علينا وعلى مجتمعنا ووطننا الحبيب الذي ينتظر أن نقدم له الكثير.