سيطرت الأجواء المغبرة على معظم مناطق الدولة خلال الأسبوع الماضي، وامتدت إلى الأسبوع الجاري، وأدت إلى تدني الرؤية الأفقية إلى أقل من 400 متر في بعض المناطق، كما ازدادت كميات السحب على مناطق متفرقة، وتصاعدت كمياتها تدريجياً تخللها بعض السحب الركامية، وسقوط الأمطار شرقاً وغرباً، حيث تتأثر الدولة في الغالب بـ ثلاثة أنواع من العواصف الترابية.
وفي دراسة حول الغبار والعواصف الرملية التي تؤثر في أجواء الدولة، أوضحت أن الأنظمة الضغطية التي تسبب الغبار المثار والمحمول على الدولة ترجع إلى الموقع الجغرافي لدولة الإمارات الذي يلعب دوراً مهماً في تأثرها بأنظمة ضغطية مختلفة ومتنوعة لها العديد من المصادر..
حيث إنها تتأثر بأنظمة ممتدة من الشرق أو من الغرب أو من الشمال أو من الجنوب، وهذه الأنظمة تكون منفردة أو مجتمعة مع بعضها البعض في الوقت نفسه، ولهذا تكمن الصعوبة في عمليات التنبؤات الجوية في هذه المنطقة خاصة في الفترات الانتقالية من العام بسبب التغيرات المتلاحقة والسريعة.
منخفض جوي
وتتأثر الدولة أيضاً بامتداد منخفض جوي حراري سطحي يتمركز على منطقة الربع الخالي، حيث تزداد درجات الحرارة، ويتزامن مع امتداد المنخفض وجود امتداد مرتفع الهند ويولد ذلك انحدار شديد في الضغط على منطقة الربع الخالي يعمل على دفع رياح جنوبية إلى جنوبية غربية (رياح سهيلي) تكون مثيرة للرمال والأتربة محركة معها الكثبان الرملية في حالة ذروتها، وفي بعض الحالات تصل الرمال المثارة إلى الشاطئ الغربي لدولة الإمارات العربية المتحدة، مما يؤدي إلى تدني الرؤية الأفقية على الدولة خاصة المناطق الجنوبية والغربية.
عواصف ترابية
وحول أنواع العواصف الترابية الرئيسية التي تؤثر في الدولة أشارت الدراسة إلى ثلاثة أنواع رئيسية من العواصف الترابية تتكون على منطقة العراق والمنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان وإيران ومنطقة الربع الخالي، ويمكن أن تتأثر بها الدولة على هيئة غبار محمول أو تنشأ داخل الدولة، وتتكون بواسطة: رياح الشمال، الجبهات، والحمل الحراري، والنوع الأكثر شيوعاً في جميع أنحاء الشرق الأوسط هو رياح الشمال.
كتل هوائية
وحددت دراسة المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل مسارات تدفق كتل الهواء خلال فصلي الصيف والشتاء، وذكرت أن أكبر تواتر لحالات تدفق للكتل الهوائية إلى الدولة يأتي من إيران ويمثل نسبة 43% يليها الكتل الهوائية المتدفقة من المملكة العربية السعودية بنسبة 21%، ثم من العراق بنسبة 14%..
حيث يتراجع المرتفع الجوي السيبيري وتقدم مرتفع المحيط الهندي من الجنوب الذي يدفع بالكتل الهوائية من جهة الجنوب الغربي نحو الدولة، ما يؤدي إلى تغير نسب تواتر هذه الرياح من مصادرها.
ووفق المركز الوطني للأرصاد الجوية فإن العواصف الرملية أو الترابية هي ظاهرة من الظواهر الجوية عبارة عن تجمعات من جسيمات الغبار أو التراب رفعتها رياح قوية مضطربة.