اعتقد أنه أتقن فنّ النصب والاحتيال، بعدما تمكن من العيش عامين متتاليين من تجارة ظن أنها رابحة، وأن القانون لا يمكن أن ينال منه يوماً، كانت أدواته السيارة الفارهة والعطر الغالي، مستغلاً جنسيته الموثوق بها، وبعض المتعاونين من جنسية الضحية، ففي كل مرة يغيّر معاونيه لكسب الثقة.

كان يتعمد إبرام جميع صفقاته يوم الخميس بعد الواحدة ظهراً، وتبدأ عملية النصب باختيار السيارة التي يزيد سعرها على 200 ألف درهم، وتتم الصفقة في وقت قياسي، وغالباً ما يعرض «نصّاب الخميس» مبلغاً يفوق المبلغ المطلوب بقليل، بعد أن يقوم بتحرير شيك للضحية الذي يبتلع الطعم بكل سهولة، بعدما يرى رجل الأعمال المزيف ومعه اثنان من المعاونين وسائق آسيوي الجنسية وسيارة فارهة وعطر تصل رائحته إلى أمتار بعيدة وهواتف بآلاف الدراهم.

واعتمد يوم الخميس ليكون تاريخه المعتاد في تنفيذه جرائم النصب والاحتيال، حتى وصل عدد ضحاياه إلى ما يقارب 90 ضحية، جاء اليوم نفسه ليكون نهاية حاسمة لنصّاب محترف بفضل شك أحد موظفي هيئة الطرق والمواصلات في دبي الذي أثاره شراؤه سيارة فارهة، إضافة إلى تكرار وجوده في مراكز تسجيل السيارات. حاول الموظف الفطن إلهاء النصاب بضع دقائق عن إتمام المعاملة.

واتصل بأحد الضباط في مركز الاختصاص للتدقيق على الشخص، بعدما علم أنه حرّر شيكاً للضحية يفوق قيمة السيارة بخمسة آلاف درهم، تعويضاً له عن عدم تمكنه من صرف الشيك في اليوم نفسه الموافق الخميس بسبب مواعيد إغلاق البنوك، وما هي إلا دقائق معدودة، وجاء رد الضابط بأن هذا الشخص عليه 90 بلاغ شيكات مرتجعة، وجميعها في عمليات شراء مركبات.

وطلب منه الانتظار حتى يرسل رجال التحريات إلى مكان وجوده، خاصة أنه مطلوب في عدد من القضايا المسجلة ضده. لم يشكّ النصاب المحترف لحظة أو يشعر بأن نهايته قد قربت، بل تمادى في عرض المزيد من العروض على الضحية الذي يمتلك شركة تجارية بملايين الدراهم، لفتح طريق جديد للنصب عليه أمام الموظف الذي قرر أن يوقف نزيف ضحايا هذا النصاب.

وبالفعل حضر رجال التحريات، وألقي القبض عليه وعلى معاونيه، وسط ذهول البائع الذي لم يعرف ما يحدث، وأن العناية الإلهية أنقذته من صفقة خاسرة، وأن الشيك الذي بحوزته بلا رصيد.