دعا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المؤرخين والباحثين والراغبين في التبحر في علم التاريخ، وخاصةً تاريخ منطقة الخليج، إلى زيارة دار الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، لما فيها من الوثائق والمخطوطات التاريخية المهمة التي تلبي رغبة الباحث عن المعلومة الصحيحة. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سموه في محاضرة حول مصادر تاريخ الخليج العربي، ضمن فعاليات افتتاح مبنى اتحاد المؤرخين العرب في القاهرة.

وقال سموه «لاحظت في كثير من الأبحاث التي تجرى والكتابات التاريخية، أن معظم المؤرخين ينقلون المعلومات دون التأكد من مصدرها، مما جعل بعض الباحثين يقع في دوامة الوقوع في الخطأ، وإشاعة الأكذوبة ونشر معلومات تاريخية غير صحيحة يتداولها الأبناء».

مهد الحضارات

واستهل صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته بالترحيب بالحضور قائلاً إنها فرصة سعيدة أن ألتقي بكم في القاهرة مهد الحضارات، وأن أغتنم فرصة وجودي معكم لأعرض لكم تجربة رائدة في طرق بحث في التاريخ خلال الفترة التي امتدت من 1982 إلى وقتنا الحالي، وقد جمعت ما يربو عن 3 ملايين صفحة عن تاريخ الخليج، آملاً أن تستفيد منها الأجيال القادمة.

وعاد صاحب السمو حاكم الشارقة بذاكرته إلى أيام دراسته الدكتوراه، وتقديم اطروحته خرافة القرصنة العربية في الخليج بجامعة اكستر بالمملكة المتحدة قائلاً: بدأت طريقتي في البحث في مجال التاريخ منذ أن تقدمت بطلب تسجيل اطروحة دكتوراه بجامعة اكستر في المملكة المتحدة وكانت بعنوان خرافة القرصنة العربية في الخليج، وكانت البداية في المملكة المتحدة.

تجارب

وتحدث سموه عن تجربته في البحث عن مصادر التاريخ «كنت في مكتبة انديا اوفيس لايبري بالمملكة المتحدة، وكان الوصول إلى الملفات صعباً، فقدمت لي سيدة عجوز هندية كانت في المكتبة آنذاك نصيحة بالذهاب إلى الهند والتزود بالوثائق والمعلومات حول منطقة الخليج».

وتابع سموه رحلته العلمية في البحث عن المعرفة قائلاً قررت التوجه إلى الهند، وكان بها مركزان مهمان في هذا المجال، مامبي أركاي نشنل، ومامبي اركاي، وقد بدأت البحث في مركز مامبي أركاي، وفتحت لي الأبواب، حيث كانت الملفات التي أطلبها مبوبة بالحدث والتاريخ ورقم الصفحة.

وفي رحلته البحثية صادف سموه الكثير من الأحداث التي سهلت عليه الحصول على المعلومة منها: وقوعه على وثائق مهمة، أهملت كونها غير مسجلة، بها 3600 صفحة عنوانها قرصنة الخليج.

وحصوله على بعض الوثائق التاريخية المتعلقة بتاريخ المنطقة عن طريق بائع في مكتبة بالهند، أبرزها: يوميات ديفيد سيتون التي تتحدث عن صراعه مع القواسم، والخطة البريطانية لإقامة القاعدة العسكرية في الخليج، والاتفاقية التي وقعها أمراء الساحل الخليجي مع البريطانيين.

ونال سموه شهادة الدكتوراه بمرتبة الشرف في اطروحته، وواصل سموه دراسته والبحث عن المعرفة في علم التاريخ، وبالذات منطقة الخليج العربية، وألف العديد من الكتب التاريخية عن منطقة الخليج التي تعتبر من المراجع المهمة حول المنطقة.

اللوح التذكاري

وكانت مجريات الحفل بدأت بإزاحة الستار عن اللوح التذكاري إيذاناً بالافتتاح الرسمي لمبنى اتحاد المؤرخين العرب في القاهرة الذي تكفل سموه بإنشائه، وتجول سموه في أرجاء المبنى الواقع على 3 أدوار، روعي في إنشائه تزويده بأحدث نظم التقنيات الحديثة ويضم قاعة للمحاضرات وقاعة لكبار الزوار، مكاتب الإدارة وقاعة للمحاضرات ومكتب الأرشيف ومكتبة عامة تضم العديد من إصدارات الاتحاد.

وشملت الجولة زيارة مكتبة اتحاد المؤرخين العرب واطلع سموه على اصدارات اتحاد المؤرخين العرب، وتسلم صاحب السمو حاكم الشارقة هدية تذكارية من اتحاد المؤرخين العرب.

حضر الافتتاح معالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة ومحمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة لدى مصر، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة بالشارقة، وأحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وخليفة سيف الطنيجي نائب سفير الدولة في مصر، والدكتور عمرو عبد الحميد مدير أكاديمية الشارقة للبحوث ومحمد حسن خلف مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة، والدكتور اسماعيل البشري عضو اتحاد المؤرخين العرب.

مبادرة

قدم رئيس اتحاد المؤرخين العرب الدكتور حسنين محمد ربيع حسنين، شكره وامتنانه لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على ما قدمه للاتحاد من دعم متواصل، وإنشائه مبنى يجمع كافة المؤرخين العرب.

وثمن الدكتور محمد عيسى الحريري أمين عام الاتحاد مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة وتكفله بإنشاء مبنى حديث ومتطور، لدعم جهود الباحثين في الوطن العربي، معرباً عن أمله سيكون نقطة للالتقاء والتواصل بين المؤرخين العرب في كل أقطار الوطن العربي.

حاكم الشارقة يلتقي وزير الثقافة المصري

التقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة المصري، بحضور عدد من المسؤولين والفنانين المصريين، وذلك في فندق الماسة بالقاهرة، وتناول اللقاء بحث عدد من المواضيع الثقافية والعلمية، وسبل توطيد أطر التعاون المشترك في المجالات الثقافية.

وبدوره أشاد وزير الثقافة المصري بجهود صاحب السمو حاكم الشارقة في رفد الساحة العربية بوجه عام والمصرية بوجه الخصوص ودعمها بالعديد من المشاريع الثقافية.

وبهذه المناسبة أقام وزير الثقافة المصرية مأدبة عشاء على شرف سموه، وفي ختام اللقاء تسلم صاحب السمو حاكم الشارقة هدية تذكارية من وزارة الثقافة.

حضر اللقاء محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة لدى مصر، والمهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة بالشارقة وأحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب وخليفة سيف الطنيجي نائب سفير الدولة في مصر والدكتور محمد صابر عرب والدكتور عمرو عبد الحميد مدير أكاديمية الشارقة للبحوث ومحمد حسن خلف مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة وعدد من المسؤولين بالجمهورية.