لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
ينهي أكثر من 10 آلاف من طلبة مجلس أبوظبي للتعليم على مستوى المدارس الخاصة والحكومية، في يونيو الجاري، عددا من الاختبارات الدولية القياسية والتي تقدموا إليها للمرة الثانية هذا العام (2015/2014)، حيث تتمثل أهمية هذه الاختبارات في ما تقدمه من رؤية للمسؤولين والمعنيين بتطوير التعليم، حول مستوى طلبة أبوظبي مقارنة بدول العالم المختلفة، في المواد والمهارات الأساسية، ويمكن من خلالها تحديد نقاط القوة والضعف بما يخدم وضع القرارات المناسبة للتطوير والتحسين، ويعزز جاهزية الطلبة للتنافسية عالميا.
النموذج الجديد
وأوضحت شيخة الزعابي رئيسة قسم الاختبارات الدولية في المجلس، أن الطلبة هذا العام خضعوا لاختباري «TIMSS» و«PISA»، حيث يمثل الأول التوجهات الدولية للرياضيات والعلوم، وتتم من خلاله معرفة أداء طلبة الصفين الرابع والثامن في مادتي الرياضيات والعلوم. ويعقد هذا الاختبار كل 4 سنوات، حيث شارك فيه المجلس لأول مرة عام 2011، ويشارك فيه هذا العام بنحو 232 مدرسة حكومية وخاصة، وأكثر من 5 آلاف طالب وطالبة.
ونوهت الزعابي بخصوصية الاختبار هذا العام في عملية تقييم تطبيق النموذج المدرسي الجديد، حيث إن طلبة الصف الرابع تحديدا الذين شاركوا في الاختبار الأول عام 2011، كانوا ممن يدرسون بالنظام القديم، بينما طلبة الصف الرابع الذين يؤدون هذا العام اختبار «TIMSS»، هم ممن درسوا وفق النموذج المدرسي الجديد، فستكون هناك فرصة لمقارنة النتائج وقياس التحسن الذي حدث مع التطبيق.
وأضافت: أما الاختبار الثاني الذي يشارك فيه طلبة أبوظبي هذا العام، فهو اختبار «PISA» الذي يستهدف تقييم الطلبة ممن تبلغ أعمارهم 15 عاما، في ما يتعلق بإجادتهم للعلوم والرياضيات ومهارات القراءة، فهو يطبق كل ثلاثة أعوام، حيث شارك فيه المجلس عام 2012 أول مرة، وتشارك فيه هذا العام 117 مدرسة حكومية وخاصة، ويتميز بأنه لا يركز على الجانب الأكاديمي فقط، بل على الربط بينه وبين مهارات الحياة للطالب، باعتبار أن الطلبة من هذه الفئة العمرية يقتربون من إنهاء مرحلة التعليم الإلزامي لتدخل الحياة وتنخرط فيها بشكل أكبر، حيث يقيس المهارات التي تمكن الطالب من اتخاذ قرارات وعقد مقارنات ودراسة خيارات متنوعة بشكل علمي مدروس.
اختبار تجريبي
وتحدثت الزعابي حول ثالث الاختبارات الدولية وهو «PIRLS»، والذي يعقد كل خمس سنوات وشارك فيه المجلس عام 2011، ويستعد حاليا للمشاركة فيه العام المقبل (2016)، من خلال عمل اختبارات تجريبية حاليا تشمل 17 مدرسة حكومية وخاصة، وهذا الاختبار يقيس مستوى معرفة طلبة الصف الرابع بمهارات القراءة باللغة العربية، ويخضع فيه الطلبة لاختبار قراءة يدوي وآخر إلكتروني.
وأشارت إلى أن هذه الاختبارات كلها يسبقها عادة اختبارات تجريبية، بالإضافة إلى أن المدارس الخاصة التي تشارك فيها تمثل مختلف أنواع المناهج المطبقة في أبوظبي، حيث تساعد هذه الاختبارات على تقييم هذه المناهج ومخرجاتها، وبالتالي دعم تطويرها مقارنة بمثيلتها في العالم، لأننا نسعى لخلق طالب عالمي المهارات، منوهة بأن المجلس حرص خلال مارس الماضي على عقد لقاء مع قيادات المدارس المشاركة في الاختبارات، للتأكيد على الدور المتميز لهم في دعم هذه الاختبارات والإسهام في تحقيق أفضل النتائج فيهما.
استبيان شامل
وذكرت الزعابي أن هذه الاختبارات تتميز بأنها تمثل دراسات وليست مجرد اختبار فقط، لأنها تقدم أسئلة تقيس مهارات وقدرات أكاديمية، ولكن في الوقت ذاته يتزامن مع عقدها تنفيذ استبانات تستهدف أولياء الأمور والطلبة والمعلمين ومديري المدارس، من خلال أسئلة مخصصة لكل منهم تعطي العديد من المؤشرات التي تخدم تحسين التعليم، كون الأسئلة تساهم في تقييم العوامل المؤثرة في المستوى التحصيلي للطالب. وأوضحت أن الاختبارات الدولية التي تعقد هذا العام ستنتهي في يونيو الحالي، أما النتائج فستعلن في ديسمبر 2016.
حيث تأخذ عملية تحليل النتائج وقتا طويلا، وبعدها يمكن للمجلس الاطلاع عليها والاستفادة منها وتحليلها، بحيث ينتج عنها عدة تقارير توجه لمختلف قطاعات المجلس، كقطاعات المناهج والتخطيط والعمليات المدرسية وغيرها، وذلك طبقا لتخصص كل قطاع، بحيث توضع النتائج في الاعتبار عند وضع الخطط المستقبلية وعمليات التحسين، لأن هذه التقارير تمثل دراسة متكاملة وشاملة للعديد من الجوانب.