لم يعد الوعي السياسي ترفاً بل بات ضرورة وطنية، سيما بين صفوف الشباب والشابات، طلاب الجامعات، بهدف تعزيز اللحمة الوطنية ومواجهة كافة التحديات وتحصين الجيل من الأفكار المسمومة التي تبثها بعض الجماعات الضالة والمضللة، للنيل من عقول الشباب، وفي لقاء مع الفائزات بالمسابقة البحثية التي اطلقتها وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي حول الوعي السياسي والمشاركة السياسية في المجتمع الإماراتي، قالت الطالبة شيخة عوض الأحبابي الفائزة بالمركز الأول في المسابقة، لا بد من التأكيد أولاً على أهمية الوعي السياسي في أي مجتمع، حيث يعتبر ذلك من أهم أدوات تشكيل الرأي العام، إضافة لتوظيف الطاقات والإمكانات، مما يخلق جيلاً واعياً لما يجري حوله من تحولات ويؤهله مستقبلاً للمشاركة في العمل السياسي وصنع القرار.

واشارت إلى أن غياب الوعي السياسي يؤدي إلى عدم تفاعل أفراد المجتمع مع القضايا ذات الأهمية الوطنية، من هذا المنطلق اخترت البحث في أهمية تنمية الوعي السياسي، خاصة وأن هناك عزوفاً لدى الشباب، نظراً لانشغالهم باهتمامات أخرى، وحرصت خلال البحث على الإجابة عن سؤال كيف يمكننا أن نخلق وعياً سياسياً لدى الشباب وندفعهم للاهتمام به.

وقالت: ان البحث الذي قمت به اعتمد على المنهج الوصفي التحليلي، حيث قمت وعبر مباحث الدراسة بتوصيف الوعي السياسي وأهميته، والعوامل التي تؤدي إلى اكتسابه وتنمية وتحليل العوامل من خلال تطبيقها على مجتمع دولة الإمارات بشكل عام وفئة الشباب بشكل خاص، كما استخدمت المنهج التاريخي في بعض أجزاء البحث، وركزت على محورين، الوعي السياسي وتطبيقاته في دولة الإمارات ومفهوم المشاركة السياسية، اضافة لأدوات صناعة الوعي السياسي، كما اشتمل البحث في الجزء الثاني على موضوع الحياة السياسية والبرلمانية في دولة الإمارات، إلى جانب موضوع المرأة الإماراتية والتمكين السياسي.

تكامل الوعي السياسي

الطالبة فاطمة المزروعي من كلية الهندسة الكيميائية، الفائزة بالمركز الثاني، تشير إلى أن تخصصها الأكاديمي في مجال الهندسة لم يمنعها من المشاركة في هذه المسابقة الفكرية والوطنية بامتياز، مشيرة إلى أنها رغم انشغالها بالدراسة الأكاديمية البحتة وفي تخصص بعيد عن السياسة، إلا أنها لم تنشغل عن هموم الوطن، واضافت نحن الشباب بشكل عام فئة مستهدفة، وعلينا ان نحصن انفسنا من الأفكار الشاذة، التي بدأت تتناثر بين افراد المجتمع، نتيجة للتحولات الدولية والإقليمية التي حولنا، ونحن لسنا بمنأى عنها، ولا بد ان نستعد لها ونحصن انفسنا من تداعياتها، واشارت إلى انها اختارت دراسة مساق مادة بالمجتمع الإماراتي بالتنسيق مع اساتذة المساق، بهدف تنمية افكارها التي تتعلق بأهمية ومشاركة المرأة، واهتمام المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، بتمكينها واعطائها دوراً ريادياً جنباً إلى جنب مع الرجال من ابناء دولة الإمارات، وقد اثبتت قدرتها وجدارتها وتبوأت العديد من مناصب القيادة والريادة في مجلات عدة، سياسية واقتصادية وثقافية ورياضية وعلمية، حتى في القوات المسلحة.

الوحدة الوطنية

واضافت ان بلادنا وبفضل قيادتنا الرشيدة وفرت لنا كل مقومات الأمن والأمان والاستقرار إلا أن هناك بعض المغرضين والحاقدين الذين يسعون للنيل من وحدتنا الوطنية تحت مسميات مختلفة، واول ما يستهدفون هم فئة الشباب كونهم الأكثر تأثراً وتأثيراً.

واكدت أن المشاركة في مثل تلك المنتديات والمسابقات تسهم في زيادة الوعي السياسي لدى جيل الشباب، وتشكيل وعي وطني وغرس الثقة بأنفسهم وبوطنهم وقيادتهم مهما كانت التحديات.

الفائزة الثالثة مهرة سهيل العامري، الطالبة في قسم العلوم السياسية قالت إنها وجدت من واجبها أولاً أن تشارك في المنتدى لزيادة جرعة المعلومات التطبيقية، إلى جانب المعلومات الأكاديمية التي تلقتها في الجامعة، مشيرة إلى أن المعلومات النظرية غير كافية وحدها لتشكيل وتكوين الوعي السياسي، لا بد من الانخراط في الحياة العامة والمشاركة السياسية، حتى نستطيع ان نوازن بين النظري والعملي، والخروج بجيل واع للمتغيرات الدولية، وامتلاك الأسس السليمة للدفاع عن المنجزات الوطنية والاستقرار وتعزيز الهوية الوطنية من خلال التعرف مباشرة لمكونات الوعي السياسي بكل اشكاله والوانه، ومن هذا المنطلق اختارت ايضا المشاركة في المسابقة لتعزيز معلومات الأكاديمية بتجربة بحثية معمقة ساهمت بإضافة اشياء كثيرة في تشكيل الوعي السياسي الذي تطمح إليه.

رجال المستقبل

قالت شيخة الأحبابي انه من أهم التوصيات التي توصلت لها في البحث، التأكيد على مدى أهمية بناء الوعي السياسي لدى الشباب لأنهم رجال المستقبل وقادة الغد، ومن شأن الوعي السياسي أن يبني جيلاً مثقفاً ملماً لما يدور حوله من أحداث، والقدرة على تحليله، مما يساهم في زيادة النخبة المثقفة القادرة على المشاركة الوطنية.