أجمع أكاديميون على أن عام «القراءة» الذي جاء بتوجيهات قيادتنا الرشيدة سيخلص لغتنا الأم من عقوق أبنائها، حيث ستدخل الدولة عام 2016 بمبادرة استراتيجية تكرس قوة وصلابة لغتنا العربية من خلال المطالعة والقراءة وسبر أغوارها، وتستعد الدولة لترجمة عام القراءة بإجراءات نوعية فاعلة تؤتي ثمارها.
تعزيز الارتباط
يقول سيف راشد المزروعي مستشار معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي لـ«البيان»: إن عام القراءة يجب الارتكاز عليه من أجل تعزيز ارتباط النشء باللغة العربية، ودفع أبنائنا إلى الارتباط بلغتهم الأم، فبطبيعة الحال سيؤدي عام القراءة إلى عودة أبنائنا مرة أخرى إلى الكتب بعد أن أبعدتهم التكنولوجيا الحديثة عنها بشكل كبير.
ويضيف: «إن الفترة المقبلة ستشهد إطلاق مؤسسات التعليم العالي العديد من المبادرات الخلاقة التي ستحفِّز أبناءنا الطلبة على القراءة، وتعزِّز ارتباطهم مرة أخرى بلغتهم الأم، مستعرضاً عدداً من المبادرات التي نفذتها الوزارة من أجل تعزيز الارتباط باللغة العربية، حيث عقدت شراكة مع جمعية حماية اللغة العربية لتشجيع ودعم مبادرات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، والحد من استخدام العربية المهجنة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تنفيذ مسابقة دولية تحت عنوان «لغتي عربية».
توعية شاملة
من جانبه، يقول الدكتور صالح الجرمي المحاضر في معهد أدنوك الفني وأستاذ اللغة العربية:«إن مبادرة عام القراءة يجب الاستفادة منها على مستوى كل مؤسسة تعليمية، فيجب تعزيز دور المكتبات بالجامعات والمدارس عبر تنظيم معارض للكتب العربية تشمل قصصاً وكتيبات ذات موضوعات هادفة، بحيث تناسب كافة مستويات الطلبة، إضافة إلى تفعيل عدد من البرامج المدرسية التنافسية على شكل مسابقات تتَّصل بالفهم والاستيعاب للغة العربية».
ويضيف:«يجب أيضاً الاهتمام بتفعيل دور الإذاعة المدرسية وتشكيل فرق طلابية في الخطابة والحوار المرتجل باللغة الفصيحة والقراءات المعبرة والمسرحيات، كما يمكن للأسرة أن تلعب دوراً أساسياً في هذا المجال من خلال الاهتمام بترغيب أبنائها وتحبيبهم في القراءة، وذلك بإتاحة الفرصة لهم باقتناء عددٍ من القصص والكتيبات المفيدة التي يرغبون في شرائها أو استعارتها وقراءتها مع الحرص على تشجيعهم وإثابتهم على ذلك، أضف إلى ذلك تشجيع الأبناء على القراءة في الصحف المحلية وقراءة اللوحات على المحلات التجارية المختلفة واستخراج الأخطاء منها وتصحيحها».
وتابع:«علينا إشعار الطلبة أولاً قبل معلميهم بأهمية وقدسية اللغة العربية من خلال التحدث بها من قِبَل المحاضرين والأساتذة، إضافة إلى تحديث مناهج اللغة العربية وتفعيل البرامج المختلفة والفعاليات التراثية والثقافية، وتشجيع البحوث والمشاريع التي تخدم اللغة العربية قراءة واستماعًا وتحدثًا وكتابةً والاهتمام بعلوم القرآن الكريم والفقه والسنة الشريفة، إذ إن هذه العلوم هي الوعاء الذي تنبت منه علوم اللغة العربية، فتزهر ثروات لغوية متعددة في كافة ميادين اللغة، لتغذي الذهن وتبهج النفس بمزيد من التذوق الجمالي اللغوي، الأمر الذي يثمر بعد ذلك جزالة في اللفظ وحسنًا في البيان وقوة في التعبير».
تحديات
عدَّدَ خبراءٌ بعضاً من التحديات التي تواجه أبناءنا من حيث ارتباطهم باللغة العربية ومنها هيمنة اللغات الأجنبية في الجامعات والمدارس الخاصة، استشراء اللهجات في البيئة العربية، انتشار الكلمات الأجنبية في حياتنا العامة وعلى صفحات شبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الاستخدام الخاطئ للغة العربية في أماكن حيوية يجدر بها أن تكون مدرسة لنطق اللغة العربية وتعليمها، كالدروس الدينية في المساجد والنشرات الإخبارية والندوات والمحاضرات والبرامج العامة بشتى أنواعها، وكذلك في بعض الأماكن كالإعلانات ووسائل النقل وبعض المحال التجارية.