كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية.. عامٌ حافلٌ بالإنجازات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، مؤسسة بحثية وعلمية متفردة ونموذجا فريدا للمؤسسات الأكاديمية، بتركيزها على الجانب التطبيقي للإدارة الحكومية، وعملها على تطوير الكوادر في المؤسسات الحكومية، وتعزيز مستوى أداء العمل المؤسسي في الدولة. وفي هذا الإطار تبذل الكلية جهوداً متواصلة، بالشراكة مع العديد من الجهات العامة، نحو تحقيق رسالتها المتمثلة في ربط المرجعية العلمية الأكاديمية، بالواقع العملي والتطبيقي في العمل الحكومي.

وضمن سعيها لاستقطاب الكفاءات البارزة في المجال الأكاديمي والبحثي، شهد عام 2015 تعيين البروفيسور رائد العواملة في منصب عميد كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، الذي يعد أحد أهم الخبراء الدوليين في الإدارة المؤسسية والقيادة على المستوى الأكاديمي والمهني، ولا تقتصر إنجازات الكلية على وضع المناهج الدراسية، بل تمتد لتشمل تطوير السياسات العامة، ووضع مناهج تتبعها المؤسسات الحكومية في عملها وتطوير كوادرها وأدائها.

وأعرب الدكتور علي بن سباع المري الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، عن بالغ سعادته بانضمام الكلية للعمل تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية، واعتبر هذا تحفيزا لمتابعة السعي من أجل توطيد أواصر التعاون مع كافة الجهات والدوائر الحكومية على مستوى الإمارات والمنطقة والعالم، مشيرا إلى أن إنجازات الكلية لم تكن لتتحقق لولا توجيهات مجلس أمناء الكلية السابق، برئاسة معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، ودعمهم المستمر.

برامج جديدة

كذلك شهد العام المنصرم دورة جديدة من برنامج الكلية الأكاديمي الأبرز والرائد على مستوى الدولة والمنطقة، في مجال الإدارة الحكومية والسياسات العامة، وهو «ماجستير الإدارة العامة»، والذي يعتبر أول برنامج أكاديمي متخصص في الإدارة العامة في الدولة، ويهيئ الدارسين لتولي أدوار قيادية في إدارة القطاع العام أو المؤسسات غير الربحية، كما يمكّن المشاركين فيه من التعرف على كيفية إعداد وتنفيذ السياسات الحكومية، بهدف تطوير الأداء الحكومي، وذلك عن طريق مساقات مصممة خصيصاً لهذا الغرض، تشمل الدراسة النظرية والعملية، ويكسب الدارسين أيضا خبرة في مجال صنع القرار وتحليل السياسات وإدارة الموارد البشرية في القطاع العام، فضلاً عن النواحي المالية وإعداد الميزانيات، ويقدم المعارف والخبرات بطريقة تركز على تطوير المهارات وتمكين القيادات المشاركة على جميع المستويات.

ومن أجل مواكبة التطورات العالمية والمحلية في التحول نحو الحكومة الذكية وإدراكها لأهمية هذا التحول، أطلقت الكلية برنامجا جديدا حول إدارة البيانات المفتوحة، بعنوان «إدارة البيانات للابتكار في الحكومة الذكية»، والذي يعد البرنامج الأول من نوعه في المنطقة باللغة العربية، بالشراكة مع معهد البيانات المفتوحة في لندن. ويعمل هذا البرنامج على تعزيز معرفة المشاركين بمفهوم البيانات المفتوحة واستخداماتها وتوظيفها، من خلال شرح مفصل لطبيعتها والفرق بينها وبين الضخمة والشخصية، وكيفية إدارتها وعرض الفوائد التي توفرها والتحديات المترافقة معها.

بناء القادة

وعقدت الكلية شراكات مهمة مع العديد من المؤسسات الحكومية والعامة في الدولة، ووقعت العام الماضي عدة اتفاقيات مع دوائر حكومية، من بينها وزارة البيئة والمياه، ودائرة التنمية الاقتصادية، ومكتب سمو ولي عهد دبي الذي أطلق برنامج «قيادات»، وهيئة دبي للثقافة والفنون، ودائرة دبي الاقتصادية، وهيئة تنمية المجتمع، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، ومؤسسة حكومة دبي الذكية. وتتضمن هذه الشراكات تقديم برامج التعليم التنفيذي، التي صممت وفق متطلبات كل مؤسسة لرفع القدرات العملية والبحثية لموظفيها، وإكسابهم المهارات اللازمة ليصبحوا قادة المستقبل، كما واصلت الكلية تقديم البرامج التي سبق وأطلقتها مع جهاتٍ أخرى، مثل المجلس التنفيذي لإمارة عجمان وبلدية دبي وهيئة الثقافة في دبي.

قيادات

طرحت الكلية برنامج القيادات العربية والتميز الحكومي، الذي يهدف إلى تأهيل قيادات المؤسسات العامة لمواجهة التحديات الراهنة أو المستقبلية، ورفعت مستوى التوقعات المتعلقة بالخدمات الحكومية، ومكنهم من الارتقاء إلى مستوى تلك التحديات وتجاوزها وقيادة مؤسساتهم وفق استراتيجيات تضمن النجاح على المدى البعيد.

برنامج الأبحاث أحد الركائز الأساسية

يعد برنامج الأبحاث أحد الركائز الأساسية في عمل كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، حيث صنفت الكلية العام المنصرم في المرتبة الخامسة بين مراكز الأبحاث العربية، وفق التقرير الصادر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بعنوان «تقييم مراكز الدراسات والبحوث العربية والدولية 2014 ـ 2015».

وقدمت الكلية خلال 2015 عدداً من الأبحاث والأوراق العلمية والدراسات، كان من بينها تقرير مهم حول أنماط دراسة المواضيع العلمية في مدارس أبوظبي، ناقش توجه الطلاب لدراسة مواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) في المدارس الثانوية والجامعات في إمارة أبوظبي. وتنظم الكلية بالشراكة مع المكتب التنفيذي، منتدى دبي للمدن الذكية، ضمن مبادرة دبي للمدن الذكية، من خلال نقاشات واسعة بين الخبراء والمختصين من داخل الإمارات وخارجها.

أما مجلس السياسات فهو منصة للحوار المعرفي، تجمع الخبراء والمختصين والمعنيين من متخذي القرار في الدولة، ويناقشون عبره مختلف الموضوعات ذات الصلة بالسياسات العامة، وتقديم رؤى وتوصيات تؤثر بشكل فعّال على منظومة العمل المشترك وتطوير الأداء الحكومي. وتناولت الجلسات التي عقدت مواضيع «البحث العملي في دولة الإمارات بين تحديات الحاضر وفرص المستقبل»، و«معدلات الخصوبة الإماراتية في دبي - التحديات والسياسات والرؤية المستقبلية».

ونظمت كذلك مختبرات تصميم التفكير الإبداعي على مدار يومين، ضمن مشاركتها في أسبوع الإمارات للابتكار، بالتعاون مع شركة إس إي بي، من أجل تنمية أساليب فكر الابتكار والتطوير الإبداعي، في إطار دعم وتحقيق رؤية الحكومة الذكية والمدن الذكية.

مبادرات جديدة

ومن أبرز المبادرات التي عملت عليها الكلية خلال 2015، إطلاقها «مركز المعارف الحكومية»، الذي يشكل نقطة التقاء تجمع بين مختلف المؤسسات الحكومية والعاملين فيها، لضمان تدفق المعارف بين مختلف الإدارات بشكل أكاديمي محترف، بما يخدم تطوير العمل المؤسسي، ويضمن التعرف على مختلف الثقافات المؤسسية الحكومية في دولة الإمارات والمنطقة العربية.

كما أطلقت الكلية قاعة دراسية ذكية، بالتعاون مع شركة سيسكو CISCO، تضم أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا إنترنت الأشياء من تجهيزات تعليمية متطورة، تسمح لمنتسبي البرامج التعليمية بالمشاركة في كافة المحاضرات عن بعد، والاستفادة القصوى من الأجهزة الذكية والتقنيات الأكثر فعالية بما يعزز من توجهات التحول الذكي.

وقد فازت مبادرة «أيام الابتكار» التي نظمتها الكلية بالتعاون مع شركة اس اي بي، بجائزة مجلة التقنية (Gov.)، عن فئة «أفضل شراكة بين القطاع الحكومي والخاص»، كما تقوم الإدارة حاليا بمناقشة دور الكلية ومساهمتها في منتدى انترنت الأشياء العالمي، بالإضافة إلى العديد من المبادرات الذكية، مثل «الأكاديمية الذكية لتدريب القادة والتعليم الذكي».

Email