تنفذ هيئة المعرفة والتنمية البشرية بالشراكة مع «مؤسسة نيو إنجلند» (واحدة من أعرق مؤسسات الاعتماد الأكاديمي في الولايات المتحدة الأميركية)، زيارات مشتركة العام الدراسي الجاري بالرقابة المدرسية والاعتماد والأكاديمي للمدارس الخاصة التي تطبق منهاجاً تعليمياً أميركياً، وسوف تتيح تلك الزيارات المشتركة، التي يشارك فيها مقيِّمون تربويون من الجانبين، تقييم مختلف جوانب عمل المدرسة، وبموجب نتائج الزيارات المشتركة .

فإن الهيئة تتجه إلى توصيف المدارس الخاصة التي تدرِّس المنهاج الأميركي التي لم تنجح في تلبية متطلبات هيئة المعرفة ونيل الاعتماد الأكاديمي من مؤسسة نيو إنجلند ضمن فئة «منهاج مدرسي خاص» وسيتم تطبيق هذا التوصيف بدءاً من العام الدراسي 2017 ــ 2018، كما سيتم تصنيف المدارس الخاصة التي حققت متطلبات الهيئة ونالت الاعتماد الأكاديمي ضمن فئة «المدارس الأميركية المعتمدة»، بحسب ما جاء في دليل شراكة «المعرفة» مع مؤسسة نيو إنجلند للمدارس والكليات.

وجاءت هذه الشراكة في إطار سعي الهيئة لضمان نجاح هذه المدارس في توفير تعليم وتعلم عالي الجودة لجميع طلبتها، ولإتاحة الفرص لجميع الطلبة وأولياء أمورهم بمقارنة المستويات الأكاديمية ومستويات التحصيل الدراسي بالمستويات الدولية.

وأظهرت عمليات الرقابة المدرسية التي تمت العام الماضي على 31 مدرسة خاصة تطبق منهاجاً أميركياً، عدم حصول الطلبة على شهادة دبلوم ثانوية معتمدة عالمياً، إذ إن ثلث هذه المدارس الخاصة فقط من تقدم لطلبتها الخريجين شهادات دبلوم الثانوية معترفاً بها ومعتمدة في الولايات المتحدة الأميركية، وتؤدي هذه العوامل إلى تخريج عدد كبير من طلبة هذه المدارس دون تحضيرهم على نحو ملائم لمواصلة تعليمهم الجامعي أو الالتحاق بسوق العمل.

تقييم مدروس

كما أظهر تقرير الرقابة أن 32٪من المدارس فقط من تقدم حالياً خدمات تعليمية جيدة أو متميزة، حيث كشفت عمليات الرقابة المدرسية عن وجود تناغم بين المنهاج التعليمي وعمليات التقييم في هذه المدارس التي حققت عمليات التقييم فيها مستوى متميزاً.

ناهيك عن تطبيقها تقييمات خارجية دورية للتعلم، مثل اختبارات التقييم القياسي الدولي IBT، واختبارات الكفاءة الدراسي SAT، واختبار قياس التقدم الدراسيMAP، واختبارات ولاية أيوا للمهارات الأساسية ITBS، واختبار اللغة الإنجليزية للناطقين بغيرها TOEFL، وامتحانات المستوى المتقدم AP.

الحلقة المفقودة

وأظهرت نتائج الرقابة أن العديد من المدارس الخاصة التي تطبق منهاجاً تعليمياً أميركياً لا تستفيد على أرض الواقع من بيانات التقييمات الخارجية على نحو كاف يتيح لها مواءمة اختباراتها الداخلية لتكون أعلى دقة، وأظهرت الرقابة المدرسية علاوة على ذلك أن كثيراً جداً من المعلمين لا يمتلكون المعرفة والمهارات اللازمة لتقديم وتدريس منهاج تعليمي يستند إلى المعايير والمستويات الأميركية ذات الصلة مع القدرة على تقييم تعلم طلبتهم باستخدام هذه المعايير والمستويات.

نموذج

وانطلقت هذه المرحلة من الزيارات المشتركة بين جهاز الرقابة المدرسية في دبي ومؤسسة نيو إنجلند في إحدى المدارس الخاصة التي تطبق منهاجاً تعليمياً أميركياً في دبي، بمشاركة مقيِّمين من مؤسسة نيو إنجلند يتميزون بخبرات عالمية واسعة ومتنوعة في الميدان التربوي والتعليمي سيعملون في إطار تنسيق وتعاون كامل مع المقيِّمين التربويين من جهاز الرقابة المدرسية من أجل تقييم مختلف جوانب عمل المدرسة بما في ذلك المخرجات والنتائج التعليمية وعمليات التقييم الذاتي التي نفذتها المدرسة، للتحقق من مدى دقتها ومصداقيتها، للوصول إلى التطوير الذي تم التخطيط له.

استراتيجية

وتهدف هيئة المعرفة من هذه الشراكة الاستراتيجية مع مؤسسة نيو إنجلند للمدارس والكليات (NEASC) إلى ضمان حصول 49 ألف طالب تقريباً في 31 مدرسة خاصة تطبق منهاجاً تعليمياً أميركياً في دبي على تعليم عالي الجودة يواكب محتوى المواد التي يتم تدريسها في المدارس الأميركية والدولية.

وأظهرت هذه الزيارات المشتركة التي تم فيها تطبيق إطارَي عمل الرقابة والتقييم المدرسية وإطار الاعتماد الأكاديمي توافقاً وانسجاماً كاملين بين أهداف الرقابة المدرسية والاعتماد الأكاديمي التي تصب جميعها في مصلحة الطلبة.

بيئة عالية الجودة

وأكدت جميلة المهيري رئيس جهاز الرقابة المدرسية في دبي، أهمية هذه الخطوة عندما قالت: «سيكون نجاح المدرسة في تلبية معايير الاعتماد الأكاديمي من مؤسسة نيو إنجلند دليلاً واضحاً على قدرتها في تقديم برامج تعليمية مشابهة في توجهها ونطاقها للبرامج التعليمية المطبقة في المدارس الأميركية والدولية.

وسيطمئن أولياء الأمور بأن أبناءهم يتلقون تعليمهم في بيئة عالية الجودة وآمنة وتوفر الرعاية اللازمة لهم، وبأن أبناءهم يكتسبون المهارات والفهم الذي يتيح لهم أن يكونوا أعضاءً ناجحين وفاعلين في مجتمعاتهم، ومن هنا انطلقت هيئة المعرفة في حرصها على تمكين جميع المدارس الخاصة التي تطبق منهاجاً تعليمياً أميركياً في دبي على الاعتماد الأكاديمي الكامل».

تقييمات مهنية

من جانبه أفاد بيتر مووت مفوض مؤسسة نيو إنجلند للمدارس والكليات فـي المدارس الـدولـية: «نعمل في إطار تكاملي مع جهاز الرقابة المدرسية لتحقيق هدفنا المشترك في ضمان أن جميع الطلبة يتعلمون بفعالية عالية ضمن بيئة تعليمية مثالية وآمنة قادرة على توفير الرعاية والدعم اللازمين لهم ليكونوا ناجحين في حياتهم.

ونعتز بشراكتنا الاستراتيجية مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي التي تؤكد أن توفير تعليم مدرسي عالي الجودة يصبح في متناول جميع طلبتنا عند تضافر جهود جميع الأطراف المعنية على تحقيق توقعات عالية في ظل تطبيق مراجعات وتقييمات مهنية خارجية مستقلة ومواظبة كادر المدرسة على إجراء زيارات متبادلة لتحديد مَواطن الضعف وتعميم أفضل الممارسات التعليمية».

تقييم حازم

وحول أهمية حصول المدارس الأميركية في دبي على الاعتماد الأكاديمي من مؤسسة نيو إنجلند، أشار «الدليل» إلى أن المدارس التي تنفذ عملية الاعتماد الأكاديمي ترتقي بتطوير جودة العملية التعليمية التي تقدمها لطلبتها من خلال إجراء عملية تقييم ذاتي حازمة ودقيقة، ويأتي دور مؤسسة نيو إنجلند في مراجعة عمليات التقييم الذاتي التي نفذتها المدرسة، للتحقق من مدى دقتها ومصداقيتها.

ويتولى إجراء هذه المراجعة فريق مكون من إداريين ومعلمين يعملون حالياً في الميدان التربوي والتعليمي، وسيقدم الفريق للمدرسة تقريراً يوضح فيه خطوات العمل لتحقيق التطوير في المدرسة على المديين القصيرِ والطويل استناداً إلى نقاط القوة في المدرسة والجوانب التي تحتاج إلى التطوير فيها لحصول المدرسة على الاعتماد الأكاديمي من المؤسسة وليطمئن أولياء الأمور بأن أبناءهم يتلقون تعليمهم في بيئة عالية الجودة وآمنة وتوفر الرعاية اللازمة لهم.

آليات

وأوضح الدليل أن الاعتماد الأكاديمي هو عملية اختيارية يتولى تنفيذها إداريون ومعلمون يعملون حالياً في الميدان التربوي والتعليمي، وتمتد دورة الاعتماد الأكاديمي لعشر سنوات، تتضمن إجراء زيارات تمهيدية وتحضيرية، وإجراء عملية تقييم ذاتي للمدرسة، وتستغرق ما بين 12 إلى 18 شهراً، وإجراء زيارة تقييمية، وعلى المدرسة إعداد تقرير أولي بالتقدم الذي حققته خلال عامين، كما يتم إجراء زيارة تقييمية بعد خمس سنوات من إصدار التقرير الأولي.

ويتم إجراء زيارات إضافية للمدرسة تركز على التحقق من مدى نجاح المدرسة في إجراء التطوير التي تم التخطيط له، والتحقق كذلك من تنفيذ المدرسة للتوصيات التي خرجت بها عملية الاعتماد الأكاديمي، ويتم تحديد أوقات ومواعيد هذه الزيارات وفقاً لما تقتضيه الحاجة.

ويتولى أعضاء الفريق إجراء زيارات والاجتماع باللجان والفرق التي نفذت عملية التقييم الذاتي في المدرسة، كما يجتمع أعضاء الفريق مع ممثلين عن جميع الأطراف المعنية، ويتولون أيضاً مراجعة وتدقيق بيانات أداء المدرسة وفي المقابل، ترتكز عمليات الرقابة المدرسية التي ينفذها جهاز الرقابة المدرسية على المخرجات والنتائج التعليمية من أجل تحصيل دراسي أمثل.

70 % غير معتمدة دولياً

قد أظهرت نتائج الدورة الرابعة من الرقابة المدرسية في دبي أنه من بين 30 مدرسة خاصة في دبي، تطبق منهاجاً تعليمياً أميركياً، فإن 30٪منها تخطط لحصصها الدراسية، باستخدام معايير رسمية مُعتمدة في الولايات الأميركية، بينما الـ 70٪الأخرى منها لا يتقدم طلبتها لاختبارات خارجية معتمدة دولياً.

لذلك لا يتوفر لدى مسؤولي هذه المدارس والمعلمين فكرة واضحة عن مستويات الطلبة، والذي يوضح أن 70٪من المدارس الأميركية في دبي غير معتمدة دولياً.