يثبت الكثير من الشباب الإماراتي على الدوام أنهم على قدر المسؤولية والمكانة التي وضعتهم فيها قيادة الدولة، ومن بين هذه النماذج المضيئة 4 شباب إماراتيين تخصصوا في دراسة الهندسة الكهربائية وتميزوا فيها، بعد ابتعاثهم للدراسة بالخارج، ضمن بعثة صاحب السمو رئيس الدولة للطلبة المتميزين علمياً، فأثبتوا كفاءة وتميزاً، انعكس بابتكارهم جهاز فيديو ذكياً يرصد بدقة الأجسام المتحركة تحت سطح الماء، ومعالجتها بشكل فوري لتحديد موقعها وماهيتها، وهو ما يساعد في كثير من المهمات بأكثر من قطاع.

حلم يتحقق

في البداية أشار المهندسون فيصل العبيدلي، وفؤاد الأميري، ومحمد الكعبي، وأحمد الكثيري، أنهم درسوا الهندسة الكهربائية بجامعة منيسوتا الأميركية، حيث جمعهم حلم واحد عملوا على تحقيقه من خلال الأبحاث التي قاموا بها، للخروج بهذا الجهاز إلى النور، والذي يمكنه رصد الأسماك القريبة من قوارب الصيد لإعطاء معلومات عن حجم وبُعد الأسماك التي يراد اصطيادها، مما يساعد كثيراً في عدم هدر الثروة السمكية بالدولة، سواء كان ذلك في البحار أو المزارع السمكية.

استخدامات أمنية

وأشار الطلبة أن هناك استخدامات أخرى للجهاز، يكمن أهمها في استعانة الغواصات العسكرية به، حيث بإمكانه الكشف عن الأجسام المريبة التي تتحرك حول الغواصة، وتحديد مدى حجم وبعد هذا الجسم، فضلاً عن تحديد مدى خطورته، مشيرين إلى إمكانية تطوير آلية عمل هذا الجهاز لاستخدامه لأغراض عسكرية وأمنية متعددة.

قدرة فائقة

وأضافوا أن الجهاز يعتبر الأول من نوعه في مجال معالجة الأجسام المتحركة، حيث يتميز بإمكانية استخدام أي نوع من كاميرات التصوير تحت سطح الماء دون الحاجة لإعادة برمجة الجهاز من جديد، كما يتميز بقدرته الفائقة الدقة على إجراء عمليات حسابية معقدة في غضون ثوانٍ معدودة بمستوى خطأ لا يتجاوز 2.5 سنتيمتر.

شريحة إلكترونية

وأبانوا أن فكرة عمله تقوم على استخدام تقنية التصوير الثلاثي الأبعاد الحديثة وقد تم استخدام برنامج «Matlab» لصياغة وبرمجة هذا الجهاز نظراً لقصر الوقت المحدد لإنجاز المشروع، لافتين أنهم أثبتوا إمكانية ترجمة اللغة البرمجية للبرنامج إلى لغة «سي ++» التي تتيح المجال لبرمجة شريحة إلكترونية في غاية الصغر من ناحية الحجم لكي تقوم بدورها بمعالجة المعلومات بمنتهى السرعة وإعطاء النتائج في وقت قياسي.

6 أشهر

وأوضحوا أن العمل على المشروع استغرق قرابة 6 أشهر، من ضمنها 3 أشهر قضوها بفترة التجارب، حيث قاموا بعدد كبير من التجارب التي كانت تبوء بالفشل، وكانت خطوات العمل بهدف استكشاف وإيجاد الثغرات في التقنية التي سوف يتم استخدامها لبناء الجهاز، لافتين أن أي إخفاقات مروا بها كانت بمثابة نقطة انطلاق وبداية جديدة للفريق للبحث عن أسباب ذلك الفشل، الشيء الذي قاد الفريق إلى النجاح في نهاية الطريق.

مراحل العمل

وأبانوا أنهم قسموا العمل بمشروعهم إلى ثلاث مراحل، شملت البحث، حيث استطاعوا خلالها تحديد الهدف من الجهاز وطريقة عمله، ثم لحقتها مرحلة البحث المخصص التي تم من خلالها عمل أبحاث ودراسات مكثفة للطريقة التي تم اختيارها لبناء الجهاز، وأخيراً مرحلة كتابة البرنامج والعمل على بناء الجهاز.

تقنية حديثة

وأفادوا أن تقنية هذا الجهاز تعتبر حديثة لأنه يستخدم تقنية التصوير الثلاثي الأبعاد، فضلاً عن التقنيات البرمجية المتطورة التي يستخدمونها، حيث تم استخدام العديد من المعادلات الرياضية التي تقوم بتنقية الصورة والكشف عن الأجسام المتحركة من خلال تجزئة الفيديو إلى عدة صور ومقارنة الاختلاف بين تلك الصور.

الأرخص عالمياً

وأوضحوا أن الجهاز ليس الأول من نوعه من ناحية آلية العمل، لكنه الأول من حيث سعره، حيث يقدر ثمنه اعتماداً على سعر الكاميرا المستخدمة فيه، وقد استطاع فريق العمل تكليفه بحوالي 100 دولار، لافتين أن سعره لا يقل عن الـ1000 دولار، وتمنى المبتكرون أن تتم الاستعانة بالجهاز داخل الدولة، خاصة أن هناك شركة أميركية استعانت به للاستفادة بإمكاناته في مجال عملها، مما يؤكد على نجاح الهدف من استخدامه، ووجود مردود اقتصادي وعلمي فضلاً عن الجانب الأمني من استخدامه.

تميز علمي وابتكارات مهنية

أوضح المهندس فيصل العبيدلي، أنه مهتم بالتكنولوجيا الحديثة والمطالعة والقراءة، وأن هذا المشروع ليس الأول بالنسبة له، حيث صمم من قبل راديو AM ضمن فريق عمل أميركي من خمسة أفراد، كما أنه صمم ستيريو مكبر للصوت خلال المرحلة الثانوية ضمن مشاركته في برنامج صيف التحدي تحت إشراف خبراء ألمان، لافتاً أنه يعمل حالياً في شركة أدنوك للتوزيع كمهندس مكامن نفطية، وأنه دائماً ما يبحث عن إنجاز ابتكارات مهنية جديدة، تضيف لنفسه ولوطنه، خاصة أن الدولة فتحت الكثير من المجالات التي تستوعب الشباب الإماراتي المتميز بابتكاراته، والتي يمكن الاستفادة منها في تطوير الأعمال في كافة النواحي والتخصصات المهنية.