اختتمت أمس في مدارس الدولة فعاليات الأسبوع المفتوح للتبرع بالكتب، ضمن حملة «أمة تقرأ»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، التي تهدف لتأمين 5 ملايين كتاب للطلاب المحتاجين في مخيمات اللاجئين والمدارس في العالم العربي والإسلامي.
وشهدت فعاليات المدارس إقبالاً كبيراً من الطلبة وذويهم وكان حماس الطلبة مؤشراً كبيراً على تأصل القيم الحميدة في نفوس كل أطياف المجتمع في الدولة، حيث سيتم جمع الكتب من كل المدارس وتقوم شركة أرامكس بإيصالها إلى مقر دبي العطاء في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية للعمل على فرزها، وتصنيفها وتحديد الوجهات، التي سيتم إرسالها إليها بنهاية فعاليات حملة أمة تقرأ يوم 19 رمضان الموافق يوم زايد للعمل الإنساني.
وتم تنظيم فعاليات الأسبوع، بالتعاون بين دبي العطاء ووزارة التربية والتعليم وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، وشهد هذا الأسبوع مشاركة الآلاف من الطلبة من مختلف الجنسيات في الفعاليات، التي أقامتها المدارس الحكومية والخاصة، حيث نظمت المدارس نشاطات مختلفة هدفت لتشجيع الطلاب للتبرع بالكتب المستعملة تعبيراً عن دعمهم للطلاب اللاجئين والمحتاجين الذين يواجهون ظروفاً قاسية .
وقال طارق القرق المدير التنفيذي لدبي العطاء: سيم الإعلان حصيلة الكتب، التي جمعت من المدارس والتبرعات في حملة «أمة تقرأ» في التاسع عشر من شهر رمضان في يوم زايد الإنساني، لافتاً خلال الأسبوع الثاني للحملة، تمكنا من الوصول إلى 3 ملايين كتاب، ونحن متفائلون بدعم المؤسسات والأفراد الذين سيسهمون معنا بالوصول إلى الهدف الرئيس، وهو توزيع 5 ملايين كتاب في الدول العربية والإسلامية والدول النامية، ويتبقى مليونا كتاب، متوقعاً أن تتجاوز المبادرة المستهدف أو العدد المطلوب وهو خمسة ملايين كتاب عند انتهائها.
وقامت دبي العطاء بتزويد نحو 500 مدرسة موزعة في مختلف أنحاء الإمارات بصناديق خاصة لجمع الكتب، التي يتبرع بها الطلاب وملصقات ليكتب عليها الطلاب إهداءاتهم للأطفال المستفيدين من الكتب.
من جانبه قال ديفيد بالودين، مسؤول الأساتذة في مدرسة الآفاق الانجليزية، إن الحملة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تحمل في داخلها أسمى المعاني، حيث تهدف إلى نشر ثقافة العطاء بين الشعوب.
وأوضح أن مشاركة المدرسة في النوع من المبادرات المجتمعية يساعد في بناء ثقافة العطاء لدى الطلبة وتقديم المساعدة لأقرانهم .
إهداءات الطلبة
مارجاريتا طالبة في الصف الخامس عمرها 10 سنوات، أعربت عن سعادتها بتجربة التبرع وقالت: لقد أحببت فكرة الحملة، وأنا سعيدة لأني أعطي كتاباً لأطفال آخرين لا يملكون الكتب. أنا أعتقد أن الأطفال سيكونون سعداء عندما يقرأون الكتاب الذي قرأته واستمتعت به.
أما ضياء طالب في الصف الخامس- 10 سنوات، فقد تبرع بعشرة كتب لأنه في الأصل يحب قراءة الكتب، ويتمنى من كل الأطفال القراءة قدر المستطاع لأن الكتب تعرفهم على العالم وتمنحهم المعارف.
وقالت الطالبة سلفيا حنان صف سادس إن الطلبة يكتبون رسائل على الكتب التي يتم جمعها في المدرسة موجهة للطلبة المحرومين، وأوضحت أن رسالتها التي كتبتها تتضمن إهداء لهؤلاء الأطفال بصفتهم أصدقاء، ولهم الحق في التعليم لكن الظروف حرمتهم منه أو من متابعته ولذلك لا بد من الوقوف بجانبهم ومساعدتهم، مشيرة إلى أن المبادرة رسالة دبي الإنسانية للأطفال المحرومين من التعليم والقراءة.
دعم
في ظل غياب المكتبات في أكثر من 10 آلاف مدرسة في العالم العربي ومع وجود ملايين الأطفال اللاجئين بلا برامج تعليمية ولا كتب دراسية، تستهدف حملة «أمة تقرأ» توفير 5 ملايين كتاب للطلاب المحتاجين في المدارس، ومخيمات اللاجئين حول العالم الإسلامي عبر توفير مليوني كتاب للأطفال والطلاب في المخيمات إضافة لإنشاء وتزويد 2000 مكتبة بمليوني كتاب، ودعم البرامج التعليمية للمؤسسات الإنسانية الإماراتية في الخارج بمليون كتاب.
مليون درهم تبرع من مجموعة شركات حسني
تسلم طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء، شيكاً من مجموعة شركات حَسَني بمبلغ مليون درهم إماراتي، مساهمة من قبل المجموعة في دعم حملة أمة تقرأ.
وتعتبر مجموعة شركات حَسَني من الشركات المعروفة في مجال تقييم الفرص التجارية المربحة في كافة أنحاء العالم، وتعمل على بناء المشاريع المستدامة، وتضم 35 شركة موزعة على خمس فئات، ترتكز كل منها على أعمال أساسية.
وأشاد طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء، بمساهمة الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص، وقال: «برهن القطاع الخاص، من خلال مساهماته بالحملات والمبادرات المختلفة التي تطلقها القيادة الرشيدة، وفي مقدمها حملة أمة تقرأ، على أنه شريك استراتيجي مع التوجهات الحكومية والرسمية، التي تهدف لبناء عالم مستدام، متسلح بالوعي والمعرفة، وقادر على النهوض بمسؤولياته ومواجهة تحدياته».
شكر
وتوجه القرق بالشكر لمجموعة شركات حَسَني، على مساهمتهم في الحملة بمبلغ مليون درهم، وأكد أن هذه الشراكة، هي دليل على مستوى النضج العالي الذي وصلت إليه المجموعة، حول أهمية المسؤولية الاجتماعية، ودورها في تحقيق العدالة والمساواة بين الشعوب في ممارسة حقوقها الطبيعية، من حقها في التعليم، حتى حقها في أن يكون لها دور في بناء أوطانها.
ونوه القرق بأن قيمة التبرعات قد وصلت لما يعادل 3 ملايين كتاب، وأعرب عن أمله أن تستمر هذه التبرعات حتى تحقق الحملة غايتها.
ومن جانبه، ثمن مهدي حَسَني، المدير التنفيذي لمجموعة شركات حَسَني، المبادرة الإنسانية المتميزة والرائدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وقال إن مثل هذه المبادرات، كفيلة بفتح الطريق أمام القضاء على مشكلات الفقر والبطالة وتفشي المرض والجهل، التي تعاني منها العديد من شعوب المنطقة والعالم.
وتابع حَسَني، كل مشكلة تبدأ من الجهل وغياب المعرفة، والعلم قادر على تحسين أوضاع الناس، من خلال تمكينهم بالعلوم والمعارف، التي أصبحت اليوم من أهم الثروات ورؤوس الأموال مستدامة العوائد.