شهد يوم زايد للعمل الإنساني قيام دبي العطاء، المؤسسة التي تم تعيينها لقيادة حملة «أمة تقرأ»، بفرز وترتيب أكثر من 80 ألف كتاب وإعداد أكثر من 600 صندوق معرفي تضم الكتب التي تبرع بها طلاب المدارس لصالح حملة «أمة تقرأ»، وذلك في يوم تطوعي بحضور معالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، وعدد من قيادات وزارة التربية والتعليم استضافته قرية البوم السياحية بدبي واستقطب أكثر من 400 متطوع من الإمارات ومن مختلف الجنسيات.

500 مدرسة

وجاءت عملية الفرز وإعداد الصناديق المعدة للشحن والتوزيع استكمالاً لعملية تزويد دبي العطاء في بداية يونيو الجاري لنحو 500 مدرسة موزعة في مختلف أنحاء الإمارات بصناديق خاصة لجمع الكتب التي قام الطلبة بالتبرع بها ووضع ملصقات كتب عليها الصغار إهداءاتهم إلى الأطفال المستفيدين من الحملة.

وأعلنت دبي العطاء أن عملية الشحن والتوزيع ستبدأ بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية في الدولة والمكلفة بتنفيذ مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لرمضان هذا العام، حيث سيتم توزيع أكثر من 7 ملايين كتاب نجحت حملة «أمة تقرأ» بجمعها كصدقة جارية وعلم ينتفع به.

وبينت دبي العطاء أنها نفذت عملية فرز وتجميع وتوضيب الكتب والصناديق المخصصة للشحن بمساندة أكثر من 400 متطوع تتفاوت أعمارهم بين 10 أعوام ولغاية 60 عاماً.

وتم تقسيم العمل على فترتين الأولى من الساعة التاسعة والنصف صباحاً لغاية الساعة الواحدة من بعد الظهر، والثانية من الساعة الثانية عشرة والنصف من بعد الظهر ولغاية الساعة الرابعة مساءً، وأعلنت دبي العطاء بأن عملية الفرز اعتمدت على لغة الكتب، ومضمونها العلمي والأدبي، والفئات العمرية المستهدفة منها.

مواقف عظيمة

وقالت معالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري «في هذا اليوم تعود بنا الذاكرة إلى مواقف عظيمة لرجل شهد العالم بحكمته وبعطائه اللامحدود لما فيه خير الإنسانية، وهو المغفور له بإذن الله الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان قدوة ومعلماً لنا، فقد زرع صاحب الأيادي البيضاء بذرة أصيلة نبتت خيراً يقدمه اليوم أبناء الإمارات والمقيمون على أرضها إلى كافة الأشقاء في العالمين العربي والإسلامي والبلدان النامية».

وأشارت معاليها إلى مساهمة وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع «دبي العطاء» في إشراك الطلبة والأطفال من مختلف الأعمار في حملة «أمة تقرأ» والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتم تشجيع الطلاب للتبرع بالكتب المستعملة تعبيراً عن دعمهم لأقرانهم من الطلبة في العالم العربي والإسلامي والبلدان النامية ممن يواجهون ظروفاً قاسية وصعوبات في اكتساب العلم والمعرفة.

وأضافت: ما شهدناه اليوم من تفاعل أعداد كثيرة من المتطوعين من الجنسين ومن مختلف الأعمار والجنسيات جاؤوا لاستكمال ما بدأه الطلبة والأطفال في أكثر من 500 مدرسة حكومية وخاصة على مستوى الدولة ما هو إلا ثمرة لما زرعه زايد في نفوس أبنائه وبناته.

واختتمت معاليها: «اليوم استكملنا العملية بنجاح وتم إعداد صناديق المعرفة التي تحمل عطاء أبناء الإمارات ورغبتهم في نشر المحبة والتراحم ليتم توزيعها في أنحاء العالم، ونحن سعداء بالنتائج التي تحققت وبشراكتنا مع «دبي العطاء» وبما تم تحقيقه عبر هذه الشراكة كدعم حقيقي للحملة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال شهر رمضان المبارك».

أصغر متطوعة

تواجدت الطفلة مها محمد عبدالعزيز، التي تبلغ من العمر 5 سنوات، بين العديد من المتطوعين لفرز وتغليف كتب حملة «أمة تقرأ» والتي تعتبر من أصغر المتطوعات، وكانت ترافق خالتها التي تدرس في الجامعة الأسترالية وتحرص دائماً على المشاركة في العمل التطوعي كنوع لرد الجميل للوطن المعطاء.

 

خطة لاختيار أماكن التوزيع حول العالم

قال طارق القرق الرئيس التنفيذي لدبي العطاء في تصريح خاص لـ«البيان»، إنه سيتم وضع خطة من 12 إلى 18 شهراً لاختيار الدول والمدارس المحتاجة ومخيمات اللاجئين التي تتوزع في الدولة التي تعاني نزاعات أو غيرها.

وتابع «سيتم الوقوف على اختيار المطابع التي ستطبع الكتب، خصوصاً أن هناك الكثير من المطابع التي أبدت استعدادها للطباعة، سواء محلياً أو إقليمياً وسيتم مخاطبة شركائنا العالميين في طباعة الكتب ليكون هناك تنسيق عالمي كامل». وزاد قائلاً: «يوم زايد للعمل الإنساني تميز بتفاعل كبير من شريحة واسعة من المتطوعين، فهو يوم مميز بحد ذاته نستحضر فيه منجزات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فهو القائد الملهم الذي وضع بصمته الإنسانية في كل أرجاء الدنيا، وما نراه اليوم من خير أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها ما هو إلا نتاج لمسيرة عمرها 45 عاماً من المحبة والألفة والتسامح بدأها زايد وتكملها اليوم قيادتنا الرشيدة حفظها الله».

وأضاف: نجحت دبي العطاء باستقطاب عدد كبير من المتطوعين طيلة فترة الحملة، وهو ما يعكس مدى الإيجابية وحب المساعدة الذي يتسم به أبناء الإمارات والمقيميون على أرضها، وقد قضى المتطوعون ساعات وأياماً من العمل في سبيل الترويج للحملة والتعريف بجوانبها الإنسانية.

من جانبها أفادت مهرة المطوعي مديرة المركز الإقليمي لليونسكو، ومتطوعة في الحملة، بأن دبي العطاء شرحت للمتطوعين نظام تصنيف الكتب، إذ تم تصنيفها حسب اللغات عربي – إنجليزي، ومن ثم تقسيمها من حيث الكتب العلمية والثقافية والسياسية، أو المناهج، وشارك من وزارة التربية والتعليم نحو 30 شخصاً منهم مديرات مدارس واختصاص مصادر تعلم ومعلمات.

وقالت غزال سرور خميس اختصاصي مكتبات من مدرسة إشبيليا للتعليم الأساسي - منطقة الشارقة التعليمية، إن لديها خبرة كبيرة في العمل المكتبي، ودراية كافية بالكتب التي تناسب الأعمال المختلفة، لذلك حرصت على المشاركة في عمليات الفرز من أجل المساعدة.

ولفتت إلى أنه يتم فرز وترتيب العناوين حسب مجالات مختلفة.

وفي السياق ذاته، قالت شيخة محمد معلمة جيولوجيا، إنها تتطوع لأول مرة وشعرت من خلال مشاركتها بعظمة المبادرات الإنسانية التي يترسخ مفهوم العطاء وتعكس صورة دولة الإمارات، مشيرة إلى أنها وجدت أن العمل التطوعي يزيد من ترسيخ عقيدة حب الوطن وخدمة المجتمع.

واعتبرت فاطمة أحمد معلمة لغة عربية في مدرسة أم عمارة في خورفكان، أن حملة «أمة تقرأ» من أسمى المبادرات التي تساعد على نشر العلم والمعرفة ويكفينا شرفاً أنها أطلقت من دولتنا.

توجيه ومساعدة

أفادت ميثاء راشد خليفة مديرة روضة النرجس المطورة في منطقة أم القيوين التعلمية، بأن معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، وجه مجلس القيادات بالمشاركة في حملة «أمة تقرأ» ويأتي تطوعنا لفرز وتغليف الكتب ليستفيد بها الكثير من الأطفال. أما روية سعيد الزحمي مديرة روضة الضحى في منطقة الفجيرة التعليمية، فقد أكدت أن دولة الإمارات سباقة في مساعدة الدول في مجال العلم تحديداً، وكان لعام القراءة أثر بالغ في نفوس أبناء الوطن لذلك وجب علينا نشر العلم خارج دولتنا.