تمثل عيادة طب الأسنان المتنقلة أحد المشاريع الإنسانية الاجتماعية التي توضح مدى قدرة طلبة جامعة الشارقة على ابتكار الأفكار النوعية؛ فالمشروع في جوهره إنساني كبير، هدفه تخفيف وطأة الشعور بالوحدة والعزلة والعجز لدى المسنين والوصول إليهم لتقديم الخدمات التمريضية التي يحتاجونها دون تكبُّد عناء التنقل إلى العيادات والمستشفيات المختصة، وذلك دون أي عائد مادي.
البداية من فكرة
الطالبة ائتمان واثق سنة خامسة طب أسنان في جامعة الشارقة تحدثت إلى «البيان» خلال تدشين العيادة المتنقلة في دار رعاية المسنين في الشارقة مزهوة بتحول حلمها إلى حقيقة واقعية، قائلة: تعود فكرة المشروع إلى العام 2014 عندما كنت في سنتي الدراسية الثالثة، ونفذنا زيارة لمركز المعاقين، حيث رصدنا ميدانيا احتياجاتهم والتحديات التي تواجههم عند الحاجة لعلاجات خاصة بالأسنان، عندها فكرت ما المانع من نقل العيادة بمعداتها لفئات يمنعها العجز عن التحرك بسهولة ما يحرمها في بعض الأحيان حقها في تلقي العلاج، ونقلت فكرتي للدكتورة منال عوض عضو هيئة التدريس في كلية طب الأسنان، وناقشتها معها ومع الدكتورة سوسن القواص عميدة الكلية بالوكالة حالياً، وتم إرسال المقترح لمدير الجامعة الذي استحسنه، وكانت البداية من هنا عندما أوصل الدكتور حميد مجول النعيمي الفكرة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للجامعة، حيث اعتمد سموه المشروع الذي أبصر النور أخيرا، وباشر بتقديم الخدمات العلاجية لفئة كبار السن في أول زيارة تطبيقية للعلاج في دار رعاية المسنين التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة.
أهداف نبيلة
وأضافت واثق أن هدفنا الأساسي مساعدة فئات كبار السن وذوي الإعاقة والإسهام في التغلب على مصاعب العلاج، كما يسهم المشروع في رفع اهتمام الإمارة بهذه الفئات من خلال تقديم العلاج المناسب لجميع الحالات، وأضافت: هذا المشروع والمبادرة التي بدأت بفكرة وأصبحت اليوم واقعا ملموسا يقتدى به كنموذج حقيقي للشراكة الحقيقية، فلولا تقبل الفكرة وتبنيها من البداية وإيصالها لصاحب السمو حاكم الشارقة ما تحققت أبداً، مشيرة إلى أنها ولدت في إمارة الشارقة وتدين لها بالكثير، وتأمل وهي على مقاعد الدراسة والعمل لاحقاً ان تخدمها وترد جزءاً من الجميل.
ائتمان شابة نشطة في مجال العمل التطوعي، ومن أبرز مشاركاتها مشروع دبي للعطاء، متمنية أن تتمكن من العمل في أحد مواقع العمل بالإمارة كي توظف ما تعلَّمته في الجامعة، لافتة إلى أنها تطمح في إكمال دراستها لنيل درجتَي الماجستير والدكتوراه.
معدات حيوية
وتضم عيادة الأسنان المتنقلة التي تقدم خدماتها كاملة بالمجان، والتي تعتبر الأكبر في المنطقة، 3 كراسي حديثة للعلاج، ومعدات طبية متكاملة، كما تضم أماكن انتظار تحتوي على أجهزة ذكية. ويمكن أن تمتد العيادة أكثر من مساحتها الكاملة والتي تساوي 13 متراً طولاً و4 أمتار عرضاً، يرافق العيادةَ طاقمٌ طبي يضم 4 طبيبات مواطنات من خريجات كلية طب الأسنان بجامعة الشارقة وممرضتين الى جانب طبيب اختصاصي لعلاج الحالات الخاصة. وتتوفر في العيادة المتنقلة أقصى درجات الأمن والسلامة أثناء السير وخلال ساعات العلاج.
استراتيجية
ذكرت الدكتورة سوسن القواص عميد كلية طب الأسنان بالوكالة أن العيادة المتنقلة لطب الأسنان تعتبر جزءاً هاماً من استراتيجية جامعة الشارقة في خدمة المجتمع، خاصة بعد النجاح غير المسبوق الذي حققه مستشفى طب الأسنان الجامعي في علاج المرضى من كافة الإمارات والدولة، ومن الدول المجاورة، حيث يتم استقبال العديد من الحالات من دول الجوار للعلاج لما يضمه المستشفى من أحدث الأجهزة الطبية.