ابتكر 4 من طلبة الجامعة الأميركية في الشارقة نظاماً جديداً لتنقية المياه من المعادن الثقيلة ومنع تسربها إلى مياه الشرب على وجه الخصوص، ويقضي النظام بترشيح مختلف المعادن من المياه، عن طريق فلتر مصنوع من الألياف الطبيعية. وأوضح الدكتور محمد حسين الصياح الأستاذ بكلية العلوم والآداب بقسم الأحياء والكيمياء والعلوم البيئية بالجامعة الأميركية في الشارقة، بأنه يتم تحويل هذه المواد إلى فلتر، قد يتفوق على العديد من الفلترات السائدة في عالم تنقية المياه اليوم من حيث التكلفة، الفاعلية وسهولة الاستعمال.
وأوضح الطلبة القائمون على المشروع وهم، محمد سيف الدولة، وآية حسام الدين مصطفى وندى الحاج أسعد ومريحة أسلام، أن الابتكار يأتي ضمن إطار مشروع التخرج من الجامعة الأميركية في الشارقة، مشيرين إلى أن الفكرة انطلقت من توجهات الدولة نحو الاستدامة والمحافظة على البيئة، لذا ابتكروا طريقة لعمل مصفاة من مواد وألياف طبيعية بعد أن قاموا بتعديلها كيميائياً، بإضافة مواد لديها قابلية أو جاذبية للمعادن الثقيلة لتصبح مثل الإسفنجة تمتص المعادن الثقيلة.
استدامة
وأشاروا إلى أن هذه الطريقة فضلاً عن أنها تحافظ على استدامة المواد والبيئة، فهي غير مكْلفة وبسيطة، بالإضافة إلى أنه يمكن الاستفادة من هذه الألياف المعدلة كيميائياً في تحسين جودة التربة، باعتبارها مواد صديقة للبيئة.
وأضاف الدكتور الصياح أن تنقية مياه الشرب من آثار المعادن الثقيلة، تعتبر إحدى المشكلات الصحية التي تواجه المختصين بالصحة العامة، فأنظمة الترشيح السائدة لم تنل الرضى الكامل من قبل الخبراء بعد أن كشفت الفحوصات عن آثار لهذه المعادن في مياه الشرب بالإضافة إلى تكلفتها الباهظة وهذا يعكس الحاجة الى تطوير تقنيات جديدة لتنقية المياه. ويختلف الباحثون حول ضرر هذه المعادن على الصحة العامة للأفراد، خاصة في البلدان التي تشهد ثورة صناعية، لكنهم يتفقون على أن ضررها على الأطفال لا يمكن إنكاره.
وأوضح أن كل المعادن التي تزيد كثافتها على 5 غ في كل سنتمتر مكعب، تصنف كمعادن ثقيلة وهذا يشمل الحديد والرصاص والزنك والزئبق والكادميوم والنحاس والكروم والزئبق.
وأشار إلى أن العديد من الألياف موجودة في منطقة الخليج العربي بكميات هائلة، وتعكف الجامعة حالياً على دراسة تعديلها كيميائياً للاستفادة منها في أشياء أخرى مثل امتصاص البترول والزيوت المتسربة من حاملات النفط في البحار وغيرها الكثير.