دشنت شركة أبوظبي لبناء السفن في مقرها في منطقة مصفح، أمس، السفينة «مزيد» الرابعة من طراز «كورفيت» ضمن مشروع «بينونة» لصالح القوات البحرية في الدولة، بحضور اللواء الركن ابراهيم سالم المشرخ قائد القوات البحرية، وحميد عبد الله الشمري رئيس مجلس إدارة الشركة، ومحمد سالم الجنيبي الرئيس التنفيذي للشركة، وعدد من المسؤولين بالقوات البحرية وشركة أبوظبي لبناء السفن.
وافتتحت الشركة عقب تدشين السفينة، مشروع توسيع الأرصفة المائية ضمن حوض بناء السفن التابع لها، بإضافة 155 متراً نقلة نوعية تتيح للشركة استيعاب عدد أكبر من السفن لإجراء الاختبارات الفنية والتقنية، فضلاً عن استكمال إنشاء العوامة الجديدة والمحطة الكهربائية الفرعية ويعد مشروع توسيع الأرصفة المائية.
ويتضمن مشروع بينونة، الذي ينفذ لصالح البحرية الإماراتية بناء 6 سفن بقيمة تقديرية تبلغ نحو 4 مليارات درهم (800 مليون يورو)، على أن يتم إنهاء اختبارات «كورفيت 1 و2» وتسليمهما بكامل التجهيزات إلى البحرية الإماراتية خلال العام الحالي.
وأكد محمد سالم الجنيبي، الرئيس التنفيذي للشركة أن إطلاق السفينة «مزيد»، أمس، يؤكد الإمكانات العالية المتاحة في «أبوظبي لبناء السفن» ويعكس التزام الشركة التام بأعلى معايير الجودة العالمية، مضيفاً في كلمته خلال الحفل الذي أقيم قبل بدء عملية مراسيم تدشين السفينة وإطلاقها في المياه أن بناء السفن العسكرية يعد المصدر الرئيسي لدخل الشركة، حيث تمثل نسبة العقود العسكرية 80% من أعمال الشركة، مقابل 20% للعقود التجارية، لافتاً إلى سعي الشركة لزيادة نسب التشغيل التجارية.
وأوضح أن مشروع «بينونة» الذي يعد الأكبر والأول من نوعه في المنطقة، يشكل إضافة مهمة وخطوة نوعية من شأنها تطوير أسطول القوات البحرية لدولة الإمارات والارتقاء بالقدرة الدفاعية والحربية لمواصلة ضمان حماية المصالح الحيوية وتعزيز الأمن البحري في الدولة.
وقال: يسرنا افتتاح سجل إنجازاتنا في العام 2012 بتدشين السفينة الرابعة من مشروع «بينونة» التي جاءت امتداداً لسنوات من التميز والنجاح في تعزيز مكانة شركتنا إقليمياً ودولياً في مجال بناء السفن وتوفير خدمات الدعم البحري في منطقة الخليج والعالم. وتعد شركة أبوظبي لبناء السفن رائدة في مجال بناء السفن وتوفير خدمات الدعم البحري في منطقة الخليج والشريك الاستراتيجي لشركة «مبادلة». وأوضح الجنيبي، أن السفينة «مِزيَد» تتمتع بأعلى مستويات الجاهزية بعد تزويدها بأحدث التجهيزات والتقنيات والنظم المتقدمة بما فيها جهاز الدفع والمحركات والأسلحة التي تعتبر من أهم التكوينات الأساسية.
وتشتمل السفينة على المدفع الأساسي والمدفع الجانبي، الذي تم تثبيته في الربع الثالث من العام الماضي، كما تم تركيب أكثر من 100 كيلومتر من الكابلات الكهربائية وعدد كبير من الأنابيب والمعدات لاستكمال مرحلة تجميع وتجهيز السفينة «مِزيَد» التي خضعت أيضاً إلى عملية مكثفة لإنهاء اللمسات الأخيرة كالصبغ قبل تدشينها في المياه.
وأعرب الجنيبي عن فخره بتحقيق إنجاز آخر مع استكمال مشروع توسيع الأرصفة المائية ضمن حوض بناء السفن والذي سيتيح لنا استيعاب عدد أكبر من السفن والارتقاء بالخدمات المقدمة لعملائنا. وأوضح الجنيبي أن عمليات بناء «مِزيَد» بدأت بتشكيل الهيكل من ألواح الفولاذ الصلب في مايو من العام 2007 وتم إنشاء قاعدة السفينة في نوفمبر 2007، فيما تم تجميع واستكمال هيكل السفينة في العام 2008، وأما الجزء العلوي فتم تركيبه في وقت لاحق من العام ذاته. واستخدمت الشركة، الفولاذ الصلب في إنشاء الهيكل، بينما تم إنشاء الجزء العلوي من السفينة باستعمال الألومنيوم المخصص للاستخدامات البحرية.
مشروع ضخم
وحول مشروع بينونة، أكد الجنيبي أن مشروع «بينونة» يعد الأضخم والأول من نوعه في منطقة الخليج، إذ يضم 6 سفن حربية متطورة من طراز «كورفيت» بطول 72 متراً لصالح القوات البحرية لدولة الإمارات، لافتاً إلى أنه تم تزويد كل سفينة بأحدث التقنيات والنظم المتطورة للمهام الموكلة إليها، بما فيها المهمات الاعتراضية وأعمال المراقبة ودوريات خفر السواحل وعمليات طائرات الهليكوبتر وغيرها من المهام الأمنية الأخرى.