نجح أطباء مستشفى العين، في تحديد موقع واستئصال ورم مزمن كان يهدد حياة مريض مسن بعواقب وخيمة.
وقد تم إحضار المريض البالغ 55 عاماً إلى مستشفى العين مصاباً بخلل في كيس المرارة، وتبيَّن للأطباء لدى فحص المريض ومراجعة سجله الطبي، وجود آثار ندوب جراحية على جانبي جسمه نتيجة خضوعه لعمليات جراحية استهدفت استخراج الحصى من كليتيه، وتم إجراؤها في مستشفيات تقع في دولتين مختلفتين منذ أكثر من 20 عاماً.
وكشفت التحليلات المخبرية الروتينية عن ارتفاع منسوب الكالسيوم في دم المريض. وأدى هذا الاكتشاف بالتزامن مع معرفة خضوع المريض إلى العديد من العمليات الجراحية لاستخراج الحصى من كليتيه، إلى تمكين الأطباء المشرفين على حالته في مستشفى العين من تشخيص حالته بصفته مصاباً بورم صغير في الغدة الجنبدرقية يتسبب له في آلام مبرحة.
وأكد تحليل هورمونات المريض الذي كشف عن ارتفاع منسوب هورمون الغدة الجنب درقية في دمه، ما راح إليه التشخيص العضوي الطبي لحالة المريض. كما تمكن فريق الأطباء متعدد الاختصاصات المشرف على حالة المريض من تحديد موقع الورم المصاب به المريض بدقة عالية، بفضل استخدام أحدث أجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية، والتي توفر صوراً غاية في الوضوح. وقال البروفسور إياد حسن، رئيس دائرة الجراحة في مستشفى العين: (كان استئصال مثل هذا الورم الصغير في الماضي يستدعي بضع العنق من الأذن إلى الأذن، لمواجهة أصعب التحديات في مثل هذه العمليات الجراحية والمتمثل في ضمان عدم الإضرار بعصب الحبال الصوتية، الأمر الذي يؤدي في حالة حدوثه إلى إصابة المريض ببَحَّةٍ في صوته).
وأدى استخدام الفريق عالي الخبرات بقيادة البروفسور إياد حسن لأحدث المعدات والأجهزة الجراحية والطبية، إلى النجاح في استئصال الورم عبر بضع جراحي ضئيل لا يزيد حجمه عن سنتيمترين في عملية جراحية استغرقت أقل من 10 دقائق. وبغية ضمان سلامة المريض إلى أقصى الحدود، استخدم الفريق الطبي متعدد التخصصات أجهزة متطورة مثل العدسات الطبية الخاصة فائقة التكبير، إضافة إلى أداة حديثة فائقة التطور لمراقبة الأعصاب وتحديد موقع وتفادي لمس عصب الحبال الصوتية أو الإضرار به.
وقد انخفض منسوب الكالسيوم وهورمون الغدة الجنب درقية على حد سواء في دم المريض وعاد إلى مستواه الطبيعي بعد نجاح العملية الجراحية التي أجريت له، وتم السماح للمريض بمغادرة المستشفى في اليوم التالي للعملية، وهو واثق من أن كليتيه لن تعانيان من الحصى أبداً. وبفضل الرعاية الصحية الفائقة التي أحيط بها المريض، أصبح واثقاً أيضاً من أن استئصال الورم الذي كان مصاباً به، قد منحه فرصة جديدة للاستمتاع بحياة صحية بقية عمره.
قال جورج جيبسون الرئيس التنفيذي لمستشفى العين: (لم يكن طول الورم يتجاوز السنتيمترين ولكنه كان يهدد حياة المريض لكن بفضل الخبرات الواسعة التي يمتلكها طاقمنا الطبي والتكنولوجيا المتطورة التي يزخر بها مستشفى العين تم اكتشافه واستئصاله في الوقت المناسب). وأوضح: لا تتميز أقسام الجراحة في مستشفى العين عن مثيلاتها في سائر المستشفيات بتوافرها على أحدث المعدات والتقنيات والأجهزة، ومعرفة ومهارات وخبرات كوادرها والاستثمار المالي الكبير في تجهيزها وتطوير مواردها البشرية فحسب، ولكنها تتميز أيضاً بالرعاية الفائقة التي توليها لمرضاها.
في السياق نفسه، قال سعيد علي الظاهري مدير ادارة الموارد البشرية في مستشفى العين (ان المستشفى يحرص دائماً على استقطاب الكفاءات الطبية العالمية من مختلف دول العالم؛ وذلك من أجل ضمان تقديم أحدث الخدمات العلاجية وفق المعايير العالمية، والرقي بمستوى الخدمات الصحية والتي يقدمها المستشفى لاكثر من 400 ألف مريض).