أعلن الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، عن استشهاد ضابط إماراتي، وهو الملازم أول طارق محمد أحمد الشحي، واثنين من رفاقه ضمن قوات حفظ النظام، أثناء تصديهم لمجموعة إرهابية في منطقة الدية في العاصمة البحرينية المنامة، في إطار مهمة دعم الأمن والاستقرار في مملكة البحرين الشقيقة، ضمن اتفاقية التعاون الأمني الخليجي المشترك. واستنكر سموه بشدة هذه الجريمة النكراء، مؤكداً أن الإرهاب آفة، ويجب محاربته أينما كان، والتصدي له بكل صوره وأشكاله.

وأعرب الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان في ختام تصريحه عن خالص تعازيه ومواساته لأسر الشهداء الثلاثة، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم أهلهم الصبر والسلوان، ومتمنياً سموه الشفاء العاجل للجرحى المصابين في العمل الإرهابي.

«الداخلية» تنعي

وكانت وزارة الداخلية قد نعت أحد ضباطها العاملين بالمملكة البحرينية الشقيقة ضمن قوة «أمواج الخليج» المنبثقة عن اتفاقية التعاون الأمني الخليجي المشترك.

وقالت «الداخلية» في بيان لها «إنها وإذ تنعى الشهيد الملازم أول طارق محمد الشحي، فإنها تحتسب أجره وزملائه على الله عز وجل، ضمن كوكبة الشهداء الشرفاء من شهداء الواجب الذين ضحوا بأرواحهم للذود عن الحق، وحماية الأبرياء، وعون الأشقاء، ضارعة إلى المولى أن يلهم أهله وذويه مزيداً من الصبر والسلوان».

يذكر أن الشهيد الشحي قد امتاز بسيرة وظيفية وشخصية عطرة سواء بين زملائه أو ذويه، وعرف عنه التزامه الصادق بمتطلبات الواجب ورفعة الأخلاق والشجاعة والإقدام في كل ما يوكل إليه من مهام.

تفجير إرهابي

وكانت وزارة الداخلية البحرينية أعلنت أن ثلاثة عناصر من الشرطة قتلوا، أمس، في انفجار تزامن مع مواجهات بين قوات الأمن وإرهابيين في قرية قرب العاصمة المنامة. وقالت الوزارة في حسابها على «تويتر» إن «انفجاراً إرهابياً أسفر عن استشهاد ثلاثة من رجال الشرطة أثناء تصدي قوة حفظ النظام لإرهابيين بمنطقة الديه» قرب المنامة.

وأوضحت أن قوات حفظ النظام «تصدّت لمجموعة من المخرّبين خرجت عن خط سير ختام عزاء متوفى بالمنطقة، حيث قامت بأعمال شغب وتخريب وإغلاق الشوارع، ما استوجب اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم».

وكانت الوزارة أعلنت قبل ذلك أنه «أثناء تصدي قوة حفظ النظام لعدد من الإرهابيين في منطقة الديه، وقع انفجار أسفر عن إصابة ضابط واثنين من أفراد الشرطة بإصابات بليغة». واتهمت المجموعة التي كانت تشارك في مراسم عزاء بالقيام «بأعمال شغب وتخريب وإغلاق الشوارع، ما استوجب اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم». وكان رجل أمن أصيب ليل الأحد في مواجهات مع مثيري شغب في قرية العكر الشرقي.

الملك يوجه بإجراءات صارمة

وأعلن الديوان الملكي أنه بتوجيه من الملك حمد بن عيسى آل خليفة أن يكون اليوم الثلاثاء، يوم حداد رسمي في المملكة، فيما وجه الملك الأجهزة الأمنية باتخاذ التدابير اللازمة والصارمة لتطبيق القانون على كل من قام بالعمل المشين الإرهابي. ونقل الديوان الملكي، في بيان، تعازي الملك «لأسر شهداء الواجب الذين ضحوا بأرواحهم للذود عن الحق وحماية الأبرياء».

وقال البيان إن الملك وجه جميع أجهزة الدولة المعنية، بتطبيق القانون بحق كل من حرض وقام بهذا العمل الإرهابي البغيض، والقيام بكل ما يلزم في مواجهة مثل هذه الأعمال الإرهابية وعلى جميع المستويات.

وأكد أنه لا ينبغي التهاون مع من حرض ونفّذ هذا العمل الإرهابي، وسوف تواجههم يد العدالة جزاء ما قاموا به من إرهاب، الذين حق عليهم قوله تعالى: «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً»

مجلس النواب: فتنة

وأكد رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني ضرورة تنفيذ وتطبيق القانون بحزم وحسم وبشكل فوري ضد من يقف خلف هذا العمل الإرهابي الذي أودى بحياة عدد من رجال الأمن، وأسهم في دعم التحريض والتحشيد والفتنة في المملكة، مؤكداً دعم مجلس النواب المطلق للإجراءات التي تقوم بها أجهزة الدولة ومؤسساتها وفق القانون لمحاسبة كل من يقف خلف تلك الأعمال المرفوضة من مكونات المجتمع البحريني كافة.

«الأصالة»: بلغ السيل الزبى

من جهتها، شجبت جمعية الأصالة الإسلامية بشدة التفجير الإرهابي، قائلة إنه «تكرار للمسلسل الدموي من العمليات الإرهابية التي تستهدف أرواح رجال الأمن من قبل الميليشيات الإرهابية التي تلقى رعاية ودعماً على أعلى المستويات في الأطراف التي يقال لها معارضة، في حين أنها مجموعة من الإرهابيين القتلة الملطخة أياديهم بالدماء الزكية». وأضافت: «لقد بلغ السيل الزبى، وللأسف سيستمر المسلسل الدموي، بل وقد يتصاعد طالما بقي القصاص معطلاً».

 

المنامة تنعى الشحي

دوّن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في حسابه على (تويتر): «كل ذرة من تراب البحرين تنعى الضابط الإماراتي الشهيد طارق الشحي والشرطة الشهداء». وقال «إن من قتل رجال الأمن ومن وراءهم من محرضين يتحملون المسؤولية»، وأضاف «رُفعت الأقلام وجفّت الصحف». وأشار إلى أن من يقف ضد الفتنة عليه أن يترحم على الشهداء من رجال الأمن قبل أي شيء وإ فلن يصدقه أحد».