أكد المشاركون في المجلس الرمضاني « الوقف الخيري منهاج واستراتيجية » أن المغفور له بأذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» هو رمز العطاء والإنسانية في هذا الزمان بما قدمه من إنجازات هائلة تعدت حدود الدولة إلى آفاق العالم أجمع وشملت المسلمين وغير المسلمين.

وقال المشاركون في المجلس الذي نظمته أول من أمس مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للاعمال الخيرية والانسانية بالتعاون مع جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين وعقد بنادي ضباط القوات المسلحة إن زايد قائد فذ ذو رؤية ولم يشهد الوطن استقرارا إلا في عهده مؤكدين أن عمل ومآثر زايد لا يحدده يوم في العام ونحن في هذا المجلس نخلد ذكراه ونؤكد على دور الوقف.

وشارك في المجلس زايد الشامسي رئيس جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين كل من محمد سعيد القبيسي مدير المشاريع بمؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للاعمال الخيرية والانسانية والدكتور فاروق حمادة المستشار الديني بديوان ولي عهد أبوظبي ومدير جامعة محمد الخامس والمستشار حسن الحفناوي المستشار بديوان الرئاسة.

القائد في الرخاء والمحن

وقال زايد الشامسي رئيس جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين: إن الشيخ زايد «طيب الله ثراه» لم يبن مدنا فقط بل أقام دولة عصرية وبنى شعبا متمسكا بدينه وقيمه ووطنه وبنى اتحادا منيعا ونهض بالدولة كقوة وأرسى الأمن والأمان وحرص على استقرار الأسر، وزايد هو القائد في الرخاء والمحن مشيرا إلى أن زايد رحل وترك لنا خليفة ومحمد بن زايد وإخوانه في المسيرة وترك لنا شعبا يبني وطنه فمن منا يحيد عن درب زايد ومن منا لم يكن زايد في حنايا قلبه، فرحمك الله يا والدنا وأسكنك فسيح جناته عن الأمة العربية والإسلامية لأن بصماتك الخيرة امتدت إلى أرجاء العالم ومعلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية شاهدة على مآثر زايد وكذلك سد مأرب في اليمن وسنظل ندعو ما حيينا لزايد الخير والسلام.

وقال محمد سعيد القبيسي مدير المشاريع بمؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للاعمال الخيرية والانسانية إن التاسع عشر من رمضان من كل عام ذكرى ليوم زايد ذكرى للعمل الإنساني والخيري ولكن عمل ومآثر زايد لا يحدده يوم في العام ونحن في هذا المجلس نخلد ذكراه ونؤكد على دور الوقف.

وأضاف في كلمته التي ألقاها نيابة عن أحمد شبيب الظاهري مدير عام المؤسسة إن المجلس يعلن ما قامت به المؤسسة من تأسيسها من بناء المدراس والجامعات والمستشفيات وحفر الآبار وما قدمته من أعمال أغاثية ومساهمات ومساعدات في كافة أرجاء العالم.

مسيرة « خيرية زايد»

وأوضح أن المؤسسة تواصل مسيرتها في ظل النهضة التنموية الشاملة في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة « حفظه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي « رعاه الله » والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مشيرا إلى أن المؤسسة وصلت أعمالها خلال العشرين عاما الماضية إلى 117 دولة في 6 قارات واقتربنا من تغطية قارات العالم السبع.

ونقل تحيات سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس الأمناء، وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الأمناء وأحمد شبيب الظاهري مدير عام المؤسسة، إلى المشاركين في المجلس.

 ومن جانبه قال الدكتور فاروق حمادة المستشار الديني بديوان ولي عهد أبوظبي ومدير جامعة محمد الخامس إن الله عزّ وجلّ جمع في المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من القيم الكبيرة واجتباه الله بالخير والكرم.

وأوضح أن القوانين لها تدرجات ومرتبطة بالزمان والمكان وهى إفراز للواقع ولكن الشيخ زايد «طيب الله ثراه» كان خلاف الزمن الذي كان يعيش فيه حيث حكم العين من ثلاثينيات القرن الماضي وبعدها حكم أبوظبي وأصبح رئيسا للدولة حتى بدايات القرن الحالي فأين هم رؤساء الدول الذين عاصروه وكيف تنظر الأجيال لهم ؟ لقد طويت صفحاتهم وكثير من شعوبهم في العالم الإسلامي وعلى مستوى العالم تتمنى أن تلك الصفحات لم تكن موجودة في تاريخهم فكان الشيخ زايد خلاف الزعماء وصفحة أخرى في تاريخ البشرية في القرن العشرين.

ركيزة أساسية

وأكد أن الأوقاف ركيزة أساسية دائمة تجعل المجتمع مرتفعا وكلما كانت الاوقاف كثيرة فإنها تحافظ عليه في محله وكانت في أوقات الازدهار في تاريخ المسلمين الاوقاف حاضرة ورقم 1 وعندما تضعف الاوقاف والحبوس فاعلموا أن المجتمع شح وضن وبخل، وإذا بخل الناس حزنت النفوس وحدث انهيار اجتماعي مشيرا إلى أن الوقف استمر وامتد وضعف فهيىء الله رجل القيم زايد ليفتح آفاقا جديدة وعصرية.

سقيا الإمارات

وقال إن مبادرة « سقيا الإمارات» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» تؤكد أن القادة جعلوا الماء وقفا ليس للوطن فقط وإنما للعالم أجمع، ولذلك فإن هذا الوطن لن يصاب بأذى وسوء لأن نشر الخير والاحسان في العالم أجمع ضمن المعايير والقيم الاسلامية فاختيار « سقيا الإمارات» في هذا الوقت في بلادنا في بلاد تعاني شح الماء فهذا من أعظم القربات التي يتقرب بها المسلم إلى الله. و« سقيا الإمارات » إلهام من الله سبحانه وتعالى وامتداد لآبار الخير التي كان يحفرها الشيخ زايد في العالم.

مواقف وعطاءات

تطرق الدكتور فاروق حمادة إلى بعض المواقف الإنسانية وعطاءات زايد الخير للإنسان فقال نقلاً عن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أنه كان في زيارة لكينيا ورأى قبائل تنتقل بين كينيا والجنوب من أفريقيا يريدون يرعون ماشيتهم وعرض سموه الأمر على المغفور له الشيخ زايد فاستمع بكل اهتمام عن فقرهم وترحلهم وانتقالهم وسأل عن المناطق التي يعشون فيها وعلم أنها في إفريقيا وقال ماذا فعلتم لهم، فقال الشيخ زايد للشيخ محمد بن زايد لا تتعجل الإجابة وفكر ماذا نفعل لهم، وبعد أيام عاد سمو الشيخ محمد بن زايد وقال له نحفر لهم آبار مياه فرد الشيخ زايد عليه قائلاً « أحسنت وعلى بركة الله احفر الآبار».