أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، أن رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، قد منحها التميز والريادة، وأصبحت تحتل مكانة عالمية مرموقة كأول جائزة علمية متخصصة في قطاع نخيل التمر على مستوى العالم.
جاء ذلك خلال تسلم سموه ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أمس، وخلال حفل تكريم الفائزين بالدورة السابعة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، شهادة من جوزيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة «فاو»، تفيد باعتراف المنظمة، بنظام واحات نخيـل التمر بالعين وليوا في الإمارات «نظاماً زراعياً ذا أهمية عالمية ويعد تراثاً إنسانياً للجيل الحاضر وأجيال المستقبل».. هذا النظام الذي يوفر مساهمة مهمة في تعزيز الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي والثقافي، والمعارف المحلية من أجل التنمية المستدامة والعادلة.
ويأتي هذا الإنجاز الذي يضاف إلى السجل الذهبي لدولة الإمارات الحافل بالإنجازات الكبيرة على المستوى العالمي، وفي كافة المجالات، تتويجاً للجهود التي قامت بها الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر ووزارة البيئة والمياه، لإدراج واحات نخيل التمر في دولة الإمارات ضمن نظم التراث الزراعي المهمة عالمياً.
كما تسلم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، هدية إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من الأمانة العامة للجائزة، عبارة عن صورة ضخمة تم تنفيذها بأكثر من عشرة آلاف قطعة من الفسيفساء، شكلت صورة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مؤسس الجائزة وراعيها، حفظه الله، إلى جانب شعار الجائزة، وذلك تقديراً وعرفاناً لرعاية واهتمام سموه اللامحدود بالجائزة وبالشجرة المباركة.
وحضر سموه حفل تكريم الفائزين بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، في دورتها السابعة، صباح أمس، وتم تكريم سموه كشخصية مميزة وداعمة لقطاع نخيل التمر، وتقديراً لجهود سموه الكبيرة في خدمة قطاع نخيل التمر، وتطويره بشكل عام، ودعمه للجائزة بشكل خاص.
وقال سمو الشيخ منصور بن زايد: إن هذا التكريم وسام نعتز به ويدعونا للفخر بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، والتي ساهمت بشكل بناء وفاعل في تطوير قطاع نخيل التمر على المستوى العالمي، وأصبحت صفحة مشرقة في سجل الإمارات الحافل بالإنجازات في كافة المحافل الدولية.
وأضاف سموه: إن احتفال الجائزة اليوم بالفائزين في دورتها السابعة يؤكد النجاح الكبير الذي حققته منذ انطلاقها، ويضيف إنجازاً جديداً لسجلها الحافل بالعطاء والتميز.
دعم الجائزة
وأكد سموه أنه لن يألو جهداً في سبيل دعم الجائزة للمضي نحو آفاق أرحب وأوسع لخدمة قطاع النخيل والمزارعين، بما يحقق أهداف الجائزة في إبراز الوجه الحضاري لدولة الإمارات، ودورها البناء في الارتقاء بهذا القطاع والاهتمام بالنخلة كجزء من مكونات تراثنا العريق وحاضرنا المشرق.
وتوجه سموه بالشكر والتقدير للقائمين على الجائزة، وفي مقدمتهم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، رئيس مجلس أمناء الجائزة، وأثنى على جهودهم وعطائهم على مدى سبع سنوات هي عمر الجائزة.
وقال سموه: إن النقلة النوعية والمميزة التي حققتها الجائزة خلال هذه الفترة القصيرة، دليل على العمل الجاد والمخلص.. معرباً في الوقت ذاته عن ثقته بأن القائمين على الجائزة من مختلف اللجان قادرون على تحقيق المزيد من النجاحات والمساهمة في ضمان مستقبل واعد وأفضل لشجرة النخيل.
كما توجه سموه بالتهنئة إلى جميع الفائزين بالجائزة في دورتها السابعة، وأشاد بجهودهم في دعم الجائزة والارتقاء بها.. مؤكداً أن الأبحاث الفائزة تعتبر إضافة مميزة لقطاع النخيل، وسوف تسهم في تطوير الإنتاج والتصنيع وممارسة أفضل السبل لتحقيق ذلك.
وكانت الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية قد نظمت حفلاً كبيراً، أمس، في فندق قصر الإمارات، كرمت خلاله عدداً من الشخصيات المميزة والمؤثرة في قطاع نخيل التمر.
كما كرمت الفائزين في فئات الجائزة الخمس بدورتها السابعة، بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وجوزيه غرازيانو دا سيلفا ، ومعالي حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، ومعالي أحمد جمعة الزعابي، نائب وزير شؤون الرئاسة، وأحمد محمد الحميري الأمين العام لوزارة شؤون الرئاسة، وحمد عبدالرحمن المدفع الأمين العام لشؤون المجلس الأعلى للاتحاد .
وقد بدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم ألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان كلمة الجائزة : يسعدني بالغ السعادة أن أحييكم جميعاً، ونحن نعتز كثيراً ونتشرف معاً بحضور الأخ الفاضل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ورعايته لهذا الاحتفال السنوي المتجدد، للاحتفاء بالفائزين بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، هذه الجائزة التي يكفيها فخراً أنها تحمل اسم الوالد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أعزه الله، ومتعه بموفور الصحة والعافية.
المكرمون
وخلال الحفل تم تكريم الشخصيات المميزة، والتي ساهمت بشكل كبير في تطوير قطاع النخيل على المستويين العربي والعالمي، وكانت لها بصمة مؤثرة في هذا المجال، حيث تم تكريم: منصور بن زايد آل نهيان، والأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض بالمملكة العربية السعودية، والشيخ محمد بن عبدالله بن زاهر الهنائي، مستشار الدولة بسلطنة عمان، و سليم عودة سليم النبر من المملكة الأردنية الهاشمية.
كما كرم معالي الشيخ نهيان بن مبارك، الفائزين بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر في دورتها السابعة لفئاتها الخمس
جهود محلية
وحول الاعتراف بنظام واحات نخيـل التمر بالعين وليوا، نظاماً زراعياً ذا أهمية عالمية، أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن جهود دولة الإمارات في ظل القيادة الحكيمة للوالد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لن تتوقف في سبيل تحقيق المزيد من الإنجازات العالمية في مجال التنمية المستدامة وحفظ الموروث العريق وعملية التنمية والبناء، وسوف تسهم بفاعلية في الحضارة الإنسانية العالمية، لتحافظ على مكانتها المرموقة في مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً وثقافياً وعلمياً واجتماعياً.
محمد بن فيصل: أبناء زايد أهل الكرم
أشاد الأمير محمد بن فيصل بن بندر آل سعود، بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، مشيراً إلى أنها تهدف إلى تشجيع زراعة النخيل لتوفير التمور لضمان الأمن الغذائي لمختلف دول العالم.
جاء ذلك عقب تسلمه من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، أمس، الجائزة التكريمية التي منحتها الجائزة لوالده الأمير فيصل بن بندر آل سعود، أمير منطقة الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية.
وعبر عن سعادته لحصول والده على الجائزة التي تحمل اسم صاحب السمو رئيس الدولة الذي وجه له الشكر، مشيراً إلى «أن أبناء زايد هم أهل الكرم والوفاء مثل أبيهم المغفور له، وأن صلاح الآباء يلحق الأبناء».
وقال: إن ذلك غير مستغرب من الإمارات وقيادتها الحكيمة، لأن الطيب لا يستغرب من أهل الطيب والكرم، داعياً الله العلي القدير، أن يديم للإمارات ولبقية دول مجلس التعاون الخليجي التقدم والازدهار والتمكين والمنعة والأمن والأمان، في ظل القيادة الحكيمة لزعماء دول المجلس.
«فاو» تتعاون مع الدولة في مشروعين لإدارة مكافحة الآفات
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو»، إضافة واحتي «العين» و«ليوا»، من واحات نخيل التمر في الدولة، إلى عدد متزايد من النظم الإيكولوجية التي تقر منظمة «فاو» بأهميتها رسمياً، على الصعيد الدولي، باعتبارها مستودعات حية للموارد الوراثية والتنوع البيولوجي والتراث الثقافي.
ويذيع صيت الواحتين باعتبارهما نموذجين لنظم الزراعة التاريخية المروية، وكبساتين نخيل أضحت بمثابة المحور المركزي لإنتاج التمور في دولة الإمارات.
وقال المدير العام لمنظمة «فاو»، جوزيه غرازيانو دا سيلفا، في تصريح، بهذه المناسبة في أبوظبي: إن «أشجار النخيل بالنسبة إلى العديد من البلدان العربية هي أكثر بكثير من مجرد غذاء، إذ إنها جزء لا يتجزأ من تاريخكم وهويتكم الثقافية».
وأعلن غرازيانو دا سيلفا، أثناء حضور المراسم السنوية لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، أن واحتي العين وليوا تشكلان مساهمة مهمة على الصعيد العالمي في تراث النظم الزراعية للشعوب الأصلية، وأشاد بجهود الإمارات النشطة المبذولة لصون هذا التراث الفريد.
وقال: إن مبادرة تراث النظم الزراعية للشعوب الأصلية تعزز فهم الجمهور ووعيه، وتمثل إقراراً وطنياً ودولياً بقيمة نظم التراث الزراعي. وأضاف: إن «التقدم بخطى حثيثة صوب المستقبل مع الحفاظ على الجذور ليس دوماً بالمهمة اليسيرة، وقد تمكنت الإمارات من إنجاح هذا الإنجاز، متمثلاً في إنتاجها المستدام للنخيل».
وقال: إن «فاو» دعمت بحوث النخيل وإنتاجيتها في جميع أنحاء العالم على مدى نصف قرن، وتتعاون عن كثب مع دولة الإمارات في مشروعين جديدين، لإدارة مكافحة الآفات والتخطيط لاستخدام المياه وتوفيرها.
وأوضح المدير العام لمنظمة «فاو»، أن هناك ثلاثة عشر بلداً اليوم تملك مواقع معترفاً بها للشعوب الأصلية، وتسهم في الإنتاج الغذائي المستدام باعتباره «نظماً حية طور التطور تنبع من ارتباط المجتمعات البشرية بأقاليمها ومناطقها».
وفي غضون السنوات الأخيرة، عكفت الإمارات على تنفيذ برنامج دينامي لتنشيط واحات النخيل من خلال اعتماد تدابير مثل الحماية من الزحف العمراني واستعادة النظم التاريخية للري.
ووصف غرازيانو دا سيلفا هذه الجهود بأنها «تصون معارف انتقلت عبر الأجيال، وتضمن غداً، كما في الأمس، أن أشجار النخيل ستواصل حماية الأمن الغذائي لدولة الإمارات».
وإدراكاً لأن إدارة المياه تشكل تحدياً كبيراً أمام قطاع الزراعة لدى البلدان التي تعاني من ندرة المياه مثل الإمارات، وقع غرازيانو دا سيلفا نيابة عن «فاو»، اتفاقية شراكة مع المركز الدولي للزراعة الملحية ومقره دولة الإمارات العربية.
وتهدف هذه الشراكة إلى تعزيز التعاون في مجال البحوث بين المنظمتين لمساعدة البلدان الأعضاء على زيادة الإنتاجية الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي من خلال إيجاد حلول لندرة المياه في مناطق البيئة الهامشية. وأضاف دا سيلفا، أنه وبهدف زيادة المعلومات المتاحة عن مثل هذه القضايا وغيرها من الشؤون المتعلقة بالغذاء والزراعة .