أكد جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي الوزير الفرنسي السابق أن العاصمة الفرنسية ستشهد يوم20 من الشهر الجاري تظاهرة كبرى بعنوان «الشيخ زايد، أسطورة عربية» في حي مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مشيراً إلى دعم فرنسا للإمارات في مسيرتها لمحاربة جميع أنواع التعصب والإرهاب.

ولفت لانغ في حوار مع «البيان»إلى أنه كان من الأوائل في فرنسا الذين دعموا ملف دبي لاستضافة إكسبو 2020 ودافعوا عنه، كما احتضن معهد العالم العربي العديد من الفعاليات المعرفة بإنجازات الإمارة التي حققت في ظرف زمن قصير ما لم تتمكن بلدان من تحقيقه في وقت أطول، وبأنها الأحق بالفوز بشرف تنظيم هذا الموعد العالمي...فإلى نص الحوار:

يحتضن معهد العالم العربي بباريس نهاية الشهر الجاري تظاهرة كبيرة حول شخصية الشيخ زايد، هل يمكننا معرفة تفاصيل أكثر عنها؟

اعتاد معهد العالم العربي الاحتفاء وتكريم شخصيات صنعت مجد العالم العربي وتركت وراءها إنجازات كبيرة. وفي هذا الإطار سيحتضن المعهد في 20 من شهر مايو الجاري تظاهرة كبيرة حول شخصية الشيخ زايد مؤسس الإمارات..

وتتضمن برنامجاً ثرياً، أمسيات وصوراً ستعرض بالمناسبة، بالإضافة إلى عرض فيلم «الشيخ زايد، أسطورة عربية» من إنتاج قناة «آرتي» ومعهد العالم العربي ويشمل مقاطع حصرية وصوراً نادرة للشيخ زايد، يستعرض فيها مخرجه فريديريك متران مسيرة رجل عظيم وصالح في بناء الدولة وأحلامه، ورؤياه لوطنه في الغد..

وكذلك جزء من حياته الخاصة مع أولاده، إنه فيلم رائع حقا بروعة هذا الرجل العظيم الذي ترك رجالاً آخرين يواصلون مسيرته، فالإمارات يحكمها رجال دولة عظماء ذوو خبرة كبيرة، يحاربون الإرهاب وجميع أنواع التطرف والتعصب، وفرنسا تقدر عطاءهم على المستوى العربي وتدعمهم.

ما مضمون زيارتك الرسمية للدولة ؟

تلقيت دعوة من قبل منظمي المعرض الدولي للكتاب بأبوظبي للمشاركة في فعاليات هذا الموعد الثقافي والأدبي الهام الذي صار واحداً من أهم مواعيد الكتاب بمنطقة الخليج بكاملها، وهي فرصة للتعرف وللقاء الناشرين والأدباء الإماراتيين والفاعلين في مجال الأدب والتعرف أكثر على تجربتهم في مجال صناعة الكتاب.

ما العلاقة التي تربطكم بالفاعلين في الحياة الثقافية ؟

تربطني علاقات جد متينة بالكثير من المسؤولين القائمين على الثقافة في الإمارات وهذا حتى قبل أن أصبح رئيسا لمعهد العالم العربي، سواء كان ذلك في دبي، أو أبوظبي أو الشارقة، فأنا الشخصية الفرنسية الأولى التي ساندت بقوة ودعمت بإصرار وبجميع الوسائل مشروع متحف لوفر أبوظبي.

وعندما أعلنت دبي ترشحها لاحتضان المعرض الدولي «إكسبو 2020» كنت من الأوائل في فرنسا الذين دعموا ملفها ودافعوا عنه، كما احتضنت في معهد العالم العربي العديد من الفعاليات المعرفة بإنجازات الإمارة التي حققت في ظرف زمن قصير ما لم تتمكن بلدان من تحقيقه في وقت أطول، وبأنها الأحق بالفوز بشرف تنظيم هذا الموعد العالمي، وعرفت التظاهرة وقتها نجاحا كبيرا.

وجه آخر من هذه الصداقة القوية التي تربطني بالإماراتيين، عندما منحت الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وسام الاستحقاق في الفنون والآداب باسم الجمهورية الفرنسية والرئيس فرانسوا هولاند خلال تظاهرة «آرت فير دبي» الأخيرة، سعدت شخصيا بتقديم هذا الوسام الذي يعد اعترافا منا بإنجازاته.

فرنسا حاضرة بقوة ثقافياً في الإمارات، عكس باقي دول الخليج حيث تطغى عليها الثقافة الأنجلوساكسونية، ما تعليقكم على هذا؟

بالفعل الحضور الثقافي الفرنسي في الإمارات قوي من خلال جامعات ومؤسسات فرنسية عريقة لها صيتها العالمي كمتحف اللوفر وجامعة السوربون والمعهد الفرنسي بالإضافة إلى مشاريع أخرى هي بصدد الإنجاز، وهذا راجع حسب رأيي إلى تاريخ العلاقات بين البلدين والروابط المميزة التي تجمع الفرنسيين بالإماراتيين، علاقات صداقة وأخوة واحترام متبادلة.

ما الدور الذي لعبته في دعم الدبلوماسية الفرنسية على مستوى العالم العربي؟

تربطني علاقات صداقة قوية جدا بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند منذ وقت بعيد، فهو يثق بي ويدعم مبادراتي، نتقاسم الكثير من الأفكار والتوجهات، ويمكنني القول أكثر من ذلك، فللمرة الأولى في تاريخ معهد العالم العربي يزور رئيس الجمهورية المعهد بهذا العدد من المرات، فمنذ ترؤسي المعهد دشن الرئيس هولاند أربعة معارض كبرى وهي معرض قطار الشرق السريع «أوريو إكسبريس»، ومعرض الحج الذي لاقى نجاحا دوليا، ومعرض المغرب للفن المعاصر وأخيرا معرض النهضة في العالم العربي الذي أعجب به كثيرا.

وهولاند صديق وفي، وقريب مني كثيرا، وكل مرة يتنقل فيها لبلد عربي يطلب مني أن أكون ضيفه الشخصي، كما كان عليه الشأن خلال زيارته الأخيرة لقطر والسعودية.

قال جاك لانغ :اللغة العربية هي إحدى مقومات العالم العربي، لذلك فمن البديهي أن يساهم معهد العالم العربي في نشر هذه اللغة وتعليمها بفرنسا سواء للأطفال الصغار أو حتى للكبار من الباحثين ومديري المتاحف والمؤسسات الفرنسية التي تتعامل مع العالم العربي بشكل أو بآخر.

فاللغة عربية لغة عالمية جميلة، وأحارب شخصيا من أجل استمرار تعليم اللغة العربية في فرنسا في المدارس وفي المؤسسات التربوية.