أكدت منى غانم المري رئيسة اللجنة المنظمة لمنتدى الإعلام العربي رئيسة نادي دبي للصحافة أن الإعلام يشهد تغيرات جديدة كل لحظة، مما دفع منتدى الإعلام العربي هذا العام لتنويع ما يقدمه على منصته سواء من ناحية الطريقة أو المحتوى، مشيرة الى أن «الممشى الإعلامي» فعالية جديدة هذا العام وسيكون أحد الركائز الاساسية في المنتدى ليقدم من خلالها العديد من الفعاليات والأنشطة لأول مرة على مساحة تصل الى 2000 متر مربع.
كما تحدثت لـ «البيان» عن جديد المنتدى وجائزة الصحافة العربية، والجلسات السريعة التي تبناها المنتدى هذا العام، وأهمية مشاركة الاعلام الأجنبي في المنتدى ومدى تأثيره الايجابي، والعديد من القضايا الاخرى.
ما هي الفعاليات التي استحدثتها اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي هذا العام؟
كل يوم هناك الجديد في كافة المجالات حول العام، فكيف بالمجال الإعلامي الذي يشهد تطوراً مذهلاً، ولا أبالغ إذا قلت إنه في كل لحظة هناك الجديد في صناعة الإعلام، وهو ما يُعيدنا إلى سؤالك عن جديد المنتدى هذا العام، حيث استحدثنا الكثير من الفعاليات التي تتماشى مع شعار هذه الدورة «اتجاهات جديدة»، وأردنا أن تكون جديدة في محتواها ومضمونها، وبذلنا الكثير من الجهد لكي تخرج في شكل جديد عن المتعارف عليه في الدورات السابقة.
وتتضمن الدورة الحالية العديد من الفعاليات من بينها على سبيل المثال «الممشى الإعلامي» وهو أحد الركائز التي يعتمد عليها المنتدى هذا العام في تقديم العديد من الفعاليات والأنشطة التي يستضيفها لأول مرة، وذلك في مساحة تقارب 2000 متر مربع.
وتعد جلسات الـ«20 دقيقة» من أبرز ملامح المنتدى هذا العام، حيث سنستضيف من خلالها مجموعة من الخبراء والمتخصصين والشخصيات المهمة والمُلهمة للحديث عن تجاربهم في مختلف مجالات العمل الإعلامي.
لماذا استحدثتم الجلسات السريعة، وما السر وراء تحديد 20 دقيقة لكل منها؟
يعتقد البعض للوهلة الأولى أننا استعضنا عن الجلسات الرئيسية والحوارية بجلسات الــ«20 دقيقة» لكن ذلك غير صحيح، فلا يزال المجال متسعاً للجلسات الموسعة التي تستضيف أكثر من ضيف لمناقشة قضية متعددة المحاور، ونعطي كذلك الفرصة للجمهور للمشاركة والتفاعل، لكننا أردنا من استحداثنا لهذا القالب التنظيمي الجديد أن نتيح الفرصة لخبرات مهنية وأكاديمية متميزة لطرح تجاربها على الحضور، وهو ما يسهم بلا شك في تبادل الخبرات.
أما فيما يخص عامل الوقت رأينا أن «20 دقيقة» في عالم الإعلام كافية جداً ليطرح الخبير تجربته على الحضور، والمجال متسع في أروقة الممشى ويمكن التواصل مع الحضور والضيوف في أي وقت وعلى مدار يومي المنتدى.
وبخصوص معالجة القضايا وتقديم الحلول، فجلسات الـ«20 دقيقة»، يقدم فيها كل متحدث خلال جلسة منفصلة تجربته في إحدى المجالات التي لها علاقة بصناعة الإعلام.
«الممشى الإعلامي» مصطلح جديد على عالم الإعلام، ما الذي ستقدمونه للضيوف من خلاله؟
أتفق أن المصطلح قد يكون جديداً، لكننا في النهاية أمام حدث إعلامي متخصص، نسعى من خلاله لتقديم أقصى درجات المعرفة للإعلاميين والمهتمين من كافة أقطار العالم العربي، ويتضمن الممشى الإعلامي العديد من المعارض المتخصصة، وورش العمل والأنشطة التفاعلية، التي نأمل أن تكون إضافة مميزة ضمن الإطلالة الجديدة والمبتكرة للمنتدى هذا العام.
ونقدم من خلال الممشى فرصة للتعرّف على أفضل التجارب والممارسات، والاستفادة من الخبرات التي يستضيفها المنتدى في مختلف المجالات والاطلاع عن قرب على كل ما هو جديد في عالم الصحافة والإعلام.
وتعتبر ورش العمل من أبرز الفعاليات التي يحتضنها «الممشى» ويتعاون معنا في عقدها نخبة من المؤسسات الإعلامية الكبرى مثل «فيسبوك» التي ستعقد ورشة عملها بعنوان «فيسبوك - عصر الاتصالات الجديد»، كما ستساهم «غوغل» بورشة عمل بعنوان «أهمية المعلومات في العصر الرقمي»، أما وكالة «أسوشيتد برس» فتتطرق ورشتها إلى التحديات التي تواجه الصحافيين خلال تغطيتهم للأحداث، وستقدم وكالة الأنباء الفرنسية ورشة عمل متخصصة في مجال الصورة الصحافية، وستقيم كذلك الوكالة معرضاً للصور بعنوان «15 عاماً من النزاعات في العالم العربي ... منظور آخر».
وتضم الفعاليات التي يستضيفها الممشى الإعلامي أيضا ورشة عمل تنظمها وكالة «رويترز» بعنوان «انتشار الفيديو - والقوالب الإعلامية الجديدة»، وستعقد قناة «سكاي نيوز عربية» ورشة عمل تدريبية لطلبة الإعلام والمهتمين تحت عنوان «الإعلام والمعادلات الرقمية».
ما هي القضايا التي ستطرحها الاسماء البارزة المشاركة في المنتدى؟
يسعدنا أن يكون معنا في هذه الدورة العديد من رموز الفكر والثقافة والإعلام وكذلك قامات سياسية وشخصيات مرموقة، ومتخصصون وخبراء وكُتّاب، إضافة إلى صناع القرار الإعلامي، ورؤساء تحرير الصحف والمسؤولين عن المؤسسات الإعلامية الرائدة في عالمنا العربي، ومن بين الأسماء التي سيستضيفها المنتدى هذا العام إياد مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الذي سيكون له جلسة حوارية رئيسية عنوانها «صورة الإسلام والمسلمين» التي تتناول التشويه الذي أصاب صورة الإسلام في العالم جراء الممارسات الوحشية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية باسم الدين والإسلام منها براء.
كما يستضيف المنتدى الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب في دولة الكويت ليقدم في جلسة «الإعلام العربي 2015: وجهة نظر خليجية» قراءة للمشهد العربي من منظور ورؤية دول الخليج العربي، في حين يتطرق معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، إلى أوضاع المنطقة من منظور إيجابي لتقديم وصفة للنهوض بحال العالم العربي وإشاعة التفاؤل بين العرب ضمن جلسة ستحمل عنوان «مستقبل مشرق».
كما تستضيف الدورة الرابعة عشرة للمنتدى أيضاً عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، الذي سيقدم تحليلاً للمشهد السياسي العربي في جلسة «التحولات السياسية في المنطقة».
أبعاد الواقع العربي
أما فيما يخص القضايا المطروحة على طاولة حوار الدورة الحالية من المنتدى فأغلبها يحاكي أبعاد الواقع العربي بتحولاته السياسية وأبعاده الإعلامية، فعلى سبيل المثال نناقش في جلسة «عاصفة الحزم» حاجة الإعلام إلى عاصفة إعلامية تعيده إلى طريق الصدقية، كما تتناول جلسة «فوضى الاخلاقيات» الأطر المهنية التي غابت عن بعض وسائل الإعلام التي تلعب أدوار سياسية بعيداً عن الرسالة الحقيقية للإعلام كرسالة للتنوير ومحاكاة آمال الناس في غد أفضل.
كيف تم اختيار العناوين والقضايا المطروحة في المنتدى؟
لا شك أن عملية اختيار القضايا المطروحة على طاولة حوار المنتدى، تخضع لعمليات دقيقة من البحث والقراءة المتمعنة للمشهد العربي الراهن بكل تفاصيله، وهو ما يمكننا في مرحلة رسم خارطة المنتدى من الاختيار الصائب لأبرز الموضوعات والقضايا التي تحاكي في مضمونها وواقعها الوضع الراهن على الأرض.
وبما أن الإعلام يشكل مرآة تعكس ما يحدث على الساحتين العربية والدولية، حرصنا أن تكون هذه الدورة مواكبة في مضمونها لواقعنا العربي بكل تفاصيله، وأن يظل المنتدى مستعرضاً للظواهر الجديدة التي تطرأ على واقع المشهد الإعلامي العربي والعالمي، وسيلحظ المتابع لجلسات المنتدى تنوع الموضوعات والقضايا التي ستناقشها أسماء كبيرة من المتحدثين الذين لهم خبرة واسعة في مختلف المجالات السياسية والإعلامية.
ماذا أعددتم للوصول إلى وصفة تعيد الإعلام لوظيفته الرئيسية؟
في الحقيقة عندما نقول إن الإعلام شريك في بناء نهضة الأمم، فهذا ليس على سبيل الجمل الاستهلاكية أو المصطلحات الرنانة، فالتجربة أثبتت بالفعل حاجة المجتمعات العربية إلى إعلام يبني ويوحد الصفوف، وخير دليل على ذلك ما تمر به المنطقة العربية من تحديات، فبدلاً من أن يكون الإعلام مُعِيناً للناس في نقل أصواتهم ومناقشة قضاياهم الملحة، كرست بعض وسائل الإعلام أبواقها لبث أخبار مغلوطة ومضللة، وهو ما أفردنا له حواراً مطولاً على أكثر من صعيد خلال جلسات المنتدى.
وأود التأكيد هنا على أن أحد أهدافنا الرئيسية في المنتدى هو تطلُع الإعلام بمسؤولياته كشريك إيجابي في تحسين الواقع واستشراف أفضل السبل لمستقبل للأمم.
كيف تنعكس مشاركة الإعلاميين الأجانب على أداء المنتدى والإعلام العربي؟
المشاركة الأجنبية في الدورة الحالية تناهز 30 %، وهنا أتحدث عن نسبتهم بين إجمالي عدد المتحدثين، وارتفاع هذه النسبة لا يهدف الا لفتح مزيد من فرص الاطلاع على تجارب نجحت وتميزت خارج نطاق عالمنا العربي، والهدف أولا وأخيرا من وجود الإعلاميين والخبراء والمتخصصين الأجانب هو الاقتراب من تجاربهم ومصادر تميزهم.
ما هي الرسالة الأبرز التي تودون إيصالها إلى إعلامي العالم العربي؟
لا شك أن الظروف المحيطة بنا على المستوى العربي تملي علينا أن نكون على قدر التحديات الكبرى التي أفرزتها تلك الأوضاع الاستثنائية وفرضتها على شعوب المنطقة، والإعلام شريك رئيس في هذه المسؤولية، بل اعتقد أن الالتزامات التي يحملها الإعلام في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا العربية والإسلامية توجب عليه أن يتصدى لهذه المسؤولية بصورة أكبر ولكن في إطار مختلف.
فتداعيات الأوضاع المضطربة في عالمنا العربي تحتاج إلى قدر كبير من الإبداع والقدرة على ابتكار حلول غير تقليدية لكسر حاجز السلبية والنهوض بقدراتنا الإعلامية، وهذه الرسالة الرئيسة التي يحملها المنتدى هذا العام وربما يتضح ذلك من الشعار الذي اخترناه وهو «اتجاهات جديدة».
الشخص الملهم
بينت منى غانم المري أن الشخص الملهم هو إنسان استطاع أن يوجد لنفسه حيزاً من التميز ونطاقا يتفرد به بين الناس، فالمخترع شخص مُلهِم، والكاتب الناجح شخص مُلهِم، والأم التي تقوم برسالتها على الوجه الأكمل في تنشئة جيل صالح هي إنسانة مُلهِمة.
لذا أردنا أن يتضمن المنتدى هذا العام نماذج ملهمة أي أناس نجحوا في أن يكون لهم هذا الحيز من التميز، خاصة من هم لهم علاقة وثيقة بالإعلام، لنقدم للحضور نماذج إيجابية تمكنت من إحراز نجاحات فريدة من الممكن أن تكون سببا في تحفيز مخيلاتهم لاستلهام نجاحات مستقاة من تلك التجارب، وأعتقد أن كافة متحدثي المنتدى هذا العام هم أشخاص مميزون وملهمون.
عملية التحديث مستمرة ولن تنقطع
أوضحت منى غانم المري رئيسة اللجنة المنظمة لمنتدى الاعلام العربي رئيسة نادي دبي للصحافة أن عملية التحديث مستمرة ولم تنقطع في جائزة الصحافة العربية ومنتدى الإعلام العربي، فإضافة فكر جديد ومكونات جديدة كل عام هو الشغل الشاغل للجنة التنظيمية للمنتدى وللأمانة العامة للجائزة.
ولا أبالغ عندما أقول إن الإعداد لكليهما يستغرق عاما كاملاً، وقد يستغرب البعض لهذه الفترة الطويلة، إلا أن حرصنا على التجديد والتطوير المستمر يجعلنا لا نهدأ في سعينا الدؤوب لتقديم الحدثين في الصورة التي يتوقعها مجتمع الإعلام العربي.
ولولا التطوير لما كان هذا الاهتمام الذي لا يخبو بالمشاركة سواء في المنتدى أو التنافس ضمن فئات الجائزة، والذي نعتبره شهادة ثقة من الإعلاميين العرب نعتز بها ونسعى دائما أن نكون على قدرها.
الصحافة الذكية
وأضفنا هذا العام فئة الصحافة الذكية، حيث قوبلت تلك الإضافة باستحسان بالغ في الأوساط الصحافية العربية واستقبلنا من خلالها أعمالاً على قدر كبير من التميز، أسوة ببقية الفئات التي لا يلبث سقف المنافسة فيها أن يرتفع عاما تلو الآخر، في الوقت نفسه.
حققت المشاركات في الجائزة هذا العام رقما قياسيا بزيادة مقدارها 11% مقارنة بالأعداد المتقدمة العام الماضي، وبإجمالي يناهز 5000 عمل من مختلف انحاء العالم العربي بل ومن خارجه أيضا، ونحن سعداء بهذا الإقبال.
ومصدر سعادتنا أن هناك وعياً بقيمة الإبداع بين الصحافيين العرب، ومن ثم حرص على المنافسة على نيل التكريم في إطاره، ونحن حريصون دائما على أن نحفظ للجائزة مكانتها كمحفل نزيه للتنافس المهني الشريف ضمن أطر صارمة تنظم عملية التحكيم لتكون النتائج دائما منصفة لمن يستحق التكريم دون انحياز أو مجاملة.
ونحن نرحب بكل الأفكار والمقترحات التي نأخذها جميعا بعين الاعتبار ونضعها موضع البحث لتقدير جدواها ومدى إمكانية تطبيقها وبما يتفق مع أهداف الجائزة والإطار العام الذي يحكمها، ونعد جمهور الصحافيين العرب أننا على وعدنا بالتزام التطوير الدائم سواء فيما يتعلق بالفئات أو آليات العمل لكي تكون جائزة الصحافة العربية هي منصة تكريم الإبداع الصحافي الأولى عربياً على الدوام.