بارك سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، إطلاق شبكة «التواصل الإعلامي العربي» بحضور أكثر من 100 من أكثر الإعلاميين العرب تأثيراً على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك خلال أمسية «فكر دبي... فكر تواصل إعلامي» التي نظمها نادي دبي للصحافة على هامش أعمال منتدى الإعلام العربي الذي انطلق أمس في دبي.
وهنأ سموه الحضور على هذه الخطوة التي وصفها بأنها تواكب التطور السريع في عالم الإعلام، وقال سموه: «أهنئكم على إطلاق شبكة التواصل الإعلامي العربي، وأهنئ نفسي بوجودكم في دبي، فأنتم المستقبل ونحن على ثقة من قدرتكم على تحقيق إضافة نوعية تسهم في تعزيز التواجد العربي ضمن فضاءات الإعلام في أطرها الجديدة، بما يحقق للعرب الفرصة في توصيل رسالتهم إلى العالم بصورة أكثر فعالية وإيجابية».
وأكد سموه ثقته في أن التغيير سيكون دائماً إلى الأفضل وإلى مزيد من النجاح والتميز في ضوء مثل هذه المبادرات التي تؤكد قدرتنا على توصيل رسالتنا إلى العالم ضمن أطر حديثة ومبتكرة تواكب حركة التطور العالمي السريع.
شكر وتقدير
وقد أعرب الإعلاميون العرب المشاركون في الأمسية عن بالغ شكرهم وتقديرهم للفتة الكريمة من سموه بمباركة إطلاق «شبكة التواصل الإعلامي العربي»، مؤكدين أن دعم سموه يشجعهم على تبني المزيد من الأفكار المبدعة بما يخدم صالح منطقتنا العربية ويضمن لها مكانتها في ركب التطور العالمي ويؤازرها في التصدي للتحديات التي تواجهها.
وكان معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس اللجنة المنظمة لقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، رئيس المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد أعلن في حضور سمو ولي عهد دبي عن إطلاق «شبكة التواصل الإعلامي العربي».
وأكد القرقاوي في كلمة ألقاها خلال الأمسية، التي حضرها كل منى غانم المرّي، رئيسة اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي رئيسة نادي دبي للصحافة، وسلطان بن سليم، رئيس مجلس إدارة شركة موانئ دبي العالمية، أن الرغبة في الاستفادة من المخرجات والنجاحات التي حققتها قمة «رواد التواصل الاجتماعي العرب» التي عقدت في مارس الماضي بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كانت الحافز وراء مزيد من التطوير على القمة بتأسيس مجموعة من الشبكات المنبثقة عنها لتغطي مجالات وقطاعات متنوعة ومنها قطاع الإعلام الذي يتمتع بأهمية كبيرة كونه من أكثر القطاعات تأثيراً في المجتمع، حيث تقرر إطلاق تلك الشبكات بالتعاون مع الجهات المختصة خلال الفترة المقبلة.
ثمار
وأوضح معاليه أن «شبكة التواصل الإعلامي العربي» هي أولى ثمار هذا التوجه، حيث سيتم تأسيسها بالتعاون مع «نادي دبي للصحافة»، منوهاً بأن هذه الشبكة ستكون معنية بتعزيز دور تلك المنصات وتوظيفها بالأسلوب الأمثل من أجل خدمة أهداف التنمية في المنطقة ودفع مسيرة التطوير الإيجابي من خلال استقطاب أهم المؤثرين ذوي الحضور الكبير على منصات التواصل ومن ثم حشد طاقة مؤثرة إيجابية من خلال هذا الوسيط الإعلامي الجديد الذي بات يحظى باهتمام متنام بين الناس لا سيما فئة الشباب الذين يمثلون 25% من تعداد المنطقة العربية.
وكشف معالي القرقاوي عن أن باكورة مكونات هذه الشبكة يتمثل في إطلاق «مختبر التواصل الإعلامي العربي» والذي من المقرر أن يتضمن نشاطات وفعاليات متعددة تشمل ورش العمل المتخصصة والجلسات الحوارية بما يؤهله للقيام بدوره من خلال الإعلاميين ذوي الحضور القوي عبر منصات التواصل الاجتماعي للاستفادة من خبراتهم وتمريرها إلى الأجيال الشابة في شكل يتماشى مع روح العصر ويلبي متطلبات المشهد الإعلامي ومتغيراته المتلاحقة.
وأكدت منى غانم المري، أن أمسية «فكر دبي... فكر تواصل إعلامي» تعد امتداداً لمبادرة «فكر دبي» التي أطلقت منذ عاميين من خلال جلسات العصف الذهني التي حققت نتائج طيبة وصدى كبيراً، لذا قررت إدارة النادي بالاستمرار في النهج نفسه مع تخصيص هذه الدورة للتواصل الإعلامي ورواده على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولفتت المري إلى أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في ازدياد على مستوى العالم العربي بسبب التوزيع الديموغرافي للشباب والذي يعد في واقع الأمر سريع التأقلم مع التكنولوجيا، وأشارت من خلال بعض الإحصاءات المعنية بمعدلات انتشار الإنترنت إلى أن العالم العربي اقترب من إنهاء الفجوة الرقمية حيث تحقق بعض البلدان العربية معدلات انتشار مرتفعة بلغت 97% في الإمارات، و90% في قطر، و89% في السعودية، و79% في لبنان.
ونوّهت بأن 75% من الشباب في سن 18 إلى 24 في كل من الإمارات، والسعودية، ولبنان، وتونس، ومصر، وقطر يحصلون على الأخبار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ما يشير صراحة إلى تنامي أهمية تلك المنصات كمصادر إخبارية وإلى ضرورة تطوير المحتوى العربي بشكل مستمر يحقق تطلعات هؤلاء الشباب الذين ارتفعت نسبة مشاهدتهم للمحتوى العربي على الإنترنت من 89% عام 2013 إلى 93% عام 2015، كما أن تسعة من كل عشرة أشخاص يتابعون وسائل الإعلام باللغة العربية.
قفزة نوعية
وأكدت المرّي أن المختبر يمثل قفزة نوعية في القطاع الإعلامي تحمل رؤية واضحة لتكوين منصة تجمع الإعلاميين العرب المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي للمرة الأولى في العالم العربي، ما يحمل دلالة قوية بأننا بصدد تعزيز الاستفادة من الخبرات العربية اللامعة في هذا المجال للمساهمة في خلق رؤى مختلفة تتناول المشهد الإعلامي بنظرة أدق وأعمق بهدف إبراز الطاقات العربية الخلاقة والمبدعة والتعريف بالمحتوى العربي على مستوى عالمي. وعن أطر التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين خلال المرحلة المقبلة.
أشارت المرّي إلى أن المختبر سيقوم بعقد العديد من الشراكات مع المؤسسات والجهات الإعلامية المرموقة على مستوى العالم وهو ما يعني أن دور المختبر لن يقتصر على بناء جسور التواصل مع الأجيال الشابة بل سيمتد ليشمل تبادل الخبرات مع المؤسسات والجهات الإعلامية الكبرى على مستوى العالم من خلال زيارة مقرات هذه المؤسسات، وتنظيم برامج التدريب، والإطلاع على أحدث المستجدات والتطورات التكنولوجية والنظرية التي تطرأ على القطاع الإعلامي، إضافةً إلى استضافة أبرز المتحدثين والمختصين العالميين لمشاركة خبراتهم كل في مجال تخصصه بما يثري مخرجات المختبر ويجعلها متوائمة مع شتى المدارس والاتجاهات الإعلامية.
ومن جانبه أكد سلطان بن سُليم أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً مهماً كمنصات مكملة لوسائل الإعلام التقليدي وهي بالفعل قادرة على المساهمة الفعالة في تشكيل المشهد الإعلامي، وأشار إلى أن تواجد «موانئ دبي العالمية» في مثل هذه الفعاليات يهدف إلى المساهمة في تطوير الوسائل الإعلامية الحديثة التي باتت سمة مميزة للعصر الحالي، والتي أصبحت تستخدم من قبل الشركات والمؤسسات كجزء أصيل من أدوات التواصل الإعلامي بغرض الوصول إلى أكبر شرائح ممكنة من الجمهور.
تجاوب
أبدى المشاركون في الأمسية تجاوباً كبيراً ورغبة في المساهمة في «مختبر الإعلام العربي»، بوصفه أولى مبادرات «شبكة الإعلام العربي»، والتي تؤسس لمرحلة جديدة تشهد توحيداً للجهود العربية الإعلامية بما يعمل على تطوير المحتوى الإعلامي العربي بالشكل الذي يعبر عن تطلعات المتلقي إضافة إلى جملة من الفوائد التي تعم بالخير على الإعلام العربي.