أكد معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن دولة الإمارات تحرص على احترام دول الجوار، ولديها سياسة حكيمة ونهج سلمي حضاري، في التعامل مع مختلف القضايا، حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة، ومن أبرز تلك القضايا موقفها الواضح منذ أربعة عقود بشأن قضية احتلال الجزر الإماراتية الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى»، من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية..
وتأكيدها على موقف الإمارات الثابت ودعواتها الصادقة، بشأن إنهاء احتلال الجزر الثلاث بالوسائل السلمية عن طريق المفاوضات المباشرة، وفق جدول زمني محدد أو إحالة النزاع إلى محكمة العدل الدولية، من أجل استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة، وبناء علاقات أخوية طبيعية، يسودها الصفاء وحسن الجوار والتفاهم المشترك.
جاء ذلك خلال لقاء وفد المجلس الوطني الاتحادي، برئاسة معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس، بيو غارسيا إسكوديرو رئيس مجلس الشيوخ الإسباني وأعضاء مجموعة العلاقات الدولية في المجلس، حيث بحثوا سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين المجلس ومجلسي الشيوخ والنواب الإسبانيين، إضافة إلى تفعيل التعاون بين لجان الصداقة في البلدين.
علاقات
وضم وفد المجلس كلاً من أحمد علي الزعابي، ورشاد محمد بوخش، ومحمد سعيد الرقباني، وفيصل عبد الله الطنيجي، والدكتور يعقوب علي النقبي أعضاء المجلس، والدكتور محمد سالم المزروعي الأمين العام للمجلس، والدكتورة حصة عبد الله العتيبة سفيرة الدولة لدى المملكة الإسبانية.
وقال محمد المر «إن مدينة مدريد تاريخية، وارتبطنا بها في أجمل حقب التاريخ والحضارة الإسلامية، وكانت تعبيراً صادقاً عن التآلف العربي والإسلامي والإسباني نتج عنه أروع تجليات الحضارة البشرية في العلوم والطب والفنون والثقافة، مؤكداً أهمية استمرار العلاقات بين دولة الإمارات ومملكة إسبانيا على وجه الخصوص، ومع الدول العربية والإسلامية ككل».
وأعرب عن تطلع المجلس الوطني الاتحادي إلى تفعيل التعاون بين البلدين والبرلمانين الصديقين، موجهاً الشكر للبرلمان الإسباني على موقفه الداعم لحصول مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة على تأشيرة شنغن.
تسامح
وأكد أن مواطني الإمارات أينما رحلوا هم رسل سلام يعبرون عن السياسة الخارجية للدولة، ونهجها الداعي إلى التسامح والتعاون والسلم، موضحاً أن الإعفاء من تأشيرة شنغن يعود بالنفع على الدولتين والشعبين الصديقين في المجالات كافة.
وأضاف المر «إن سياسة الدولة تتسم بالاعتدال والحياد وعدم التدخل في شؤون الغير واحترام دول الجوار وترسيخ أهداف ومبادئ الشرعية الدولية، لافتاً إلى أن الإمارات التزمت بهذه المبادئ في المعاهدات والاتفاقيات الإقليمية والدولية، واتخذت العديد من الخطوات لتحقيق تلك الأهداف.
وأوضح معالي رئيس المجلس الوطني الاتحادي أن العلاقات الثنائية بين الإمارات وإسبانيا تعززت خلال السنوات الماضية حتى أصبحت دولة الإمارات الشريك الاقتصادي الأول لإسبانيا في منطقة الشرق الأوسط، داعياً إلى أهمية زيادة مشروعات التعاون الثنائي بين البلدين خاصة في المجال العلمي والثقافي والتكنولوجي، والاستفادة من مختلف الفعاليات والندوات والمعارض الدولية التي تقام في الإمارات».
وبحث الجانبان خلال اللقاء، الذي عقد في مقر مجلس الشيوخ في العاصمة الإسبانية مدريد الأوضاع على الساحة العربية وما صاحبها من أعمال عنف واستغلال الجماعات الإرهابية الأحداث والترويج لأفكارهم الهدامة والقيام بممارسات إرهابية باسم الدين، تهدف إلى انهيار الدولة الواحدة وتقسيمها إلى طوائف وجماعات متناحرة.
شراكة
وأكد معالي المر خلال اللقاء متانة العلاقات والشراكة الاستراتيجية والتعاون بين الإمارات ومملكة إسبانيا والدور المهم والموقف الثابت لإسبانيا من خلال عضويتها في الاتحادات الإقليمية والدولية في دعم قضايا الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن دولة الإمارات والدول العربية تنظر إلى التعاون القائم مع المملكة الإسبانية من منظور تاريخي نظرا للارتباط التاريخي والحضاري مع المسلمين، حيث احتضنت إسبانيا أجمل الحقب التاريخية الإسلامية ونتج عنها إرث تاريخي وسياحي عظيم يسعى لزيارته والتعرف إليه جميع السياح والباحثين والمهتمين في مختلف التخصصات العلمية والثقافية .
وأضاف أن العلاقات العربية الإسبانية في العصر الحديث تميزت بالتعاطف العادل وخاصة في الموقف الواضح والثابت للمملكة تجاه قضية فلسطين المحتلة وتأكيدها على ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين.
وأكد المر أن العلاقات بين دولة الإمارات ومملكة إسبانيا بدأت قوية وتزداد يوماً بعد يوم بفضل متابعة قيادتي البلدين وما يتبعه من تعاون وثيق في جميع المجالات الأخرى السياسية والاقتصادية والاستثمارية والأمنية والثقافية وتمنى لها دوام الاستمرار والنماء.
مصالح
وأشار إلى أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية بين المجلس الوطني الاتحادي ومجلس الشيوخ الإسباني خصوصاً في إطار القضايا ذات المصالح والاهتمامات المشتركة والمتبادلة، وقال إن المجالس البرلمانية هي ممثلة للشعوب ولا تتأثر كما تتأثر العلاقات السياسية بين الدول وإنما تعمل على تقويتها وزيادتها في المجالات كافة، وشدد على الدور المهم للبرلمانات في تعزيز وتجذير علاقات الشعوب في جميع القطاعات.
وأكد أن دولة الإمارات استطاعت خلال السنوات الأخيرة أن تكون مركزاً ثقافياً ومحطة مهمة على مستوى الشرق الأوسط في تنظيم واستضافة مختلف الفعاليات والمعارض والأعمال الثقافية والفنية والأدبية وخطت نحو الإبداع والتطور والابتكار في أغلب قطاعاتها، موضحاً أن المملكة الإسبانية تمتلك إرثاً ثقافياً وسياحياً عالمياً ولا بد من تعزيز وتبادل هذا الإرث ونقله للعالم والاستفادة من الإمكانيات المتاحة لدى دولة الإمارات.
أمن واستقرار
وتطرق الجانبان إلى البرنامج النووي الإيراني واتفقوا على أهمية التزام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالاستخدام السلمي لبرنامجها النووي، حفاظاً على استقرار وأمن المنطقة.
بدوره رحب بيو غارسيا إسكوديرو رئيس مجلس الشيوخ، بوفد المجلس الوطني الاتحادي مؤكداً قوة ومتانة العلاقات بين البلدين.
وقال إن دولة الإمارات لها صوت سياسي قوي وتقوم بدور مؤثر على المستوى الدولي في مختلف القضايا المتعلقة بالأمن والسلم وكانت وما زالت تلعب دوراً مهماً في هذا المجال.
وأشار إلى أن مجلس الشيوخ الإسباني يتطلع إلى تعزيز العلاقات البرلمانية الشعبية مع المجلس الوطني الاتحادي لتوازي قوة العلاقات السياسية والاقتصادي عبر توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين البرلمانين الصديقين.
ورحب أعضاء لجنة العلاقات الدولية في مجلس الشيوخ الإسباني بوفد المجلس الوطني الاتحادي، مؤكدين أنها استمرار للعلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين متطلعين لتعزيز العلاقات بين البرلمانين والشعبين، منوهين بسياسة قيادة دولة الإمارات في سعيها الدائم في الحفاظ على التنمية والتطور في جميع القطاعات، وحرصها على توفير الرعاية والرفاهية لشعبها.
وأشاد الأعضاء بالسياسة الرشيدة، التي انتهجتها دولة الإمارات، منذ تأسيسها في علاقتها مع دول الجوار وجميع دول العالم وهي السياسة التوافقية الداعية إلى التسامح والحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار واحترام شؤون وحقوق الدول وشعوبها ودعوتها الدائمة الداعية إلى السلام والازدهار والتنمية على الرغم من توتر الأحداث، خلال السنوات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط.
ووقع معالي محمد المر في ختام اللقاء كلمة في سجل الزوار الشرفي الخاص بمجلس الشيوخ الإسباني.
تقديرات مقترحة
يناقش المجلس الوطني الاتحادي مشروع ميزانيته للسنة المالية 2016 في الجلسة الخامسة عشرة من دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الخامس، التي يعقدها يوم الثلاثاء المقبل.
ووفقاً لتقرير للأمانة العام للمجلس حول مشروع الميزانية، التي تم إعدادها وفقاً لأسلوب البرامج والأداء فتبلغ التقديرات المقترحة لمشروع ميزانية المجلس لسنة 2016 مبلغاً وقدره 196 مليوناً و412 ألف درهم وبزيادة تبلغ نسبتها 4.56% مقارنة باعتمادات ميزانية المجلس لسنة 2015، التي بلغت 187 مليوناً و836 ألف درهم. ويتكون هيكل مشروع ميزانية المجلس لسنة 2016 من أربعة برامج رئيسة يتفرع منها عدد من البرامج وهي التشريع بإجمالي تكلفة تبلغ 46 مليوناً و291 ألف درهم.أبوظبي - ممدوح عبد الحميد
اتفاقية تعاون لتفعيل العلاقات الإماراتية الإسبانية
وقع معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي وبيو غارسيا إسكوديرو رئيس مجلس الشيوخ الإسباني في العاصمة مدريد اتفاقية تعاون مشترك تهدف إلى تعزيز العلاقات بين المجلسين الوطني الاتحادي والشيوخ الإسباني.
وقال معالي محمد المر إن اتفاقية التعاون ستسهم في تفعيل التعاون البرلماني وتبادل الخبرات مع البرلمان الإسباني والاستفادة من خبرته العريقة في الشأن البرلماني وتوحيد المواقف والرؤى تجاه مختلف القضايا التي تطرح المحافل البرلمانية فضلاً عن تفعيل العلاقات الوثيقة والمتنامية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة إسبانيا.
وحضر توقيع الاتفاقية في قصر مجلس الشيوخ الإسباني كل من أحمد علي الزعابي ورشاد محمد بوخش ومحمد سعيد الرقباني وفيصل عبدالله الطنيجي والدكتور يعقوب علي النقبي أعضاء المجلس الوطني والدكتور محمد سالم المزروعي الأمين العام للمجلس والدكتورة حصة عبدالله العتيبة سفيرة الدولة لدى المملكة الإسبانية.
ونصت الاتفاقية على أهمية المؤسسات البرلمانية بوصفها مركز سيادة الشعب بجانب تبادل الخبرات والتعاون في المجال البرلماني في زيادة الوعي والتقارب بين الشعبين وتعزيز العلاقات الثقافية واللغوية.
وفي إطار الاتفاقية الحالية ولتفعيل أنشطة مجموعة الصداقة الرامية إلى تعزيز الوعي المتبادل والتعاون الوثيق بين المؤسستين التشريعيتين فقد اتفق الطرفان على تبادل الوفود البرلمانية للإسهام في تحقيق الأهداف الواردة في اتفاقية التعاون هذه، والتي تجمع بين إسبانيا والإمارات بجانب الاتفاقيات والوثائق المصادق عليها من قبل كلا البلدين.
قضايا مشتركة
كما نصت على تنظيم اللقاءات البرلمانية الموجهة لمناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك لا سيما تلك التي تتعلق بالسلام وحقوق الإنسان والأمن والإرهاب والتخفيف من حدة الفقر والارتقاء بالمجالات الرياضية والفنية والثقافية وكذلك السياحة والبنى التحتية بوصفها موجهات ضرورية للتنمية الاقتصادية.
وشملت اتفاقية التعاون تبادل المستندات والنصوص القانونية النافذة لكل بلد، والتي تتعلق بالمسائل التشريعية لكل برلمان، إضافة إلى تبادل المعلومات فيما بين الأمانة العامة لمجلس الشيوخ الإسباني والأمانة العامة للمجلس الوطني الاتحادي، فيما يتعلق بعمليات وإدارة الممارسات الإدارية والفنية والشؤون المالية، إضافة إلى تبادل الخبرات بغرض تطوير وتدريب الموظفين الذين يقدمون خدماتهم لدعم العمل البرلماني في المجلسين.