أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن الأنشطة والجهود الوطنية المباركة لكل مواطن ومواطنة، تبعث في النفس الأمل والثقة بأن هناك رجالاً ونساء من أبناء وبنات شعبنا، جديرون بحماية إرثنا الثقافي والتاريخي والإنساني، الذي سيبقى حياً ومتجدداً في ذاكرة وشعب دولتنا العزيزة جيلاً بعد جيل، ما دامت لدينا هذه الطاقات والكوادر البشرية، التي تهتم بهذا الإرث الذي نعتز به أيما اعتزاز.

جاء ذلك خلال زيارة سموه متحف المرأة في سوق الذهب بمنطقة ديرة في دبي، الذي يعتبر المتحف الأول في المنطقة خاص بالمرأة الزوجة والأم والجدة، التي عاشت في دبي قبل النهضة وعصر النفط.

وتفقد سموه خلال الزيارة، التي رافقه فيها ولي عهده سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وخليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، معرض «مهبط الخير دبي» الذي يضم مقتنيات تاريخية مهمة، يحكي قصة نهضة دبي منذ عهد الراحل المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، ويمزج بين الصور القديمة والطوابع البريدية والعملات، إلى جانب القرارات التي كان يتخذها المرحوم الشيخ راشد، إبان فترة حكمه للإمارة، وذلك من خلال الوثائق التاريخية المعروضة.

وشرحت الدكتورة رفيعة غباش مؤسسة ورئيسة متحف المرأة، لصاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ومرافقيه.. كيفية تنظيم المعرض التاريخي الدائم في المتحف، وجهودها في تجميع محتوياته من الأشعار والعملات والطوابع البريدية القديمة، ووثائق مهمة لقرارات الشيخ راشد، رحمه الله..

مشيرة إلى أن المعرض وظف لغة الشعر التي تؤكد تفرد إمارة دبي بمكانة خاصة في هذا الإرث الأدبي، من خلال أبيات شعرية تعود لشعراء محليين منذ سبعين عاماً خلت، ما يؤكد أن دبي كانت وما زالت أيقونة الحب والعطاء والكرم والشرف، وملاذاً لكل ملتاح وملتاع، كما وصفها الشاعر العقيلي في عام 1964.

وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن ارتياحه ومباركته الجهود المخلصة التي تبذلها الدكتورة رفيعة غباش، من أجل إحياء وتجديد التراث الوطني، والحفاظ عليه من خلال «متحف المرأة»، الذي أنشأته بجهودها الذاتية، واستطاعت تجميع أكبر وأهم الوثائق والصور والمخطوطات والمشغولات الشعبية والأزياء وغيرها تحت سقف واحد..

وبات يشكل حاضنة لتراث المرأة الإماراتية عامة، والمرأة في دبي خاصة. ومن بين الطوابع البريدية التي لفتت انتباه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، طابع يؤرخ لمحاولة وجهود الشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراه، لتوحيد دول وإمارات المنطقة، وإقامة اتحاد خليجي عربي..

وفي الأثناء، شاهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والحضور، فيلماً وثائقياً، أعدته وأخرجته الدكتورة رفيعة غباش، ومدته خمس وعشرون دقيقة..

والذي يستعرض يوميات المرحوم الشيخ راشد باني دبي الحديثة خلال فترة الستينيات «جولاته الميدانية ولقاءاته اليومية مع المواطنين من مختلف شرائح المجتمع وبساطته وإنسانيته وقراراته في بناء المشاريع والمرافق الحيوية والبنية التحتية في دبي، ليجعلها مدينة عصرية تنبض بالحياة والتناغم الاجتماعي، رغم عدم اكتشاف النفط فيها، كما حصل في بقية إمارات ودول المنطقة».

وأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بترجمة فيلم «دبي المبروكة»، إلى لغات أجنبية، كي يتمكن السياح غير العرب والباحثون، من التعرف إلى حضارتنا الإنسانية والثقافية الجديرة بالتوقف عندها واحترامها والاعتزاز بها.

8 أشهر

أشارت د. رفيعة غباش لـ«البيان»، أن فيلم «دبي المبروكة» كان نتاج عمل استغرق نحو 8 أشهر، وقالت: «وجدت الفيلم ضمن مقتنيات والدتي إلى جانب 20 فيلماً قصيراً لا يزيد طول الواحد منها على 10 دقائق، وهي بمقاس 8 مل». وأكدت أنها عندما اطلعت على المادة الفلمية وجدت أنها تمتلك ثروة كبيرة، لا سيما وأن الفيلم الطويل يوثق يوميات المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراه، وقالت:

«حاولت تكثيف المشاهد لتكون ضمن فيلم وثائقي لا تزيد مدته على 25 دقيقة، وساعدني في عملية المونتير الإعلامي إبراهيم استادي»، مشيرة إلى أن إفراد قاعة للشيخ راشد بن سعيد في متحفها كان حلماً ، وقد تحقق بوجود الفيلم الذي استخدمت فيه لغة الشعر من خلال قصيدتين للشاعر مبارك بن حمد العقيلي.