متحدثة بارعة في قضايا مختلفة

هناء الظهوري.. إعلامية الدار

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نعرفهم من خلال مواقعهم ومهامهم ومسؤولياتهم، رائدات في أعمالهن ورجال يتقدمون الصفوف، لهم بصماتهم الواضحة في الوظائف والمناصب والمراكز القيادية التي يشغلونها، لكن ذلك لا يكفي لتقديم صورة شاملة عنهم حتى يكتمل المشهد واللوحة. فوراء ما يخبئه المنصب الكبير فيض من المشاعر الإنسانية والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور ولأحوال المجتمع والوطن.

ضيفتنا تقول: «الإعلامي لا يخلق في يوم وليلة بل هو نتاج خبرة وثقافة واستشراف»

هناء الظهوري مراسلة أخبار الدار في قناة الشارقة، برزت كوجه طفولي وملامح هادئة وشخصية جادة، تطل منذ عدة سنوات على قناة الشارقة الفضائية لتقديم تقارير خاصة في المنطقة الشرقية التابعة لإمارة الشارقة لبثها في النشرة الإخبارية لأخبار الدار، التحاقها بالقناة كما تقول كان بالطريقة الاعتيادية، حيث تقدمت للإدارة بعد أن علمت بحاجتهم لمذيعات يعملن كمراسلات أخبار تلفزيونية، وتم قبولها بعد خضوعها لتدريبات مكثفة. المراسلة هناء من مدينة دبا الحصن يمكن وصفها بكبيرة المراسلات التلفزيونات بمنطقة الساحل الشرقي كونها الأولى من أبناء المنطقة، وتعتبر قناة الشارقة هي المحطة الرئيسية في رحلتها المهنية، وكونت وبلورت شخصيتها الإعلامية وصقلت تجاربها وخبراتها السابقة.

حياتها ودراستها

لا تجيد الحديث عن نفسها، ولكنها متحدثة بارعة في كل القضايا، تقول الظهوري عن حياتها ودراستها: «أنا الأكبر بين تسعة أخوة وأخوات ومختلفة تماماً عنهم، كلهم في تخصصات مختلفة التدريس وإدارة أعمال، وغيرهما. وأنا الوحيدة في العائلة التي لها ميول إعلامي، حيث واجهت في بادئ الأمر بعض المعارضة من أهلي حينما حصلت على الوظيفة في التلفزيون، فرغبتهم كانت في أن أحصل على وظيفة في جهة حكومية أو ما شابه، لكنني وقفت ضد رغبتهم وأصريت بأن أصبح مذيعة والحمد لله الآن هم راضون عني وعما أقدمه، ويفخرون بي دائماً في تجاوزي النظرة السائدة للمجتمع عن تحديات عمل المرأة في مجال الإعلام».

وأوضحت أنها منذ الصغر كان طموحها في أن تصبح مذيعة، وشاركت في كل الفعاليات والبرامج المدرسية التي شجعتها إلى خوض هذا المجال، إلى أن وصلت إلى المرحلة الجامعية، حيث التحقت في تخصص الإذاعة والتلفزيون من جامعة الشارقة. مشيرة إلى أن أسرتها تدفع ثمن انشغالها في عملها، فهي متزوجة ولديها طفلان (3 سنوات وأصغرهما يبلغ العام من عمره)، رغم ذلك هي تحاول قدر الإمكان أن توازن في حياتها لتعطي أسرتها وقتاً أكبر. منوهة بدعم ومساندة زوجها وأسرتها اللامحدود.

صعوبات وتحديات

وأشارت إلى أن هناك صعوبات كثيرة، ربما يكون التطور أحد هذه الصعوبات، فالتطور يمثل صعوبة في المجال الإعلامي، ولكن مقاومة التحديات من أجل الوصول للأفضل هو النجاح بحد ذاته، فالتطور يحدث بمجرد خوض التجارب في المجال الإعلامي وتعلم الكثير من خلال المواضيع التي يرصدها.

وأضافت: «بنظري تخصصي في مجال الأخبار هو بحد ذاته السبب وراء النجاح الذي وصلت، وما زلت اعتبر نفسي في بداية الطريق لأن الإعلام مجال كبير وأتمنى أن أحجز مكاناً لي فيه». وأردفت بقولها: «أي عمل إعلامي لن يصل إلى النجاح الإعلامي ما لم يكن لديه كاريزما معينة أو شخصية تؤهله لذلك». مؤكدة أنها لم تتأثر بأحد من المذيعين، كما أنها تحبذ العفوية والتلقائية. مبينة في الوقت ذاته بأن المواقف المحرجة هي نكهة شغلنا، والأكيد أن هذه المواقف تخفف علينا عبء وضغوط العمل.

وشرحت الظهوري بأن التغطية الإخبارية تكون ممتعة للمراسل التلفزيوني كونه يبث تقريراً ميدانياً ويحاكي الشخوص والمواقف والأماكن التي تحيط الخبر، وتصفها بأنها فن «اللقطة والمشاهد»، التي تكون أكثر دقة وفنية وجدية، حيث ترى أن مهمة الإعلامي عموماً محفوفة بالمخاطر «وهنا أعني الإعلامي الميداني الذي يسبر أغوار تقاريره بنفسه معرضاً حياته للخطر أو للمواقف الحرجة في بعض الأحيان»، معبرة عن اعتزازها بوجود جيل شاب من المراسلين التلفزيونيين المواطنين الذين يقدمون تقارير مميزة عبر القنوات المحلية بالدولة. مؤكدة أن هؤلاء هم الذين يصنعون المادة الإعلامية الحقيقية ودورهم مهم خصوصاً مع الأخطار والمواقف التي قد يواجهونها.

طموح وأحلام

وعن الطموح والأحلام، تؤكد الظهوري أن كل عام يتجدد طموحها وكلما وصلت لمكان تطمح بمكان أفضل، مؤكدة أن الطموح عندها لا حدود له ولن يتوقف في يوم ما، فالإنسان المجتهد سيظل يطمح إلى ما لا نهاية. وقالت في ضوء ذلك: «أؤمن أن الحياة جميلة وتستحق بذل المزيد من الجهد والعناء، وأؤمن بقانون الجذب وأن ما نريده في الحياة لا بد أن يأتي يوماً ونحصل عليه».

إلا أنها بشكل خاص تطمح أن تحتل مكانة بارزة على خارطة الإعلام الجاد من خلال ما يقدم فيها من نشرات إخبارية وتغطيات مباشرة وبرامج متنوعة. وأن تكون ذات شخصية إيجابية يشار إليها بالبنان، ناجحة محفزة مؤثرة لكل من يسمعها ويشاهدها ويقابلها، فاهتماماتها الإعلامية تنحصر بالمجال الاجتماعي الإنساني، وتطمح بزيادة خبراتها ومهنيتها الإعلامية والاستفادة أكثر من التجارب المختلفة التي تعيشها في الانتقال الإيجابي حتى تصل إلى مستوى يرضيها.

التنويع ضروري

لفتت هناء الظهوري إلى أنه عند إتاحة الفرصة للظهور ببرنامج تلفزيوني يليق بقدراتها وأهدافها الإعلامية لن تتردد في خوض التجربة أبداً، فالتنويع مطلب ضروري للإعلامي الناجح، لا سيما وأن الظهور عبر الشاشة له نكهة مختلفة. وعن فكرة الاتجاه إلى مقدمة نشرة إخبارية، أشارت إلى أن هناك فكرة ومشروعاً مقبلاً لا يزال في طور الإنشاء، وربما تكون تجربة تلفزيونية ستكشف عن تفاصيلها في وقت لاحق.

Email