لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
أطلقت مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر في دبي المرحلة الأولى من حملة استقطاب التبرعات الخاصة ببرنامج «سلمى» للإغاثة العاجلة لإنتاج وتوزيع الوجبات الغذائية الحلال 100% على المتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية في مختلف دول العالم.
وفي مؤتمر صحافي عقدته المؤسسة أمس بهذا الشأن أوضح حسين أحمد القمزي رئيس مجلس إدارة المؤسسة أن إطلاق هذه المرحلة يأتي في إطار تعزيز مكانة الدولة على المستوى الدولي من خلال استهداف إنتاج وتوزيع مليون وجبة غذائية إغاثية في أنحاء متفرقة من العالم خلال العام الجاري.
وقال حسين القمزي في المؤتمر الذي حضره سامي القمزي مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في دبي نائب رئيس لجنة الاقتصاد الإسلامي «بما أن مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر تتولى تنفيذ برنامج سلمى لإغاثة المنكوبين فإنها تدعم موقع إمارة دبي بصفة خاصة والإمارات بصفة عامة، كمركز رائد لتمويل صناعات الطعام الحلال الدولية الإسلامية، حيث يعتمد البرنامج على توفير الغذاء الحلال كمساعدة إغاثية عاجلة بطريقة فريدة ومستدامة، ولضمان ديمومته فقد تم إطلاقه بناء على قاعدة الاستدامة الوقفية والتي تستند على التبرعات في المرحلة الأولى وصولاً إلى قدرة البرنامج على الاعتماد المالي الذاتي في مرحلة لاحقة».
وأضاف «جاهزون الآن لتلقي التبرعات من داخل وخارج الدولة، لمساندة المنكوبين بالتنسيق مع المؤسسات والهيئات العالمية الناشطة في قطاع الإغاثة، حيث أطلقنا مجموعة من الوسائل الإعلامية والترويجية التي تمكن الأفراد والمؤسسات من التبرع لإنتاج وتصنيع وتوزيع الوجبات الغذائية الحلال على من هم في أمس الحاجة إليها، على أمل أن نتمكن من تصنيع هذه الوجبات في دبي في المستقبل، بعد أن اتسعت دائرة خبراتنا في هذا الشأن لا سيما في معرفة الذبح الحلال، وزادت شراكاتنا الداخلية والخارجية، وأصبحت لدينا بيانات واضحة عن المنتجين، وأسعار التكلفة، وهو ما ينعش فرصة تصنيع هذه الوجبات محلياً».
حلول إبداعية
وعلى صعيد آخر قال مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في الإمارات، عبدالله الوردات «يثمن برنامج الأغذية العالمي مشروع سلمى الذي يمثل حلول ابداعيه ومبتكرة حول كيفية تقديم المساعدات الغذائية والذي فتح آفاقاً واعدة بالنسبة لمهمة محاربة الجوع وسوء التغذية في حالات الطوارئ».
وأضاف الوردات «يساند المشروع جهود برنامج الأغذية العالمي لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري للعائلات النازحة التي فقدت كل شيء ولا تملك الإمكانيات المادية للحصول على الأغذية».
وقال عبدالوهاب صوفان، مدير برنامج سلمى «إذا كان الغذاء من أولويات إغاثة الإنسان فإن الغذاء الصحي هو شرط وضرورة لتمكين الإنسان من ممارسة واجبه اليومي، حيث أصبح الغذاء الحلال مطلب العديد من الشعوب على اختلاف انتماءاتها لأنه يمتلك أعلى مزايا الجودة والخصائص الصحية، ونحن نسعى في مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر بدبي لأن تكون الإمارات من أوائل الدول التي تسعى إلى تطوير قطاع الأغذية الحلال خدمة للإنسان وللبشرية جمعاء».
وأشار صوفان إلى أن الأرباح الناجمة عن معالجة المنتجات الثانوية من الأنعام والمواشي، مثل الصوف، والجلود والدهون، ستذهب إلى الوقف المخصص للبرنامج في إطار الحفاظ على التكاليف الإدارية والعملية وكذلك التنمية المالية المحتملة للأصول لتوفير المساعدات الغذائية بشكل دائم. وبالتالي، يمكن من خلال مساهمة واحدة من إحدى الجهات المانحة الحفاظ على استمرارية العطاء لكونه يساهم في بناء وقف سلمى وكذلك المساعدة في التقليل من الهدر.
آلية التبرع
وبإمكان الراغبين بالتبرع اللجوء إلى إحدى الوسائل التالية: حوالة مصرفية عبر نور بنك - حساب Salma 001-4666666-0014، أو عبر أجهزة الصراف الآلي التابعة لنور بنك لتقديم التبرعات. أو من خلال التبرع عبر الهاتف المتحرك على أي من الشبكتين «إتصالات أو دو» من خلال إرسال رسالة بكلمة سلمى إلى الرقم 3100 للتبرع بمبلغ 100 درهم، أو من خلال إرسال رسالة بكلمة سلمى إلى الرقم 7750 للتبرع بمبلغ 50 درهماً، أو من خلال إرسال رسالة بكلمة سلمى إلى الرقم 7710 للتبرع بمبلغ 10 دراهم.
جهود
قال ألفا باه رئيس وحدة الاستجابة السريعة في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة «نحن كبرنامج أغذية عالمي متخصصون في توصيل جهود الإغاثة في مناطق النزاع بشكل خاص، فإن برنامج «سلمى» يعتبر خياراً ممتازاً بالنسبة لحزمة خيارات الإغاثة المتوفرة بين أيدينا.
مبادئ
البرنامج يدعم أهداف ورؤى الاقتصاد الإسلامي
قال عبدالله محمد العور المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي «تتجلى في خطوة إطلاق المرحلة الأولى لبرنامج «سلمى» الإغاثي أهداف ورؤى الاقتصاد الإسلامي الذي نتطلع من خلاله إلى إحداث تغيير في حياة الشعوب وتحمل مسؤوليتنا الاجتماعية والإنسانية تجاه كل محتاج على اختلاف دينه وانتمائه، ونأمل أن تمثل هذه المبادرة نموذجاً عالمياً يترجم رؤية دولة الإمارات في تطوير منظومة اقتصادية مستوحاة من ديننا الحنيف، وتكرس مبادئ العدل والمساواة والتراحم بين شعوب الأرض كافة».
بدوره أكد محمد الزرعوني مدير هيئة الهلال الأحمر الإماراتي فرع دبي، أهمية مشروع سلمى ودوره الفاعل في مجال الإغاثة الغذائية العاجلة والذي يتكامل مع منظومة العمل الإنساني داخل الدولة وخارجها. وقال إن حصول دولة الإمارات على المركز الأول كدولة مانحة في مجال المساعدات الخارجية ناتج عن نهج إنساني متقدم ومبدع ترعاه القيادة الرشيدة للدولة. ومن جانبها شددت شيماء الزرعوني المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية على أهمية العمل الخيري والوقفي وضرورة دعم المؤسسات العاملة في هذا المجال، منوهة بأهمية التنسيق والتعاون بين المدينة والمؤسسة، في خطوة ستتيح تبادل الخبرات ونقل المعرفة بين الطرفين لتعم الفائدة على كافة المستفيدين من برامجهما على المستوى المحلي والعالمي.
لفتة
تعزيز السمعة المرموقة للدولة وتكريس نهج العطاء
يهدف برنامج سلمى إلى إغاثة المحتاجين عن طريق توفير وجبات غذائية حلال لضحايا الكوارث والحروب في أنحاء مختلفة من العالم، بما يسهم في تعزيز السمعة المرموقة لدبي ودولة الإمارات العربية المتحدة على مستوى العالم، كما يعتبر البرنامج واحداً من مبادرات «دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي» من خلال توجيه قطاع الأغذية الحلال نحو تحقيق أهداف سامية وتمكين المحتاجين في العالم من الحصول على غذاء صحي وموثوق وفق أصول الشريعة الإسلامية.
ويعتبر البرنامج مبادرة وقفية ضمن الملف الذي تديره مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر، ويهدف إلى تعزيز مفاهيم الخير والمحبة والتعاون بين مختلف الشعوب انطلاقاً من جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في محاربة الفقر والجهل والمرض وتعميم الرخاء على المستوى الدولي.
وفي عام 2014 قامت مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر بدبي وبناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،رعاه الله، بالتعاون مع المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بإغاثة المنكوبين في قطاع غزّة بالتعاون وبالتنسيق مع وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. وتم توزيع الدفعة الأولى المكوّنة من 200 ألف وجبة غذائية.