اعتمد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وثيقة الشارقة مدينة للترشيد، بما تضمنه هذه الوثيقة من أهداف واستراتيجيات والمبادرات والتجارب الرائدة لهيئة كهرباء ومياه الشارقة في مجال الترشيد، وذلك لرفع كفاءة إنتاج الطاقة بنسبة تصل إلى 50% وترشيد الاستهلاك بنسبة لا تقل عن 30% واستخدام الإنارة المرشدة للطاقة في كل المباني الحكومية والمنشآت الاقتصادية والشوارع، وأن تكون مدينة الشارقة نموذجاً عالمياً لترشيد استهلاك الطاقة والمياه، ومن المقرر أن يبدأ العمل في هذه الوثيقة اعتباراً من أمس (الأربعاء) وتستمر لمدة خمس سنوات.

أعلن ذلك الدكتور المهندس راشد الليم رئيس هيئة كهرباء ومياه الشارقة، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس بمقر الهيئة، بحضور المهندسة غادة جمعة سالم مدير إدارة الترشيد، ومحمد عبدالله مدير إدارة التميز، وحسن جوكه رئيس قسم الموارد البشرية بالهيئة، كما حضر المؤتمر الصحافي حشد من الصحافيين العرب والأجانب بالمؤسسات الإعلامية العاملة في الدولة.

وأكد الدكتور المهندس راشد الليم أن الهيئة تتطلع بدعم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى تحقيق التنمية المستدامة وتقديم الخدمات بمستويات عالمية معتمدة على استراتيجية واضحة وأفكار مبتكرة لتحقيق التميز والريادة بحيث تصبح نموذجاً يحتذى به للتنافسية والريادة في مجالات عملها على مستوى العالم وفقاً للاتفاقيات الدولية والمقاييس العالمية وتحمل المسؤولية للحفاظ على حقوق الأجيال القادمة في الموارد الطبيعية، مشيراً إلى أن العمل على تحقيق حلم الشارقة مدينة الترشيد ضمن مسيرة الهيئة التنموية، ورسالتها الحضارية، لتتبوأ الشارقة مكانتها كأول مدينة ترشيد في المنطقة يأتي من خلال تضافر الجهود وتطوير الآليات والبرامج المختلفة التي ترتقي بأداء العمل وتحقق الإنجازات وتسهم في ترجمة رؤية الإمارة الهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز دورها الريادي على مستوى العالم.

هدف الترشيد

وأوضح المهندس راشد الليم من خلال استراتيجية متكاملة وضعتها الهيئة بعد دراسات مقارنة بأفضل الدول العالمية المتقدمة تم تحديد هدف لترشيد استهلاك الطاقة والمياه بنسبة 30% خلال المرحلة المقبلة، وتم استحداث إدارة متخصصة للترشيد وإطلاق العديد من المبادرات والبرامج المتخصصة في ترشيد استهلاك الطاقة والمياه جعلت الشارقة في طليعة المدن المرشدة وفي هذه الوثيقة سنعرض لعدد من الأهداف والاستراتيجيات والمبادرات المبتكرة والتجارب الملهمة التي نفذتها الهيئة بالتعاون مع العديد من الجهات لمواكبة التطور التقني وتطبيق أحدث معايير الجودة العالمية في مجال ترشيد استهلاك الطاقة والمياه والحفاظ عليها وفقاً لمبادئ حفظ مصادر الطاقة التي تكفل بها مكتب الأمم المتحدة لتطوير البرامج الصناعية والتي تبنتها منظمة المقاييس العالمية تحت مسمى ايزو (50001)، وكانت هيئة كهرباء ومياه الشارقة أول هيئة كهرباء ومياه عربية تتبنى هذه التوصيات وتطبقها وحققت نتائج إيجابية كبيرة من خلال برامج متنوعة تناسب كل فئات المجتمع وأصبحت نموذجاً يحتذى به وندعو الجميع للتعاون والعمل سوياً لتعزيز مسيرة البناء والتنمية المستدامة والشاملة لتحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات بما يلبي أماني وتطلعات أبناء الوطن والمقيمين على أراضيه.

تحديات

وأشار الدكتور الليم إلى أن قطاع الطاقة على مستوى العالم يمر بتحديات كبيرة، حيث أعلنت الدول السبع الكبرى إنشاء مجالس للطاقة والتي تقوم بوضع استرايتيجية الطاقة لهذه الدول الكبرى، موضحاً أن الترشيد في الإمارة يهدف إلى إعادة النظر في الاستخدام الأمثل للأجهزة الموجودة في المنازل اأو في المصانع، وإننا نطمح في الوصول إلى نسبة 60% من الترشيد، ونحمد الله وصلنا حتى

الآن إلى 30%.

وأشاد رئيس هيئة كهرباء ومياه الشارقة بمبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة بشأن ساعة الترشيد في الأول ما يوليو من كل عام، حيث تجاوب معها العديد من المواطنين والمقيمين والدوائر المحلية والحكومية، وذلك بدعم من وزارة الطاقة، مشيراً إلى أنه تم تخفيض 540 ميجاوات خلال هذه الساعة والتي تصل إلى نسبة 26%، وهذه النسبة تقدر بالملايين، كما أنها تساوي بناء محطة لتوليد الكهرباء والتي تحتاج لمدة 3 سنوات في إنشائها.

وكشف رئيس هيئة كهرباء ومياه الشارقة عن أن هذه الوثيقة جاءت بعد دراسة مستفيضة استمرت 6 أشهر، حيث تم الاستعانة بخبراء من الأمم المتحدة والمنظمة العالمية للجودة، والنظم الدولية التي سبقتنا في هذه المبادرة.