اختتمت فعاليات مهرجان ليوا للرطب 2015 تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وتنظيم لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، ومشاركة أدنوك الراعي الرئيس، إلى جانب عدد من الجهات الحكومية. وحرص عدد من الجهات والشركات الوطنية على المشاركة بأجنحة لها في المهرجان، لإبراز نشاطها الاقتصادي والثقافي والزراعي والخدمي لجمهور المهرجان.

غدير الخير

شارك مشروع غدير في فعاليات مهرجان ليوا للرطب 2015 بجناح ضم منتجات لمجموعة من سيدات الإمارات تحت مظلة هيئة الهلال الأحمر، يعرض مشغولات تراثية متنوعة لعدد من المواطنات المنتسبات إلى المشروع اللاتي يقمن بتصنيع المشغولات اليدوية التراثية الإماراتية المتميزة التي تعبّر عن أصالة مجتمع الإمارات وإبداعات المرأة الإماراتية في تطويع الخامات المحلية، وإنتاج مشغولات تراثية يدوية تعكس تمسك أبناء وبنات الإمارات بتراث الدولة.

وقالت ناعمة المنصوري، مديرة المشروع، إن الجناح يضم منتجات صنعت بأنامل سيدات وحرفيات إماراتيات، وتتنوع ما بين صناعة الخوص والسدو بأحجام مختلفة، وذات محتوى متنوع، إضافة إلى صناعة مخاريف وسلال من الخوص بشكل متطور وبأسلوب عصري لمواكبة متطلبات العصر.

وتتولى هيئة الهلال الأحمر الترويج لهذه المنتجات لدى المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة وبعض شركات الطيران، ويدعم العائد من ريعها الأسر المواطنة المحدودة الدخل، لإيجاد مصدر دخل ثابت لهن للنهوض بوضعهن الاقتصادي، وتحسين مستوى معيشتهن، إضافة إلى المحافظة على تقاليد وتراث الإمارات العريق من خلال إنتاج منتج يدوي مصنوع بأيد إماراتية.

المكَرَّمون

وفي إطار فعاليات المهرجان، أعلنت لجنة التحكيم أول من أمس نتائج مزاينة الرطب فئة الخلاص التي أسفرت عن فوز محمد سعيد المرر بالمركز الأول، وجاء في المركز الثاني حميد جابر المرر، فيما كان المركز الثالث من نصيب عبيد سعيد المزروعي. وفازت سلوى خلفان حميد في مسابقة فئة الخلاص التشجيعي بالمركز الأول، وجاء في المركز الثاني علي المزروعي، فيما حل في المركز الثالث فارس عيسى المزروعي، وفي المركز الرابع أحمد معلى المرر، وفي المركز الخامس محمد حمد المزروعي.

وقام عبيد خلفان المزروعي، مدير مهرجان ليوا للرطب، يرافقه مبارك المنصوري، مدير مزاينة الرطب، بتكريم الفائزين بالمراكز الأولى، وذلك على المنصة الرئيسة للمهرجان، وسط حضور جمهور كبير من عشاق النخيل والتراث الإماراتي العريق.

وكانت اللجنة المنظمة لمهرجان ليوا للرطب قد رصدت جوائز نقدية تشجيعية للمزارعين المشاركين في مزاينة الرطب لفئات - الخلاص والخلاص التشجيعي - حيث خصصت للمركز الأول في فئة الخلاص جائزة نقدية قيمتها 125 ألف درهم، وللمركز الثاني 100 ألف درهم، وللثالث 75 ألف درهم، والرابع 40 ألف درهم، أما في فئة الخلاص التشجيعي فقد تم تخصيص 70 ألف درهم للفائز بالمركز الأول، و40 ألف درهم للمركز الثاني، و30 ألف درهم للمركز الثالث.

كما شاركت شركة الفوعة في مهرجان ليوا، تأكيداً لأصالة التراث الإماراتي، والمحافظة على هذا الموروث التاريخي الذي يعتبر دعامة أساسية ومنتجاً رئيساً للأمن الغذائي في الدولة. وأكد محمد غانم القصيلي المنصوري، نائب المدير العام لشركة فوعة، رئيس لجنة الفرز في مهرجان ليوا 2015، أنَّ المهرجان يعمل على تشجيع أصحاب المزارع على التنافس في تقديم أفضل أنواع الرطب من حيث الجودة والمذاق، ويسهم في تنشيط الحركة السياحية في المنطقة، نظراً إلى ما يتضمنه من فعاليات تراثية وثقافية، إضافة إلى مزاد بيع الرطب، كما أنَّ المهرجان يحظى برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.

ولفت المنصوري إلى أن شركة الفوعة تتسلم التمور من 20 ألف مزارع يتم إنتاجها بمصانع الشركة، ومن ثم يصدر الإنتاج إلى الأسواق المحلية والخارجية، وبذلك تتم تغطية ما يزيد على 40 دولة، حيث تملك أكبر مزرعة عضوية في العالم.

للبراءة نصيب

شاركت خيمة الطفل في المهرجان وسط أجواء احتفالية وأجواء المرح والفرح، حيث شهدت الوجهة العائلية الأشهر في المنطقة إقبالاً كبيراً من العائلات الزائرة والمقيمة، بحيث فاق عدد زوار خيمة الطفل في مهرجان ليوا للرطب في دورته الحالية التوقعات، فيما لوحظ تنوع الجنسيات الزائرة.

وعلى الرغم من تنوع الأذواق واختلاف الزوار من حيث الثقافات والجنسيات، فإنّ المرح لغة عالمية يفهمها الجميع، وخاصة إذا كان المرح ممزوجاً بعروض عالمية ترتقي إلى ذائقة الكبار والصغار، وهو ما استطاع مسرح خيمة الطفل تحقيقه في عروضه المتنوعة خلال الأيام الماضية، حيث تجمع المئات من العائلات حول العروض، ليشاهدوا بانبهار وإعجاب كبيرين العروض المسرحية لـ«بوعابد وعياله» و«الراوي حسن» راوي الخراريف التراثية التي استقطبتها الخيمة هذا العام.

وتنوعت هذه العروض، وهي جديدة بالكامل، تم إنتاجها لدورة هذا العام، خاصة أن المسرح هذا العام اكتسى بحلة جديدة متميزة، حيث إن «بوعابد وعياله» ألهبوا مشاعر الأطفال زوار الخيمة، واستطاعوا أن يحصلوا على إعجابهم وتصفيقهم، كما أنّ الراوي حسن اجتذب العدد الأكبر من الأطفال الذين اصطفوا لسماع «خراريفه»، أي حكاياته حول الماضي، وكلها من نسج الخيال أحياناً، لكنها أمتعت الأطفال، وسحرت قلوبهم، ودفعتهم إلى الجلوس حول الراوي ساعات طويلة.

 وقالت ليلى القبيسي، مديرة فعاليات خيمة الطفل في مهرجان ليوا للرطب، إنّ أهمية هذه الفعاليات تكمن في أنها رسالة توعوية بأهمية الارتقاء بذائقة الطفل، وترسيخ أسس المسرح لديه، وغرس قيمة العمل الجماعي في نفسه، وعلى العديد من الجوانب الأخرى، أهمها كيفية الاستفادة من الوقت.