هواية مختلفة وغريبة نوعاً ما تعمق في تفاصيلها محمد الحوسني، نظراً لإعجابه الشديد بالأجهزة اللاسلكية التي كانت منتشرة في السابق منها «وكي توكي» الذي كان إحدى الصيحات التي يتهافت عليها العديد في الماضي، وكانوا يقضون ساعات طويلة للدردشة فيها مع أشخاص قريبين من محيطهم لكون المدى الذي تعمل في محيطه محدوداً.

هواية التخاطب

بدأ الحوسني هواية اللاسلكي منذ أن كان في الرابعة عشرة من عمره والتي تعرف بأنها للتخاطب بين الراغبين باستخدام أجهزة الراديو اللاسلكية، وهي هواية منتشرة على مستوى العالم ولها جمعيات واتحادات تنظمها وقوانينها وموجاتها خاصة مختلفة عن الإذاعات العامة، وتهدف إلى تنمية العلاقات والاتصالات بين مختلف شعوب العالم وتبادل الخبرة والمعرفة بينهم، ولها إسهامات مختلفة في المجتمع، ويستخدمها ملايين الأشخاص حول العالم.

انطلق الحوسني من جهاز «وكي توكي» المحدود المدى وبدأ يتعمق في عالم اللاسلكي، حيث كان يقتني كل ما هو جديد من أجهزة في هذا المجال، وبدأ في تكوين علاقات مع أشخاص متمرسين على استخدامها، حتى تعرف على أحد الأشخاص من إمارة دبي، وأخبره عن رغبته في التعرف على المزيد من أجهزة اللاسلكي، حيث بادر صديقه الجديد الذي لم يكن يعرف عنه سوى رمز الموجة التي كان يتحدث عليها بتعليمه على قوانين وإرشادات اللاسلكي والتي بدأها بتنبيه بالابتعاد عن الحديث في الأمور التي تمس الديانات والسياسية والأمور الخادشة للحياء، إضافة إلى ضرورة الحصول على موافقة من شركات الاتصالات تخوله باستخدام الجهاز، وتنبيهه لتجنب الدخول على بعض الترددات كونها خاصة لبعض الجهات.

موافقة استخدام

بعد هذه الجرعة من التعليمات والحصول على تصريح لاستخدام الجهاز، انطلق الحوسني بمعرفة المعتمد بعزيمة كبيرة لسبر أغوار العالم بهذا الجهاز، حيث كان يقضي ساعات طويلة في بناء صداقات مع العديد من الأشخاص حول العالم، وأصبح يرتاد المنتديات والمواقع المعروفة للتعرف على الإشارات والاختصارات العالمية التي كان يتحدث بها هواة اللاسلكي المرخصين.

انطلق اتصاله اللاسلكي من الإمارات ودول الخليج، وأصبح في الوقت الحالي يمتلك صداقات في 165 دولة في العالم، ولازالت رغبته في التعرف على المستخدمين في الدول الأخرى متواصلة والتي يستغلها في الترويج السياحي للدولة ومناقشة العديد من المواضيع وتصحيح وجهات النظر المغلوطة التي وصلت للبعض من مصادر سلبية.

الأجهزة اللاسلكية هي سلاح ذو حدين كسائر الأجهزة الحديثة، هذا ما أكده محمد الحوسني، مشيراً إلى أنه يمكن استغلالها بصورة إيجابية كالترويج للدولة والتعريف بمعالمها السياحية وتوضيح درجة الأمن والأمان فيها، وجذب الأشخاص من خلال الأسلوب الراقي في التعامل، حيث ينطبق على هذه الأجهزة مقولة أن الإنسان سفير بلده، كونها لا تقل أهمية عن تواجد الإنسان خارج بلده بشكل شخصي، فالتحاور البناء والنقاش الودي يعكسان صورة إيجابية عن المجتمع والدولة التي يعيش فيها الإنسان.

استخدام إيجابي

وأوضح أن استخدام أجهزة اللاسلكي ليست تسلية أو فراغاً، بل هواية تغرس في نفس الإنسان الكثير من المعارف منها تعلم اللغات والثقافات العالمية والأفكار الإيجابية التي يمكن للإنسان أن يطبقها في حياته أو في مجال عمله، كما أنه من الصور الإيجابية لاستخدامات أجهزة اللاسلكي هي مساعدة المنكوبين الذين يتعرضون للكوارث الطبيعية كما هو الحال مع إعصار جونو الذي تعرضت له سلطنة عمان في 2007، وانقطعت شبكات الاتصال بين الأفراد، وظل التواصل بين المواطنين الذي يحملون الأجهزة وجهات الإنقاذ في الدولة وخارجها التي تحرص على تسجيل البلاغات والتحرك لإنقاذ الأشخاص من توابع الكارثة، إضافة إلى العديد من الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها بعض الدول وأثبتت الأجهزة اللاسلكية جدوى استخدامها.

إجراءات الترخيص

وأشار الحوسني إلى أن التدريب على استخدام اللاسلكي من الأمور البسيطة، ولكن الأفراد بحاجة إلى التدريب والحصول على رخصة من خلال الأندية والجهات المعروفة في الدولة، لافتاً إلى أن الأمر يبدأ بتقديم الأشخاص طلباً لاستخدام الأجهزة وإرفاقه بنسخة من جواز السفر وخلاصة القيد وبطاقة الهوية، وتستغرق الإجراءات حوالي عدة أسابيع وتصل إلى عدة أشهر، وبعد الحصول على الموافقة يلتحق الشخص بدورة تدريبية أقلها 3 أيام وتصل لأشهر بحسب نوع الرخصة، والتي تنقسم إلى عدة أقسام منها المحلية والدولية التي تمنح الأشخاص حرية الحديث مع الأشخاص في دول مختلفة من العالم.

مدرب معتمد

تسعة عشر عاماً قضاها محمد الحوسني في استخدام هذا الجهاز والذي عرف تفاصيل استخدامه بدقة، وأصبح مدرباً معتمداً لهواة اللاسلكي، حيث يشرف على تدريبهم وتعليمهم أسس وقواعد هذه الأجهزة، وينبههم على الخطوط الحمراء التي يؤدي تجاوزها إلى المسألة القانونية، حيث درب خلال سنواته الماضية حينما كان عضوا في جمعية الإمارات لهواة اللاسلكي ما يزيد على 200 هاو، ويعرف الحوسني في أوساط الهواة بالمعرف الدولي a61rj.