أصبحت الإمارات مركزاً للعمل الإنساني العالمي، إذ تعمل المؤسسات الإنسانية في الدولة مثل خلية النحل بغية تجهيز وإطلاق الحملات الإنسانية، فنهج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، والذي شجع العمل الإنساني وأسس له في الإمارات؛ أصبح راسخاً في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله، وقد نشطت شخصيات إماراتية ومؤسسات إنسانية في مجال العمل الإنساني، وبها أثبتت المرأة الإماراتية قدرتها على النجاح والتفوق في شتى المجالات، واستطاعت أن تدمج الشغف بالواجب وبه وصلت الى مستويات عالية بشتى المجالات وأن تحافظ على وجودها فيها، ولكن بطابع إنساني، ومن هؤلاء المحامية إيمان سبت التي استثمرت حبها للمحاماة لتحقق النجاح والتفوق، في مجال طالما اقتصر على الذكور، لتحفز بذلك بنات بلدها ليواصلن طريق النجاح، ولتحفز نفسها للوصول لمنصب قاضية أو وزيرة في المستقبل.
بدايات
حكاية إيمان عبدالله سبت الحمادي بدأت منذ صغرها، ووجودها في المراحل المدرسية، حيث لم تستطع إخفاء شغفها بالدفاع عن حقوق الآخرين في المدرسة والبحث عن الحقيقة، لتقترب بذلك من عالم المحاماة، بخطوات متواصلة وتنقلها من وظيفة الى أخرى للوصول للمبتغى.
تقول إيمان سبت إنها درست دبلوم نظم المعلومات بعد انتهاء دراسة الثانوية العامة، وبعدها عملت في شرطة الشارقة على مدار 7 سنوات وهي تحمل شهادة الثانوية العامة من عام 1999 حتى عام 2006، وخلال فترة عملها في الشرطة أتمت دراسة البكالوريوس من جامعة التعاون الخليجي وهي جامعة عجمان حالياً، بحثت عن وظيفة أخرى وعملت «مستشارة قانونية» في إدارة المعلومات وقواعد البيانات، وكما يطلق عليها حالياً (الحكومة الإلكترونية) في ديوان الحاكم في الشارقة، من عام 2006 حتى عام 2008، وخلال الفترة كانت تعمل جاهدة على إنهاء الدراسات العليا في أكاديمية شرطة دبي، وتشير إيمان الى أن لديها شقيقين درسا القانون بسبب شريط الفيديو الذي كانت تقدمه لهما إيمان عن حبها للمحاماة ومجال أخذ الحقوق للأشخاص.
احتراف المحاماة
تقول المحامية إيمان سبت التي ولدت في الشارقة عام 1980 في منطقة الغافية، وتخرجت في مدارسها عن الدوافع التي أدت بها لاحتراف المحاماة: منذ صغري وطموحي أن أكون قاضية؛ فقالت: لا تسأليني لماذا قاضية بالذات، لأن حينها لم نكن نعرف أنه يوجد محام، فقط نعرف القاضي والشرطي والمجرم.
وأضافت: ساعدني في ذلك طبيعة البيئة التي عشت فيها، حيث إن عائلتي ووالديّ متعلمان، وعملي في شرطة الشارقة ساعدني لإنجاز وإتمام الحلم، والذي مكنني من التغلب على حاجز الرهبة في التعامل مع المجرمين، وزاد من جرأتي وقوى شخصيتي، وعلمني فنون التواصل والتعامل مع الناس، وبذلك أصبحت على دراية كاملة بطبيعة سير القضايا من مراحلها الأولى وحتى دخولها لأروقة المحاكم، ما انعكس إيجابيا على عملي في المحاماة.
تحديات
لقد واجهت إيمان في بداية حياتها العملية في المحاماة العديد من التحديات، ولكنها استطاعت أن تتغلب عليها بفضل تقديسها لعملها وإصرارها على تحقيق رسالتها المهنية، وتقول إيمان: أنا متزوجة وعملي لم يشكل أي عائق على الرغم من أنني تقريباً اعمل طول اليوم، ففي الصباح أكون موجودة في المحاكم على حسب الموكل وأي إمارة، وفي المساء أكون في المكتب، فالمحاماة هي مهنة الصعوبات وذلك لكبر المسؤولية التي تقع على عاتقها، وعن فترة تدريبها التي استمرت لمدة 6 أشهر أمضتها في مكتب المحامي عيسى بن حيدر، حيث تعلمت فيها فنون العمل القانوني، وكان يصحبني معه للجلسات والتعرف على القضاة والمستشارين.
مكتب خاص
تقول إيمان: كان قرار فتح مكتبي الخاص جريئاً في عام 2008، وبسرعة كبيرة، حيث إنه افتتح بعد 6 أشهر من التدريب، فقد كنت ما أزال مبتدئة في سلك المحاماة، ورغم أنه لم يكن سهلاً إلا أنني كنت واثقة بقدرتي على إدارته والنجاح فيه، وأثرت فيه استغراب مجتمع القانونيين الذين لمست في ردة فعلهم مدى قوتي وتماسكي، وأشعرتني بوجودي ودعمتني إيجابيا بأن زادت من إصراري على العمل في المحاماة.
لعل أول ما يلفت نظر كل من يلج مكتب إيمان الأنيق هو الشهادات الحاصلة عليها، والتي يمكن أن تخدمها في مسيرتها المهنية.
ورغم شعورها بأن مهنة القانون يجب أن يكون فيها الجانب الإنساني إلا أنها تؤمن بالمساواة بين المرأة والرجل، وتقول إيمان: «عموماً أهتم بهذه القضايا لأن في المحاماة جانبا إنسانيا كبيرا، ففي حين لجوء أي شخص يحتاج لمساعدة وحالته المادية ضعيفة جداً، لا أحاول إرهاق الشخص ولا آخذ منه أجرة الدفاع عنه، وإذا أخذت آخذ مبلغا رمزيا، وفي بعض الحالات أعمل على مساعدتهم وإيصالهم الى الهلال الأحمر لدعمهم مادياً ومعنوياً، ولكن من غير أن يعلم الشخص أنني أقدم له مثل هذه الخدمة البسيطة، وأقدم صورة واضحة لاحتياجاتهم، لأنني أمثل في تلك اللحظة صوتهم.
وتضيف أنها تقدم استشارات قانونية مجانية عبر الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي.
جدارة المرأة الإماراتية
ترى إيمان أن المرأة الإماراتية استطاعت أن تحقق وبجدارة نقلة نوعية في تولي القيادة، وهي خطوة تدل على تطبيق المساواة بين الرجل والمرأة، وتثبت الدور الإيجابي والقوي للمرأة ومشاركتها في المجتمع، وهذا كان بفضل ما يتمتع به حكام الإمارات من عقليات متفتحة قائمة على مبدأ المساواة في الحقوق.