الإنجاز ليس مقتصراً على الوظيفة، وساعات العمل ليست محصورة في مدة زمنية، فمتى ما كانت الإرادة والطموح تقود قدرات الإنسان، فإن الحياة بأسرها تتحول إلى محطة للعمل وتحقيق المنجزات، وذلك ما وجدناه حينما اقتربنا من شخصية نهى الكسواني ضابط أول اتصال مؤسسي في مؤسسة محمد بن راشد للإسكان التي وجدت لنفسها هوايات متعددة تسعى لممارستها بصورة يومية بعد الانتهاء من وظيفتها التي تعتبرها الحلقة الأهم وتستحوذ على الجزء الأكبر من حياتها.
العمل التطوعي
وتقول الكسواني ان الإنجاز في العمل يمنح الشخص دافعاً لتحقيق إنجازات أخرى على الصعيد الشخصي والمجتمعي، وانطلاقاً من حسها بذلك اختارت العمل التطوعي منذ عام 2002 بانضمامها لإحدى المؤسسات الخيرية التي وجدت فيها بيئة مثالية للسمو بقدراتها وخدمة المجتمع في آن واحد، لذلك كان العمل في هذا المجال محطتها التالية التي تقصدها بشكل دائم بعد انتهاء عملها الرسمي.
مضاعفة الجهود
إعجابها بالتطوع والمساحة الكبيرة التي يجدها الشخص لتحقيق الإنجازات في هذا المجال حفزاها على مضاعفة جهدها، لذلك انضمت إلى جهات تطوعية أخرى، وكثفت مشاركتها في فعاليات عدة منها المشاركة في تنظيم البطولات والحملات والمشاريع الرمضانية والمعنية بخدمة كبـار الســن.
وإلى جانب التطوع تحلق الكسواني بخيالها في فضاء آخر، لتمارس هواية مختلفة تعدها المفر الذي تلجأ له لتخفيف ضغوطات الحيــاة التي تحاصرها في بعض الأحيان، حيث تستعين بثقافتها البسيطة في كتابة القصص القصيرة والتي تجسد فيه عالماً افتراضيــاً تمــزج تفاصيله بمفردات تعليميــة وتثقيفيــة موجهــة للأطفــال.
نكهات جديدة
وبجانب هوايتها تلك تبدع الكسواني في مطبخها والذي تعده رفيق كل ربة منزل، حيث تمزج مستحضراته لاكتشاف نكهات جديدة، وتدير أجواءه بطريقة استثنائية شبيهة بإدارة الكيميائي لمختبره، فتارة يصيب حدسها وتارة أخرى تخيب النتائج آمالها، ولكن على الرغم من ذلك لم تيأس في توثيق النكهات والتجارب التي شهد بنجاحها أقاربها وأصدقائها، والتي ستضمنها قريباً في قائمة طعام لمشروعها الجديد الذي تراهن على تميزه كونه من خلاصة تجاربها.
وفي الوقت ذاته تؤكد الكسواني أن أسرتها وأبناءها الأربعة هي نقطة الانطلاق التي وجدت منها كل الدعم والتقدير، حيث تقول ان تنظيمها لوقتها وأولوياتها وعلاقة الصداقة التي تجمعها بأفراد أسرتها أتاحت لها الفرصة في ممارسة هوايتها التي تجتهد عليها بصورة دائمة، مشيرة إلى أنها تستلذ الفرح وتشعر بالسعادة كل ما حققت إنجازاً أو عملا يخدم المجتمع ويطور من قدراتها، وهو ما يؤكده إنجازها لأكثر من 120 دورة تدريبية في مجالات مختلفة، وحصلوها على 200 شهادة شكر وتقدير من العديد من الجهات الحكومية وجهات العمل التي التحقت بها لتضيفها إلى خبرتها الطويلة في المجال الإعلامي.
إنجازات جديدة
لم تتوقف الكسواني عن صقل خبراتها وحصد إنجازات جديدة، وعلى الرغم من كثرة المهام التي تقوم بها لم يثنها ذلك عن مواصلة رغبتها في مواصلة تعليمها الجامعي، الذي كانت تفتش له عن متنفس بين زحام أعمالها وهواياتها.