لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
تفتح زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لجمهورية روسيا الاتحادية، آفاقاً جديدة في شبكة العلاقات السياسية والتجارية والاستثمارية والسياحية بين الإمارات وروسيا الاتحادية، والتي تشهد حالياً تطوراً كبيراً على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف الأصعدة.
وتأتي زيارة سموه إلى موسكو، والتي تستمر لمدة يومين، تلبية لدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية لحضور افتتاح فعاليات معرض «ماكس الدولي للطيران والفضاء 2015»، والذي يقام في موسكو خلال الفترة من 25 ـ 30 أغسطس الجاري، حيث يلتقي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس الروسي، لبحث علاقات التعاون والصداقة بين البلدين، ومناقشة تطورات القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل، قد قام بزيارة رسمية لروسيا في منتصف سبتمبر عام 2013، وبحث سموه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعدد من كبار المسؤولين الروس، تعزيز وتطوير علاقات الصداقة والتعاون المشترك، وأكد سموه حرص دولة الإمارات على تنمية وتطوير العلاقات الثنائية مع روسيا الاتحادية، في إطار روابط الصداقة والتعاون والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، والتطلع نحو مستقبل أفضل للعلاقات على المستويات كافة.
تغطية إعلامية
وقد حظيت الزيارة السابقة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى موسكو، بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الروسية، وأكد خبراء روس على الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة الروسية لزيارة سموه في سبيل تنمية ودعم التقارب مع الإمارات، وتنويع التعاون في المجالات المختلفة، وقالت الخبيرة المتخصصة في العلاقات الروسية الإماراتية يوليا بوغدانوفا، إن الزيارات السابقة لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى روسيا، أسهمت في وضع العلاقات على مسار نشط، وشهد التعاون بين البلدين دفعات قوية في السنوات الأخيرة.
وأشارت الخبيرة الروسية إلى أن رجال الأعمال الإماراتيين شرعوا في توسيع نشاطهم في السوق الروسية، التي تبدو مغرية لكثيرين منهم، وفي المقابل، فإن الشركات الروسية ضاعفت اهتمامها كثيراً بالإمارات التي تشهد استقراراً يساعد على جذب الاستثمارات.
وتبدي جمهورية روسيا اهتماماً كبيراً بسياسة الإمارات على الساحة الدولية، وبمواقفها من القضايا الدولية الهامة، ويجمع الكثير من رجال السياسة والاقتصاد، على أن دولة الإمارات هي الأقرب إليهم من دول الشرق الأوسط الأخرى، نظراً للشفافية والوضوح في السياسة الخارجية الحكيمة والمتوازنة في المجالين الاقتصادي والقانوني، التي تضع الإمارات في مصافي الدول الأكثر جذباً للاستثمارات، بالإضافة إلى التسهيلات الكثيرة والرعاية الكبيرة التي يلقاها المواطنون الروس في الإمارات في شتى المجالات، وخاصة في مجال التجارة والسياحة.
وبدأت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا في 8 ديسمبر عام 1971، بالتزامن مع إعلان اتحاد الإمارات، وفي عام 1986 جرى افتتاح سفارة الاتحاد السوفييتي السابق في أبوظبي، وفي أبريل عام 1987 افتتحت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في موسكو، وفي عام 2002 تم تأسيس القنصلية العامة الروسية في دبي، وفي 26 ديسمبر عام 1991 تم الإعلان رسمياً في دولة الإمارات العربية المتحدة عن الاعتراف بروسيا وغيرها من البلدان ضمن رابطة الدول المستقلة.
أبعاد استراتيجية
وشهدت العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والعلمية والتكنولوجية بين البلدين أبعاداً استراتيجية جديدة في الفترة الأخيرة، خاصة بعد توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية في شتى المجالات، خاصة التعاون في مجال برامج الطاقة النووية السلمية وحماية الاستثمارات والطيران وغيرها، إلى جانب الزيارات رفيعة المستوى بين الجانبين، وحرص القيادتين على الاستفادة من التجارب والخبرات المتبادلة في تطوير قطاعات الاقتصاد والاستثمار والصناعة والطاقة.
ووفق وزارة الاقتصاد نمت العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية بصورة ملحوظة، ووصل الحجم الإجمالي للتجارة في عام 2014 إلى 2.3 مليار دولار أميركي، وارتفعت التجارة غير النفطية بين الدولتين بمقدار 7.5 % في عام 2013 مسجلة 897 مليون دولار أميركي.
وتحتضن دولة الإمارات ما يزيد على 17.3 ألفاً من الجالية الروسية يعملون في مختلف المجالات، كما بلغ مجموع الرحلات الجوية بين الإمارات وروسيا 89 رحلة أسبوعية، بواقع 21 رحلة لطيران الإمارات و21 رحلة لطيران الاتحاد، و31 رحلة لفلاي دبي، و16 رحلة للخطوط الجوية المغربية، وتستغرق الرحلة بين الإمارات وموسكو حوالي 5 ساعات، وقد بلغ إجمالي عدد السياح الروس حوالي 333 ألف سائح سنوياً وفق إحصاءات عام 2012.
ولدى دولة الإمارات العربية المتحدة حالياً 30 وكالة و124 ماركة تجارية، ويتجاوز عدد الشركات الروسية التي تستثمر في الإمارات 3 آلاف شركة، وقد أنشأ رجال الأعمال الروس والإماراتيون أكثر من 350 مشروعاً مشتركاً في دولة الإمارات، وافتتحت أكثر من 40 شركة روسية مكاتب لممثليها في الدولة.
شراكة
أكد معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد لوكالة ايتار تاس الروسية، بالتزامن مع زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان السابقة لروسيا، أن دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا، وقعتا «مذكرة نوايا» للبدء في شراكة استثمارية متبادلة بين دائرة المالية في أبوظبي وصندوق الاستثمارات المباشرة الروسي للاستثمار في مشاريع البنية التحتية الروسية، وسوف تستثمر حكومة أبوظبي بموجب شروط الاتفاقية، خمسة مليارات دولار أميركي في مشاريع البنية التحتية الروسية، واصفاً ذلك بنقطة تحول كبرى في علاقاتنا، وفي الوقت نفسه، فقد تم التوقيع على اتفاقية بين صندوق مبادلة للبنى التحتية، وصندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، لإنشاء مشروع مشترك تصل قيمته إلى ملياري دولار أميركي.
روابط
تطوير التعاون الثنائي لمستقبل أفضل للعلاقات
أكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، خلال اللقاء مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في مايو الماضي، أن دولة الإمارات تعمل على تطوير تعاونها الثنائي مع روسيا، لبناء مستقبل أفضل للعلاقات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتجارية والطاقة وغيرها من المجالات.
وقال سموه: «نحن ننظر إلى العلاقة مع روسيا الاتحادية بكثير من الاهتمام والاحترام والاعتزاز في جميع المجالات التي ذكرها زميلي وزير الخارجية الروسي في الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية، ونحن فخورون للغاية بتنمية هذه العلاقة بين البلدين، ونتطلع إلى مضاعفة هذا الجهد ومضاعفة النتائج أيضاً، وأتطلع إلي لقاء دينيس مانتروف وزير التجارة والصناعة الروسي رئيس المؤسسة الاستثمارية الرئيس المشارك للجنة الروسية الإماراتية، التي أعتقد أنها بذلت جهوداً طيبة في تعزيز العلاقات الإماراتية الروسية، لكن طموحنا أن نضاعف ذلك في المستقبل».
وكان سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، قد التقى في العاصمة الروسية موسكو سيرجي لافروف وزير الخارجية بجمهورية روسيا الاتحادية، وبحث معه مختلف مجالات التعاون القائمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية روسيا الاتحادية، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتنميتها، في ضوء ما يربط البلدين من روابط صداقة ومصالح مشتركة، تتطلع قيادتا البلدين إلى تعزيزها وتطويرها، كما تم تبادل وجهات النظر والآراء حول مجمل التطورات والأحداث الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي، ومواقف البلدين تجاهها، خاصة في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب بكل أنواعه وتنظيماته وأشكاله، والتأكيد على أهمية الحفاظ على الأمن والسلم العالميين.
صداقة
22 مليار دولار استثمارات
أوضح سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أن الاجتماع الثالث للجنة المشتركة بين الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية في أبوظبي، جاء ليؤكد مدى الحرص والاهتمام لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية، بما يعكس طموحات وتوجهات القيادة العليا في البلدين، وبما يخدم الأهداف والمصالح المشتركة.
وأشاد سموه بتطور العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعسكرية، وأشار سموه إلى الاجتماع الثاني الذي عقد في موسكو في يونيو 2010، وشمل عدداً من مجالات التعاون الثنائية.
وشارك في الاجتماع عدد من كبار المسؤولين من مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات والشركات في البلدين، وسفيري البلدين.