لعبت المرأة الإماراتية دوراً ريادياً في مسيرة العــمل الشرطي والأمني في الدولة جنباً إلى جنب مع الرجل في شتى المهام الصعبة؛ التي ظلت زمناً حكراً على الرجال، وكان لحضورها في مختلف المواقع الأثر الكبير في إنجاح مسيرة العمل، بقطاعات التحقيق الجنائي، والتفتيش في المـــطارات، وشغل الوظائف الإدارية والعمل في قطاعات الإعلام والعـــلاقات العامة، وتقديم الخدمات المخــتلفة في قطاع المرور والترخيص.

ونالت المرأة احترام وتقدير المجتمع ولقيت القبــول الكبير الذي تمثل في إقبال أعــــداد كبيرة من الفتيات على الانتساب لقوة الشرطة والأمن العام وذلك لرد الجميل لهذا الوطن المعطاء.

وأوضح العقــــيد وليد سالم الشامسي، مدير إدارة مدارس الشـــرطة بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، أن التعـــيين في سلك الشرطة لم يقـــتصر فقــــط على الذكور، بل شمل الــمرأة، مشيراً إلى أن معهد الشرطة تولى هذه المــهمة بتدريب الفتيات منذ عام 1977، ممن يرغبن العـــــمل في هذا المــجال، وأنشـــأ في شهر مارس 1978 قسم تدريب وتأهيل الشــرطة النسائية في إمارة أبوظبي، اعترافاً بقدرة المـــرأة وتعـــاونها.

وأضاف الشامسي إن إنشاء الشرطة النســـائية جاء إيماناً من قيادتنا العليا بأهمية دورها في مسيرة النهضة والتطوير، حيث عملت على تحقيق العديد من الأهداف التي اهتمت بإعداد وتأهيل المنتسبات وتدريبهن عسكرياً وبدنياً، ونقلهن من الحياة المدنية إلى الشرطية؛ وتزويدهن بالعلوم القانونية والشرطية، وفق أفضل معايير الجودة والتميز.

مجالات العمل

وذكر العـــقيد وليد سالم الشامسي، أن قسم تدريب وتأهيــــل الشرطة النسائية في إدارة مدارس الشرطة بأبوظبي شهد إقبالاً كبيراً من العناصر النسائية الإماراتية؛ منذ إعلان تأسيسه إلى اليوم، مما مكنهن من اقتحام مختلف المجالات الشرطية؛ حيث نجحن في مجالات عدة، من بينها التحريات وأمن المنافذ والتدريب والخدمات الطبية والتفتيش الأمني، وغيرها من المجالات الحيوية التي أثبتت فيها كفاءتها العالية، ومقدرتها على مواجهة الصعاب.

الدعم الأمني

وأثبتت منتــــســبات إدارة الدعــم الأمني في شرطـــة أبوظبي، قدرتهن علـــى مواجــــهة المخـــاطر بشتى أنواعها، والتحلي بالشجــــاعة والمهارة والحرفية العالية في تنفــيذ جمـــيع المهام الميــدانية وأثبتت العناصر النسائية القدرة الاستــــثنائية على أداء المهـــام غير التقليدية، وتحمل المسؤولية.

وبلغ عددهن منذ تأسيس الإدارة مطلع العام 2013 إلى اليوم 12 منتسبة، إلى جانب 9 عناصر تحت التدريب، حيث يخضعن لعدد من الاختبارات النظرية ، بجانب دورات تدريبية تأسيسية، بقيادة فريق عمل متخصص مدرب تدريباً مكثفاً وفقاً لأعلى المعايير، حيث يتلقين تدريباً عملياً في الرماية والرياضة البدنية، والدفاع عن النفس ونظم الاتصالات، والأجهزة اللاسلكية، إضافة إلى تلقيهن محاضرات في القانون للتعرف على كيفية التعامل مع البلاغات المختلفة، وتتمتع المتدربات بقوة تحمل ورغبة في إثبات وجودهن كعناصر فاعلة في دعم العمل الشرطي والأمني.

أول محققة

وتعتبر المقدم الدكتور إيمان الجابري، الإماراتية الأولى، التي عملت كمحققة ومحاضرة في شرطة أبوظبي، تمكنت من العمل جنباً إلى جنب مع زملائها في شرطة أبوظبي، متــــجاوزة كل الصـــعوبات بعزيمة وثقة بالنفـــس، وحققت النجاح في المهنة التي تمارسها المرأة للمرة الأولى، وأبرزت من خلال تجربتها قدرة المرأة الإماراتية العالية للعمل والإنتاج والإبداع، سواء داخل المنزل أم خارجه، وأثبتت الجابري جدارتها في كل ما قدمته في المجال الشرطي.

«أم الشرطيات»

تلقب تفاحة سالم خميس الحامض بــ«أم الشرطيات»، حيث تعتبر أول شرطية إماراتية التحقت بالعمل الشرطي؛ ووصلت خلال مسيرتها الشرطية إلى رتبة رقيب أول، وكانت طبيعة عملها تتمثل في حل الخلافات العائلية بين الأزواج، واصطحاب النساء إلى التوقيف أو السجن في قلعة نايف، وشاركت الحامض في مهام صعبة وخطرة.