النمش عبارة عن تفاعل بين الشمس والغدد الصبغية الموجودة في الجلد فتزداد كمية صبغة الميلانين في الجلد ليصطبغ باللون الغامق وهو يحدث دائماً في الأماكن المعرضة للشمس ويصاب به غالباً ذوو البشرة الفاتحة، حسب ما أوضح الدكتور ياسر أبو العلا استشاري أمراض الجلدية والعلاج بالليزر، مضيفاً إن النمش يعد أحد المشكلات التي تؤرق العديد من الفتيات خاصة، نظراً لأنه يسلبهن صفاء البشرة ونضارتها وجمالها.
الأسباب
وبين الدكتور أبو العلا أن النمش لا يعتبر مرضاً في حد ذاته، غير أنه يزداد حدة في شهور الصيف ويقل في فصل الشتاء، لافتاً إلى أن هناك أسباباً عدة قد تساعد على ظهور نمش الجلد مثل استخدام المراهم المصنعة من الزيوت التي تستعمل كواقٍ من أشعة الشمس، إذ يظهر في المناطق التي تتعرض لتلك الأشعة بشكل مباشر، لذا فإن من الأمثل تجنب أشعة الشمس قدر الإمكان واستخدام واقي الشمس قبل التعرض للشمس بنصف ساعة على الأقل، حتى يؤتي الواقي مفعولاً جيداً.
وأكد أن من أهم الأسباب الشائعة لحدوث النمش هو التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر أو تراكم الخلايا الميتة وعدم معالجتها، إلى جانب تأثير العطور، وبعض أنواع مساحيق التجميل على الجلد، مشيراً إلى أنه قد تحدث بقع سمراء شبيهه بالنمش في بعض حالات الحساسية، وأيضاً في حال تناول بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل، أو الإصابة بالتينا المبرقشة مما يسبب حدوث بقع بنية صغيرة على الرقبة والكتفين والظهر، وأيضاً فترة الحمل قد تسبب ظهور الكلف.
أنواع النمش
وأوضح الدكتور ياسر أن هناك نوعين أساسيين من النمش، هما النمش المتوارث ويصاب به غالباً ذوو البشرة البيضاء بالإضافة إلى النمش الناتج عن حرق الشمس. وأشار إلى أن النمش الناتج عن حروق الشمس غالباً يكون أكثر قتامة، وله حدود خشنة غير منتظمة، ويكون في حجم سن القلم، ويكون متركزاً أكثر في المناطق الأكثر عرضة للشمس كالكتفين وأعلى الظهر والخدين.
وأرجع حدوث النمش إلى التكوين الوراثي لخلايا جلد الشخص، بحيث أنه إذا تساوى شخصان في تعرضهم للشمس فلا يمكن توقع نتيجة ذلك على بشرتهم بطريقة متساوية إطلاقاً إذ يعتمد ذلك على استعداده وراثياً.
طبقات البشرة
وشرح الدكتور أبو العلا حالة تكون النمش من خلال حروق الشمس قائلاً: تبعث الشمس بأشعة فوق بنفسجية بنسب كبيرة بشكل يومي والتي تُمتص عبر الجلد فتؤثر على خلايا التصبغات الجلدية الموجودة في طبقات البشرة المعروفة بالميلانين والمسؤولة عن إكساب الجلد لونه المميز، وفي حالة التوزيع غير المتكافئ لصبغة الميلانين في منطقة محددة من الجلد ينتج عنها البقع المعروفة بالنمش.
وأفاد بأن النمش في شكله العادي غير مؤذ على الإطلاق ولا يستلزم علاجاً في أغلب الأحيان، ولكنه قد يكون المؤشر الأكثر أهمية على حساسية البشرة تجاه أشعة الشمس والتي يستلزم معها استخدام كريمات الوقاية من الشمس لأن أصحابها يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطانات الجلد.
علاج النمش
وأشار الدكتور أبو العلا إلى أنه يجب بداية اتخاذ الإجراءات الواقية من حدوث النمش مثل انتقاء مستحضرات التجميل الجيدة، وعدم استعمال العطور على الجلد مباشرة، بالإضافة إلى تجنب التعرض لأشعة الشمس، كما يجب استخدام الكريمات الواقية من أشعة الشمس.
ويكون العلاج باستخدام أدوية خاصة أهمها: الدرما رولر، والدرما بن، كما يمكن العلاج بتقنية الفراكشنال، أو عن طريق التقشير الكيميائى، أو باستخدام أشعة الليزر التي تساهم بشكل كبير في التخلص من هذه البقع البنية وتظهر الجلد بمظهر صافٍ وجميل.
أكد الدكتور ياسر أبو العلا أن جميع الطرق المستخدمة في العلاج آمنة إذا تم اللجوء إليها بشكل صحيح، فهي تناسب 99 % من المصابين بالنمش بشكل فعّال، إلا أنه من المهم الاستمرار في استخدام كريمات الوقاية من الشمس ومنظفات البشرة بشكل دوري للحفاظ عليها، لافتاً إلى أن حالات النمش قد تعود ثانية للظهور إذا تعرض المرء لأشعة الشمس، في حال كان سببه وراثياً.