الصغير قبل الكبير كان حاضراً في مراكز التسوق حاملاً بيده تبرعه لإغاثة إخوانه في اليمن، المراكز غصت بالمتبرعين لـ«عونك يا يمن» ولقطات ليست بالغريبة على أهل الإمارات تؤكد على نهج العطاء وأن الإنسان أخ للإنسان، فأبناء الإمارات حاضرون دائماً لإغاثة إخوانهم ونجدتهم بشتى الطرق وهو ما انعكس في مشهد يوم أمس الذي سجل لوحات مختلفة في البذل والجود.
فريق الهلال الأحمر الإماراتي في مدينة العين انتشر ضمن 40 موقعاً مختلفاً لاستقبال التبرعات المادية والعينية من المواطنين والمقيمين ضمن الحملة التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر تحت شعار «عونك يا يمن»،
أهداف سامية
وأوضح سالم العامري، مدير هيئة الهلال الأحمر ـ فرع العين، بأنه لم تنطلق هذه الحملة هباء، وإنما لتقديم الدعم التام للحملة من أجل أن تحقق أهدافها، ومن هذا المنطلق حشدت هيئة الهلال الأحمر طاقاتها البشرية وكوادرها التطوعية لتعزيز الحملة وإنجاح فعالياتها، مشيرا إلى أن هيئة الهلال الأحمر في مدينة العين استهدفت 40 موقعا ابتداءً من القوع وامتداداً إلى الفقع والخزنة. وهناك تنسيق آخر مع متطوعي الهلال للوصول إلى المحسنين بطرق سلسة، إلى جانب استحداث نظام في الأجهزة الذكية يسنح للمتبرعين تقديم تبرعاتهم بسهولة، خاصة أولئك الذين لديهم رغبة في مد يد العون والمساعدة للمنكوبين في اليمن، وكانوا ينتظرون الفرصة ليجودوا بما يستطيعون لمساعدة أشقائهم في المحافظات اليمنية التي تشهد ظروفها أوضاعا مأساوية تستدعي التحرك الفعلي لتقديم المساعدات للمتأثرين من تلك التداعيات على الجانب الإنساني.
وأكد العامري على أنه أثناء تواجده مؤخرا في اليمن رأى أن البلد بحاجة لكل مقومات الحياة. موجهاً شكره في الوقت ذاته لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على مبادراته المتواصلة والدائمة وأياديه البيضاء لعون المنكوبين والمحتاجين.
مبادرة إنسانية
وأوضح عبيد البلوشي، رئيس قسم التبرعات، بأن أهالي مدينة العين اعتادوا على هذه المبادرات التي تدعم التوجه الإنساني في الدولة، والذي أرسى أسسه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. منوها على أن هذه الحملة امتداد لمبادرات الخير التي عهدناها بلا شك في قيادتنا الرشيدة وأبناء الإمارات الكرام أبناء زايد الخير، رحمه الله.
كما أكد البلوشي على أن فريق الهلال الأحمر لا ينحصر استقباله فقط على التبرعات المادية، وإنما أيضا التبرعات العينية مثل الملابس الجديدة، والمواد الغذائية على أن تمتد صلاحيتها لستة أشهر وأكثر. ودعا البلوشي أهل الخير إلى دعم الحملة لتخفيف آثار الأزمة الراهنة في اليمن في الغذاء والماء والدواء، إلى جانب الاحتياجات الأخرى المتمثلة بتوفير الصحة والتعليم وغيرها من المتطلبات الأساسية للشعب اليمني الشقيق.
27 متطوعاً
وساهم 27 متطوعاً مع هيئة الهلال الأحمر في مدينة العين، وانتشروا في شتى المراكز التجارية، حيث قاموا بتوزيع نشرات الهيئة التي تحث على دعم حملة «عونك يا يمن» على الجمهور الزائر للمراكز التجارية، والإجابة عن استفساراتهم حول ماهية التبرع، وغير ذلك من الاستفسارات الأخرى. وهناك مهمات أخرى يقوم على تنفيذها المتطوعون دعما للحملة.
وبدأ الهلال الأحمر الإماراتي في استقبال التبرعات المادية والعينية في عدة مراكز تسوق في دبي من الساعة الثانية ظهراً حتى منتصف الليل وشهدت المنطقة المخصصة للتبرعات إقبالاً كبيراً من العائلات والأطفال الذين حرصوا على حمل البطاطين والملابس والأحذية من منازلهم وجلبها إلى هناك بالإضافة إلى التبرعات المادية.
اصطحب احمد المزروعي أطفاله للتبرع بمبلغ مادي تم تسليمه للهلال الأحمر الإماراتي ولفت الوالد المزروعي الذي يعمل في الجيش إلى انه حرص على إحضار أبنائه الصغار وزوجته للتبرع للحملة أثناء وجودهم في دبي بعدما سمع عن الحملة من وسائل الإعلام لافتاً إلى انها ستساهم في إسعاد اخوتنا في اليمن والمناطق التي تعاني القصف والضرب ويحتاجون إلى المساعدة مؤكداً ان دولة الإمارات سباقة في نجدة الآخرين في أي مكان في العالم.
أطفال الخير
وأما الطفلة ابتسام مجدي 4 سنوات فقد حضرت مع والدتها واخواتها حاملين التبرعات إلى الهلال الأحمر الإماراتي آملين ان تساهم في تخفيف معاناة الأطفال هناك وسط قسوة الظروف وعدم وجود أماكن يحتمون بها.
وأما أميرة عبد الرحيم من السودان فتبرعت بمبلغ مادي بسيط عبارة عن المصروف اليومي الذي تأخذه من والدها مشيرة إلى انها جاءت طواعية للتبرع بعدما سمعت من أصدقائها قيامهم بذلك وظلت تبحث عن الحملة في مردف سيتي سنتر واصطحبت اخواتها إلى هناك للتبرع، وأما الطفل عادل فهمي من اليمن 11 سنة، فقد جمع بعض الملابس من خزانته وأحضرها إلى مقر الهلال الأحمر لإرسالها إلى المحتاجين لها عبر الجهات المسؤولة في الدولة لافتاً إلى انه كان يتمنى الذهاب إلى هناك ومؤازرة الأطفال ومساعدتهم.
وأشارت نهى عبد الحميد من مصر إلى انها شاكرة للدور الكبير الذي تقوم به دولة الإمارات لمساعدة الآخرين حول العالم وانها تحرص على المشاركة باستمرار في الحملات التطوعية كما شاركت من قبل في حملة افطار صائم وأنها تتعلم الكثير من عطاء دولة الإمارات وقد حضرت اليوم للتبرع بمبلغ مالي وبعض الملابس أملاً في ان تخفف عن الأطفال والنساء هناك.
فرض
واستقبلت مراكز التسوق بالشارقة ومقرات جمعية الشارقة التعاونية المنتشرة في المدينة أعداداً كبيرة من التبرعات لحملة «عونك يا يمن» التي وجه بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، لتقديم العون لعشرة ملايين من أشقائنا اليمنيين في محنتهم الحالية.
وشهدت مراكز التسوق الشهيرة في مدينة الشارقة إقبالاً كبيراً بعد الانتهاء من صلاة الجمعة مباشرة، حيث حرص الكبار والصغار والنساء والشيوخ المشاركة في هذه الحملة الخيرية والإنسانية، حيث شملت مراكز التبرعات كلاً من مركز ميغامول، صحارى، سيتي سنتر الشارقة، بالإضافة إلى فروع جمعية الشارقة التعاونية في كل من حلوان والسويحات، والخان، والنخيلات، وأبوشغارة، والذيد، والقراين، حيث من المقرر ان تستمر هذه الحملة لمدة يومين.
وكان اول المتقدمين للتبرع في مركز ميغامول بالشارقة احد الأشخاص من دولة الكويت الشقيقة يدعى احمد النجدي الذي حرص على المشاركة في هذه الحملة، حيث قال هذا فرض وواجب على كل مسلم لمساعدة أخيه المسلم، أو من أي جنسية أخرى، لأن المسلم أخو المسلم، والرسول عليه الصلاة والسلام وصانا على سابع جار، فما بالك بأهل اليمن وكل الدول الإسلامية والشقيقة.
البراءة حاضرة
مريم مصطفى منصور البالغة من العمر 8 سنوات وأخوها يحيى البالغ من العمر 4 سنوات حرصا على التبرع لإخوانهما في اليمن، حضرا وهما سعيدان بالمشاركة في هذه الحملة، بصحبة والدهما ووالدتهما اللذين شاركا ايضا في الحملة لمساعدة اشقائهم في اليمن.
كما شهد اليوم الأول من الحملة إقبال عدد كبير من طلبة المدارس بمدينة الشارقة مع مشرفيهم للتبرع للحملة، وقال محمد عبدالرحمن الحمادي مسؤول الهلال الطلابي بالشارقة: ان الحملة استقطبت في اليوم الاول أعداداً كبيرة من ابنائنا طلبة المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية الذين حرصوا على المشاركة في الحملة، ولن يقتصر حضورهم على اليوم فقط، بل ستكون هناك مجموعات كبيرة من الطلبة اليوم السبت مع مشرفيهم وأولياء الأمور.
وأوضح الحمادي ان حجم التبرعات كان كبيرا من بدء الحملة، حيث شملت التبرعات؛ عينية من ملابس وأغذية، وتبرعات مادية أيضا، مشيرا إلى ان المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة دائما ما يشاركون في مثل هذه الحملات الخيرية والإنسانية.
ومن ناحية اخرى تم تنظيم معرض لوحات فنية لعدد 60 لوحة رسمها كبار الفنانين المواطنين والمقيمين، وذلك في الطابق الثاني من مركز ميغامول بالشارقة، وسيتم عمل مزاد على هذه اللوحات وسيذهب ريع هذا المزاد لصالح حملة «عونك يا يمن»، كما سيتم يوم الخميس المقبل تنظيم معرض لوحات من تنفيذ اخواننا من ذوي الاحتياجات الخاصة من كل من مدينة الشارقة للخدمات الطبية ونادي الثقة للمعاقين، وأيضا سيتم تنظيم مزاد على هذه اللوحات وسيذهب ريعها إلى اخوانهم ذوي الاحتياجات الخاصة في اليمن.
ووجدت حملة «عونك يا يمن» تجاوباً كبيراً من الأهالي والمقيمين العرب والآسيويين في عجمان، حيث شهد مقر الحملة في (سيتي سنتر) عجمان جمع التبرعات المالية، وذلك منذ الساعة الثانية ظهراً، واستمرت عملية جمع التبرعات إلى الساعة العاشرة مساء أمس، وتبرعت العديد من الأسر لدعم الشعب اليمني الشقيق، مؤكدين أهمية المشاركة في إنجاح الحملة ومساعدة الأشقاء في الظروف الإنسانية التي تمر باليمن الشقيق، كما يستقبل مقر الهلال الأحمر في منطقة مشيرف التبرعات العينية والمادية من الجمهور، وذلك ضمن فعاليات الحملة التي سوف تستمر لمدة شهر.
إنجاح الحملة
وأكد عدد من المتبرعين للحملة أهمية مشاركة الجميع في إنجاح الحملة لتعزيز دور ورسالة دولة الإمارات الإنساني لمساعدة الأشقاء في اليمن ومن أجل نصرة الحق، مشيرين إلى ان دولة الإمارات العربية المتحدة دائما في المقدمة في عمل الخير في شتى انحاء العالم وتمد يد العون والمساعدة للأشقاء ومساندتهم في احلك الأوقات، سائلين الله نصرة اليمن وسلامة شعبه.
دعم
وفي الإطار نفسه قالت أسماء الظاهري: لا بد ان يشارك كل انسان يعيش على ارض الإمارات ارض الخير والنماء، الأهل والأشقاء في اليمن في الوقت الراهن نسبة لحاجتهم الماسة للعون، مشيرة إلى ان حملة «عونك يا يمن» تأتي تأكيدا على حرص وتوجيهات القيادة الرشيدة في الدولة على مساندة وعون الأشقاء العرب والمسلمين في جميع أنحاء المعمورة.
مشاركة فعالة
ومن جانبه أكد يحيى السيد أهمية الحملة في تعزيز صمود الشعب اليمني خلال الظروف الإنسانية التي يمر بها، لافتا لضرورة مشاركة الجميع في انجاح الحملة التي تنظم بتوجيهات القيادة الرشيدة للدولة.
وجندت هيئة الهلال الأحمر فرع أم القيوين 15 مندوباً لجمع التبرعات لحملة عونك يا يمن بحسب ناصر بن حضيبة مدير فرع هيئة الهلال الأحمر فرع أم القيوين، مبيناً أن تلك التوجيهات من صاحب السمو رئيس الدولة لإغاثة الشعب اليمني الشقيق والذي تربطه بنا أواصر الدم والقربى والصلات الطيبة جاءت في وقتها للتخفيف عن معاناة الأطفال والشيوخ والنساء باعتبار تلك الفئات من أكثر فئات المجتمع ضعفاً وحاجة، كما أنها تعكس الوجه الحضاري الإنساني لكل أفراد الشعب الإماراتي.
تواصل
وأكد سهيل القاضي مدير فرع الهلال الأحمر الإماراتي بالفجيرة، أن الحملة نجحت إلى حد كبير في التواصل المعنوي والمادي بين المواطنين والمقيمين مع إخواننا المعوزين في اليمن، ويعمل الهلال الأحمر بالفجيرة على جمع التبرعات العينية والمادية من خلال مركز الحملة الرئيسي في سيتي سنتر الفجيرة، بالإضافة إلى 15 موقعاً مجهزاً على طول منطقة الساحل الشرقي، لاستقبال التبرعات العينية من ملابس وتمور وغيرها الكثير التي جاد بها أهل الخير منذ انطلاق الحملة.
وأشار إلى أن مركز الحملة في سيتي سنتر الفجيرة شهد إقبالاً جيداً من المتبرعين من المواطنين والمقيمين تفاعلاً مع ما يحدث في اليمن الشقيق، وقال: لاحظنا إقبالاً لافتاً من كبار السن والأطفال ومن إخواننا المقيمين الراغبين في المشاركة في دعم إخواننا اليمنيين. وأشاد بتعاون 30 متطوعاً من أبناء الوطن في خدمة الحملة ومساعدة المتبرعين في ترتيب ونقل التبرعات العينية.
وأعرب القاضي أنه منذ انطلاق الحملة في تاريخ 30 أغسطس الماضي لم نشهد إقبالاً جماهيرياً مثل يوم أمس، حيث توافدت أعداد كبيرة من المواطنين والإخوان العرب والتجار وأصحاب المتاجر على الأماكن المخصصة لجمع التبرعات في مركز سيتي سنتر. وعبَّر كثير من المتبرعين للحملة عن وقوفهم بجانب الأشقاء في اليمن في محنتهم والتبرع لهم لتخفيف المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني جراء الأحداث التي مر بها خلال الفترة الماضية.
وأكدوا حرصهم على التبرع للحملة لثقتهم الكبيرة في أن هيئة الهلال الأحمر قادرة على توصيل هذه المساعدات إلى مستحقيها في اليمن الشقيق، وقادرة على توزيعها على هؤلاء المستحقين وفق الأولويات المطلوبة، وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني.
وعبر المواطن أحمد خليفة اليماحي بعد تبرعه للحملة عن شكره الجزيل لصاحب السمو رئيس الدولة على هذا التوجه الكريم الذي يعكس نواياه الحسنة والشجاعة والإنسانية تجاه أشقائنا في الأقطار العربية.
مساهمة
حثت خطبة الجمعة أمس أفراد المجتمع أن يكونوا عوناً لأهل اليمن، وأن يساهموا في الإنفاق والتبرع ابتغاء مرضاة الله تعالى، الذي يخلف ما بذل ويضاعفه أضعافاً كثيرة، قال الله سبحانه «الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون».
وذكرت الخطبة أن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ دعا لليمن بالخير والبركة، فقال صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لنا في يمننا». وأثنى على أهل اليمن، فمدحهم برقة أفئدتهم، ولين قلوبهم، فقال صلى الله عليه وسلم: «أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة، وألين قلوباً، الإيمان يمان، والحكمة يمانية».