تقدم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بخالص العزاء للوطن، وقادته، ولأهالي شهداء الواجب، ولشعب الإمارات قاطبة، في فقد تلك الكوكبة من أبناء الوطن البواسل، الذين استشهدوا يوم الجمعة، أثناء مشاركتهم مع قوات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة في عملية «إعادة الأمل»، للوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق والحكومة الشرعية، مؤكداً سموه أن هؤلاء الشهداء الأبطال حين لبوا نداء الواجب بهمة الرجال ويقين المؤمنين، بكسب إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة، كانوا سيوفنا لمواجهة الباطل دفاعاً عن الحق هم ومن سبقهم من أشقائهم الشهداء، وأشقائهم الذين يواصلون خوض المعارك الآن في اليمن الشقيق.
وشيع آلاف المواطنين والمقيمين، يتقدمهم سمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة، وبحضور العميد سيف الزري الشامسي القائد العام لشرطة الشارقة، ومديري الدوائر المحلية في الشارقة وعدد من كبار الشخصيات وحشد من أبناء القوات المسلحة وفرق القيادة العامة لشرطة الشارقة، الشهيدين وليد الياسي ويوسف حسن العبيدلي، حيث ووري جثماناهما الطاهران التراب في مقابر الشارقة بالمنطقة الصناعية.
وثمن صاحب السمو حاكم الشارقة ما قدمه أبناء الوطن الشهداء والمصابون من تضحية في سبيل الحفاظ على كرامة الأمة العربية، وصون تاريخها وتماسكها ووحدتها وصيانة مكتسباتها من عبث العابثين، ورفعة راية الإمارات والدول الشقيقة، معرباً سموه لأهالي الشهداء عن اعتزازه وفخره بهم، ومؤكداً لهم أن أبناءهم أبناء للأمة والوطن والقيادة.
وتضرع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي إلى الله تعالى، سائلاً إياه أن يتقبل أولئك البواسل من الشهداء، وأن ينزلهم منازل الصديقين وأن يبدلهم داراً خيراً من دارهم، وأن يرزقهم الجنة من غير حساب، ويلهم أهلهم وذويهم وأبناءهم الصبر، كما سأل الله جل في علاه أن يمن على المصابين والجرحى بالشفاء العاجل، وأن يخفف عليهم مصابهم، وهو القادر على كل شيء، وهو أرحم الراحمين.
مراسم التشييع
وبدأت مراسم الجنازة عند الساعة الثالثة و45 دقيقة، حيث وصل جثمانا الشهداء من مستشفى القاسمي محمولين في سيارتي إسعاف تابعة للقيادة العامة لشرطة الشارقة إلى مسجد الشيخ سعود القاسمي.
وقبل الصلاة صعد إمام وخطيب المسجد وألقى كلمة على الحضور بين فيها فضل الشهادة في سبيل الوطن والواجب، ووجه بعض الرسائل الى ذوي الشهداء وأسرهم وأقاربهم بأن يتحلوا بالصبر، حيث إن الشهداء فرحون بما آتاهم ربهم.
وبعد الانتهاء من الصلاة نقل الجثمانان إلى مقبرة الشارقة في المنطقة الصناعية، حيث ووريا التراب بحضور عدد كبير من المواطنين والمقيمين الذي حرصوا على المشاركة في تشييع الشهداء إلى مثواهم الأخير.
وتحدث إلينا فيصل محمد الياسي شقيق الشهيد وليد والدموع تملأ عينيه، قائلا: لقد فقدنا أخاً كبيراً لا تفارق الضحكة وجهه أبدا، ناهيك عن ذلك تواضعه الجم، وحديثه الرائع مع الناس. وأضاف: وليد متزوج وله ولد يدعى محمد وعمره عامان، وبنت تدعى حور وعمرها أربع سنوات.
وقال علي الياسي الشقيق الثاني للشهيد وليد: عرفنا بخبر استشهاده من قادته في القيادة العامة للقوات المسلحة مساء أمس الاول، ووقع علينا الخبر كالصاعقة، مشيراً إلى أن وليد كان يتمتع بقوة الشخصية ومتواضع جدا. وتلقى والد الشهيد وليد الياسي العزاء من جمهور المشيعين من المواطنين والمقيمين وأبناء القوات المسلحة والقيادة العامة لشرطة الشارقة بعد الانتهاء من عملية الدفن، وذلك داخل المقبرة. كما تلقت أسرة الشهيد يوسف حسن العبيدلي العزاء في وفاة الشهيد في مقبرة الشارقة بالمنطقة الصناعية، من جموع المواطنين والمقيمين وأبناء القوات المسلحة والقيادة العامة لشرطة الشارقة.
والشهيد يوسف حسن العبيدلي (وكيل أول)، متزوج وله ثلاثة أولاد ابن وبنتان، الولد اسمه خليفة والبنتان عهود وعاليا.
وقد ساهمت القيادة العامة لشرطة الشارقة بقيادة العميد سيف الشامسي في الحفاظ على الأمن والحفاظ على خط سير الجنازتين منذ أن خرجتا من مستشفى القاسمي مروراً بمسجد الشيخ سعود القاسمي حتى وصلتا الى مقبرة الشارقة بالمنطقة الصناعية، وكان القائد العام لشرطة الشارقة يشرف بنفسه على الترتيبات والخطة الأمنية للجنازتين، كما كان لأفراد القوات المسلحة دور كبير في المساهمة في الحفاظ على نظام الجنازتين وحمل الجثامين سواء الى المسجد أو إلى المقبرة.
ووجه العميد سيف الشامسي قائد عام شرطة الشارقة تحيّة إجلال إلى شهداء الوطن الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء للواجب الوطني ودفاعاً عن الحق والعدل أثناء مشاركتهم ضمن قوات التحالف العربي في عملية إعادة الأمل باليمن، فكانوا رمزًا للإقدام ودليلاً للعون وعنواناً للعطاء مؤكداً أن نيل الشهادة في سبيل الله دفاعا عن الحق والوطن أغلى وسام شرف يحمله أي إماراتي. وقدم قائد عام شرطة الشـارقة صادق تعازيه لقيادتنا الرشيدة وذوي الشهداء وأسرهم وللوطن الغالي، سائلا المولى عزوجّـل أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.
وأكد العميد الشامسي أن شباب الإمارات ضربوا لنا أجمل صور الولاء وحملوا على عاتقهم هم الوطن والخليج والعرب، ملبين نداء الواجب لوطنهم وأمتهم العربية، وقدموا أرواحهم في سبيل نصرة الحق ورفع راية الوطن والمحافظة على أمنه واستقراره.
عزاء
أقيمت بعد صلاة المغرب بمسجد الشيخ سعود القاسمي بالشارقة صلاة الجنازة على الشهيد أحمد غلام اللنجاوي، الذي استشهد أمس الاول خلال أداء واجبه الوطني في مبادرة إعادة الأمل بالجمهورية اليمنية، وذلك بحضور عدد كبير من المواطنين والمقيمين، وأبناء القوات المسلحة وفرق من القيادة العامة لشرطة الشارقة.
وبعد انتهاء الصلاة على الجنازة، شيع الحضور الجثمان إلى مثواه الأخير في مقبرة الشارقة بالمنطقة الصناعية، حيث تقبلت الأسرة العزاء بعد الانتهاء من مراسم دفن الجثمان.
وقال شقيق الشهيد عبدالله: أحمد يبلغ من العمر 30 سنة ومتزوج وله أربعة أبناء، عبدالله (15 سنة)، وعيسى (8 سنوات)، ومريم (4 سنوات)، وعلياء (سنة واحدة)، وكان يتمتع بأخلاق عالية، وهادئاً وصبوراً، إضافة الى أنه كان دائم الضحكة والسؤال الدائم عن أفراد الأسرة.