أدى صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، ظهر أمس، صلاة الجنازة على جثمان شهيد الوطن الجندي سعيد عبيد بن فاضل آل علي، الذي قدم روحه فداء للواجب الوطني ضمن القوات المشاركة فى عملية إعادة الأمل للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة، للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية فى اليمن ودعمها.

وتقدم صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، بخالص العزاء إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى عائلات الشهداء وشعب الإمارات، في شهداء الوطن والواجب من قواتنا المسلحة، الأبطال شهداء الواجب الذين استشهدوا أول من أمس أثناء تأديتهم واجبهم الوطني ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في عملية إعادة الأمل باليمن.

شهداؤنا البواسل

وقال صاحب السمو حاكم أم القيوين: بمزيد من الفخر والاعتزاز ننعي شهداءنا البواسل الذين سطروا مجد الإمارات، ملبين نداء الواجب دفاعاً عن الحق ورفع راية الكرامة في سبيل إعادة الأمل لليمن الشقيق.

وأضاف سموه: «الحمد لله على كل شيء.. ونعاهد الله وشهداءنا وقيادة وشعب الإمارات على السير في هذا الطريق، ونسأل الله العلي القدير أن يرحم شهداءنا وأن يسكنهم فسيح جناته ويتغمدهم بواسع رحمته.. إنا لله وإنا إليه راجعون».

وقد أدى الصلاة إلى جانب صاحب السمو حاكم أم القيوين، كل من الشيخ سيف بن راشد المعلا رئيس دائرة التنمية الاقتصادية بأم القيوين، والشيخ محمد بن سعود بن راشد المعلا رئيس مجلس أمناء مؤسسة راشد بن أحمد المعلا للقرآن الكريم والثقافة الإسلامية، والشيخ علي بن سعود بن راشد المعلا، وعدد من الشيوخ ومنتسبي القوات المسلحة وجموع غفيرة من المواطنين والمقيمين، وذلك في مسجد الشيخ أحمد بن راشد في منطقة الراس بمدينة أم القيوين، داعين الله العلي القدير أن يتغمد شهيد الوطن بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأبرار، وأن يلهم آله وذويه الصبر والسلوان.

قواتنا المسلحة درع الوطن وسياجه المنيع

 

توافد أفراد عائلة وأصدقاء الشهيد سعيد عبيد بن فاضل وجموع المواطنين، إلى منزل أسرة الشهيد للوقوف إلى جانبهم فور الإعلان عن استشهاده أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في التحالف العربي لإعادة الأمل في اليمن، وبروح معنوية عالية وشعور عالٍ بالفخر والاعتزاز استقبلت عائلة الشهيد جموع المواطنين الذين توافدوا إلى منزلهم في أم القيوين لتقديم واجب العزاء، والذين قدموا صوراً ناصعة عن حياته وتفانيه في خدمة الوطن وأسرته، كما تحدثوا عن أخلاقه العالية والتزامه وروحه الوطنية وحبه القوي لعائلته وأشقائه.

وقال فاضل عبيد، شقيق الشهيد، إن أخاه سعيد «كان الأصغر في الأسرة (21 سنة)، وهو أخ لـ10 أشقاء، ويحسن لإخوانه ويوجههم ويرشدهم إلى طاعة الله، ويحضهم على حب الخير، خاصة في الفترة الاخيرة. وأضاف أنه لم يحدث أن أساء لأحد منهم أو حتى من أهل المنطقة، كما أن البسمة لم تفارق محياه، وبالنسبة لأبيه وأمه فهو ينزلهما منزلة عظيمة في نفسه، فيقدرهما ويجلهما، وكان أثناء فترة وجوده خارج الدولة في مهمته العسكرية، دائم الاتصال بهما ليطمئن عليهما، ويوصينا دائماً بألا نغيب عنهما، ونحسب أن استشهاده كان مكرمة من الله جزاء له على أعماله الخيرة.

وقال شقيق الشهيد: إنهم عندما تلقوا الخبر المؤكد حول استشهاد شقيقه، رضي الجميع بما كتبه الله له، مؤكداً أن مصلحة الوطن فوق كل شيء، وأرواحنا فداء هذا الوطن الغالي الذي لا يقدر بثمن. وأضاف أن أخاه التحق بالقوات المسلحة بعد أن أنهى الخدمة الوطنية أخيراً، وقرر المشاركة ضمن القوات الموجودة في اليمن دفاعاً عن الحق ونصرة للمظلوم، كما أنه كان يفكر في الزواج بعد عودته من اليمن، مبيناً أن الإمارات تقدم الشهيد تلو الشهيد دفاعاً عن الأشقاء في الخليج العربي، الأمر الذي يدفعنا جميعاً إلى الاعتزاز بمنتسبي القوات المسلحة، درع الوطن وسياجه المنيع، مقدرين تضحية أبنائها بالغالي والنفيس لحماية تراب الوطن ومواجهة أي طارئ يعتريه، وتوفير الأمن والأمان الذي ننعم به في الإمارات.

وأضاف أنه نتيجة حرص القيادة الرشيدة للدولة، تبوأت قواتنا المسلحة مكانة مرموقة في المنطقة، حيث باتت تعد من أكثرها تقدماً وعدة وعتاداً، فضلا عن سمعتها وإنجازاتها ومواقفها النبيلة الصادقة والمشرفة في مد يد العون والمساعدة لجميع الشعوب المنكوبة، كما أننا مستعدون للتضحية والشهادة في سبيل الوطن.

صفات حميدة

ويقول المقدم عبيد بن فاضل، ابن عم الشهيد، إن صفاته كانت حميدة وأخلاقه فاضلة، وحبه للحياة العسكرية وشغفه الشديد بالتضحية في سبيل الوطن دفعه إلى أن يلتحق بها، كما أن فقيدنا الغالي كان مثالا للأخلاق الفاضلة والتفاني والإخلاص في العمل، وكان مثالاً وقدوة في الانضباط والتفوق، وبقدر ما أخلص وأوفى وأنجز من أجل الوطن، نال من الله ما استحقه من شهادة في سبيله وفي سبيل وطنه والحق والواجب والإنسانية والسلام. وأضاف: إننا على يقين بأن أبناء الإمارات جميعهم على درب سعيد سائرون، وبكفاحه متمسكون، وعلى عزيمته قادمون، لافتا إلى أن أبناء الإمارات الشرفاء الذين يدافعون عن الحق سيظلون في ذاكرة أبناء الدولة، كما أنهم في مختلف الميادين سمتهم الإخلاص للوطن والواجب، والوقوف ضد الضلال والفتن والتخريب.

مثال يحتذى

أكد شقيق الشهيد فاضل عبيد، أن شقيقه قدم روحه فداء لوطنه واعتزازاً بالقيم الوطنية التي تمسك بها ودافع عنها بكل شرف وبسالة، وأنه على الرغم من مرارة الألم ولوعة الفراق، إلا أن الفخر بنيل الشهادة يثلج صدور أفراد العائلة، لأن الشهيد سعيد كان مثالاً يحتذى به في التواضع وحب الوطن واحترام الآخرين، موضحاً أنه كان ينوي بعد انتهاء مهمته في القوات المسلحة العودة للوطن والزواج.