أبرزت الصحف العالمية أمس تأكيدات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن الأحداث الأخيرة لن تزيد الإمارات إلا صموداً وإصراراً على الوقوف إلى جانب الشرعية في اليمن، كما سلطت الضوء على تأكيد سموه للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن الإمارات ستقف إلى جانب الشرعية اليمنية حتى النهاية.
وسلطت الصحف العالمية أيضاً الضوء على قيام قوات التحالف العربي الداعمة للشرعية في اليمن بقصف العديد من مواقع المتمردين الحوثيين على امتداد أرجاء اليمن في رد فوري على استشهاد جنود من قوات التحالف بينهم 45 من أبناء الإمارات، وأبرزت بصفة خاصة قيام التحالف بإعادة هيكلة قواته في مأرب.
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إن سحب الدخان تصاعدت في العديد من مواقع المتمردين الحوثيين على امتداد اليمن، وبصفة خاصة في صنعاء عقب قيام طائرات التحالف العربي بشن غارات مكثفة على هذه المواقع في رد فوري مباشر على انفجار مخزن الأسلحة في مأرب.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن موجة الغارات التي شنها التحالف العربي تعتبر الأكثر تركيزاً منذ مارس الماضي.
وقالت إن الإمارات قامت بدور كبير في عمليات القصف المكثفة هذه التي تركز جانب كبير منها على مواقع وقطاعات مختلفة في صنعاء بصفة خاصة.
وأشارت صحيفة «غارديان» البريطانية إلى أهمية وكثافة الغارات التي شنتها طائرات التحالف العربي، والتي استهدفت قاعدة للمتمردين الحوثيين بصفة خاصة في صنعاء.
وقالت الصحيفة إن العديد من قادة العالم البارزين بادروا إلى الاتصال بالقادة والمسؤولين في الإمارات للإعراب عن تعازيهم عقب استشهاد أبناء الإمارات في مأرب.
إصرار
وأبرزت هيئة الإذاعة البريطانية من جهتها أنباء الغارات التي شنتها طائرات التحالف العربي رداً على ما حدث في مأرب، وقالت إن عمليات القصف المكثفة هذه جاءت بعد 24 ساعة فقط من انفجار مأرب في تجسيد مباشر على إصرار قادة التحالف على دعم الشرعية في اليمن ومساندة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي حرص على القدوم إلى الإمارات للإعراب لقادتها عن تعازيه في الشهداء.
وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية إلى تعدد المواقع التي قامت طائرات التحالف بقصفها بصورة مكثفة، مما أدى إلى تحقيق إصابات مباشرة فيها، حيث تعالت على إثرها ألسنة الدخان لتغطي الأفق في العديد من مناطق اليمن.
وقالت إن التحالف العربي لم يكتف بتكثيف غاراته على صنعاء فقط، وإنما حرص أيضا على إعادة هيكلة قواته في مأرب، وهي القوات التي ساعدت العديد من المقاتلين اليمنيين على التصدي للمتمردين الحوثيين في العديد من أرجاء اليمن.
خسائر جسيمة
وقالت محطة «سي بي سي» الأميركية إن الطائرات الإماراتية قصفت العديد من المواقع المهمة التابعة للمتمردين الحوثيين ومن بينها مصنع للألغام في صعدة، وكذلك عدد من المواقع العسكرية ومخازن الأسلحة في محافظة إب، الأمر الذي أحدث خسائر جسيمة في صفوف الحوثيين.
وأشارت «سي بي سي» إلى أن الإمارات لعبت دوراً كبيراً في تصعيد إنجازات التحالف العربي وإيقاع الخسائر في صفوف الحوثيين، وكان الدور الأبرز الذي قامت به قواتها هو مساعدة قوات الشرعية والمقاومة في اليمن على طرد المتمردين الحوثيين من عدن بصفة خاصة.
ونقلت المحطة الأميركية عن سكان صنعاء قولهم إن مقر وزارة الدفاع الذي يسيطر عليه الحوثيون في صنعاء، ومقر القوات الخاصة، كان بين المواقع العديدة التي قصفتها طائرات التحالف العربي بعد 24 ساعة فقط من انفجار مأرب.
تصميم
وبدوره أشار موقع «ياهو نيوز» الإلكتروني إلى أن الغارات التي نفذتها طائرات التحالف العربي جاءت قبيل فجر السبت في إعلان واضح على تصميم قادة التحالف على مواصلة تصديهم للمتمردين الحوثيين ودعمهم للشرعية اليمنية وتركز جانب كبير من هذه الغارات على مواقع المتمردين الحوثيين في صنعاء.
ونقل الموقع عن مسؤولين محليين في صنعاء قولهم إن الغارات التي شنتها قوات التحالف على مواقع المتمردين الحوثيين في العاصمة اليمنية تعد الأعنف والأكثر تأثيرا من نوعها.
وأشار الموقع إلى أن قوات التحالف أصابت بدقة بالغة الموقع الذي يعتقد أنه انطلق منه الصاروخ الذي أصاب مستودع الذخيرة في مأرب.
إصرار ووضوح
وأكد المحللون والمعلقون في موقع «إنفورميشن كليرنغ هاوس» أن استشهاد جنود التحالف العربي لن يؤدي إلا إلى مضاعفة التزام دول التحالف باستعادة الاستقرار والشرعية في اليمن، وأن هذه الدول مصممة على المضي قدما في طريقها بمزيد من الإصرار والوضوح.
وقال أحد هؤلاء المحللين إن الشهداء قدموا أرواحهم في ذروة سلسلة من الانتصارات المتوالية التي حققها التحالف العربي، وأن معظم الجنوب اليمني قد تخلص من سيطرة المتمردين الحوثيين الذين يتراجعون الآن نحو الشمال. والعديد من المناطق المهمة في اليمن تمت استعادتها من قبل القوات الحكومية اليمنية بدعم من التحالف العربي، وهو الأمر الذي يتوقع حدوثه في باقي المناطق في القريب العاجل.
دعم
شدد موقع «إنفورميشن كليرنغ هاوس» أخيراً، على أن استشهاد مقاتلي التحالف العربي سيؤدي إلى دعم إصرار دوله على القضاء على التأثير التخريبي للمتمردين الحوثيين ومن يدعمونهم، واستعادة الاستقرار والشرعية في اليمن.