تجاوز عدد زوار معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2015، الذي يختتم فعالياته اليوم في أبوظبي، نحو 49 ألف زائر في الوقت الذي شهد يوم أمس الجمعة توافد أعداد كبيرة من العائلات لزيارة المعرض والمشاركة في مسابقاته التراثية والفنية، والتعرف على أحدث مبتكرات الصيد والصقارة.

وأكد عبد الله القبيسي مدير المعرض الدولي للصيد والفروسية، في تصريحات صحفية أن أكثر الاجنحة استقطابا للعائلات والزوار أمس، كانت اجنحة الصقور وأدوات الصقارة، اضافة الى التقنيات الحديثة المستخدمة في الصيد، والفقرات التراثية والفنية التي تميز بها المعرض، وتشمل نحو 49 فعالية على مدى الأيام الماضية. وأشار إلى أن المعرض في نسخته الثالثة عشرة، اجتذب العديد من الزوار من داخل الدولة وخارجها، وبشكل خاص من دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى الدول الاجنبية..

وقال القبيسي إن المعرض الدولي للصيد والفروسية الذي تنظمه العاصمة أبوظبي، يؤكد على ريادة دولة الإمارات على مستوى العالم في رياضة الصيد بالصقور، والحفاظ على استمراريتها وانتقالها من جيل إلى جيل، مع حرصها الكبير على التوازن الطبيعي والحفاظ على النوع. وأوضح أن المعرض لا يهدف فقط للترويج للصيد والفروسية وتقديم كل جديد في عالمهما للهواة والمحترفين، وإنما يهدف أيضاً للحفاظ على رياضة الصيد بالصقور كتراث إنساني، ويقدم عروضاً فلكلورية حول الصيد بالصقور وتربيتها، ويشهد الزوار منصات مخصصة لعرض الصقور المُكاثرة في الأسر، وتقديم أهم منتجات رياضة الصيد بالصقور من قبل شركات محلية وعالمية.

إطلاق الصقور

ويركز المعرض على تعريف الزوار ببرنامج اطلاق الصقور في البرية، الذي يعتبر من التقاليد العريقة التي أسسها وأرساها الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجال حماية الكائنات، والذي استمر منذ العام 1995 ولغاية اليوم، حيث تم إطلاق المئات من صقور الحر والشاهين في مواطنها الأصلية، بهدف إتاحة الفرصة لها من جديد للتكاثر وزيادة أعدادها.

وبما أن الحبارى هي الطريدة المفضلة، فقد احتلت مكانة مهمة في المعرض أيضاً، حيث عرضت عدة مراكز بحوث أعمالها حول هجرات وبيئة مجموعات الحبارى الآسيوية، وطرق تلافي تناقص أعدادها في الطبيعة، والمشاريع التي تقوم بها دولة الإمارات لإكثار وإطلاق الآلاف منها، لتعويض النقص وتأمين التوازن الطبيعي.

وتمارس رياضة الصيد بالصقور (الصقارة) في أكثر من 80 بلداً في مختلف قارات العالم، وقد نجحت جهود دولية قادتها دولة الإمارات، في تسجيل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للصقارة كتراث إنساني حي، ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

وأشار القبيسي إلى أن المعرض، الذي يحظى برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات، وينظمه نادي صقاري الإمارات، وتدعمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، يتيح فرصة كبيرة لتبادل الخبرات بين المربين والصيادين من كافة دول المنطقة والعالم، وأصبح وجهة لصيادي الصقور من مختلف أنحاء العالم.

تنوع المعرض

وأبدى زوار المعرض أمس إعجابهم بالتنوع الذي تشهده فعاليات معرض الصيد والفروسية، ولفتوا إلى أن المعرض نجح في استقطاب كافة أفراد المجتمع ومن مختلف الفئات العمرية، الذين وجدوا في المعرض أجنحة تلبي رغباتهم، وفي نفس الوقت تعرّف الأطفال بتراث دولتهم.

وحظي الأطفال والناشئة باهتمام واضح من قبل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ونادي تراث الإمارات، وهيئة البيئة، والصندوق الدولي للحبارى، والقائمين على تنظيم المعرض الدولي للصيد والفروسية. وفي هذا الإطار حرصت الجهات سابقة الذكر على إقامة وتنظيم العديد من الأنشطة التراثية والثقافية الموجهة للناشئة والأطفال، لتعريفهم بمكانة التراث في تاريخ كل شعب، وضرورة العمل بجد للحفاظ عليه، وذلك من خلال مركز المواهب والإبداع التابع للهيئة.

وأعرب ممثلو المؤسسات والشركات المشاركة في المعرض، عن إعجابهم بالعدد الضخم من الزوار، وقال عبد الله محمد مدير أحد الأجنحة المعنية ببيع معدات رحلات السفاري البرية ومستلزمات التخييم «إنه جمهور نوعي جدير بالاحترام، قد أدهشنا زوار المعرض بمدى تعلقهم بهوايات الصيد والرحلات البرية، وخاصة الشبيبة صغار السن، ويبدو أن الآباء قد نجحوا بنقل هذه الهواية التراثية الأصلية للجيل الصاعد».

من جهته، قال ستيف جون من شركة لبيع أسلحة الصيد تُشارك لأول مرة في المعرض: لقد كان مفاجأة لنا أن نجد في دولة الإمارات هذا العدد الكبير جداً من هواة رياضات الصيد بأشكالها، واللافت في الأمر أكثر أنهم متابعون بدقة لآخر تقنيات الصيد من أسلحة ومعدات لوجستية مساعدة، ومواكبون لأفضل تكنولوجيا العصر بهذا المجال، كما كان مفاجئاً حرصهم على ربط هواية الصيد بالصيد المستدام والحفاظ على الأنواع في البرية.

مشاركة خليجية

ويشهد المعرض الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، مشاركة واسعة لدول مجلس التعاون الخليجي في مختلف الفعاليات، سواء من قبل كبرى الشركات الخليجية المتخصصة أو على صعيد الزوار والضيوف، أو على مستوى المشاركين في مختلف المسابقات التراثية والفنية والشعرية للمعرض، مما يغني الحدث ويزيد من فعالية استقطابه لعشرات الآلاف من الزوار من أبناء المنطقة، فمنهم من حضر خصيصاً لمواكبة الفعاليات والاستمتاع بأنشطة المعرض أو شراء ما يحتاجون من معروضاته، وبعضهم حضر ليبحث عن فرص عقد صفقات تجارية مع شركات عالمية مختصة بالصيد ومرفقاته.

كما أعرب ممثلو الشركات والجهات الخليجية المُشاركة عن اهتمامهم الكبير بالمُشاركة في فعاليات هذا الحدث المهم، والذي يعتبر النافذة الأوسع لهم على سوق معدات الصيد والفروسية في المنطقة، والترويج لمنتجاتهم وعقد الصفقات.

وشاركت في المعرض شركات قدمت أحدث التقنيات المتعلقة بالصيد بالصقور، كأجهزة تعقب الصقور ومتابعتها رادارياً، وشركات تقدّم مأكولات خاصة للصقور، وأخرى مختصة بصحة الطيور وعلاجها وأدويتها، بالإضافة لشركات تُقدّم معدات ومنتجات فاخرة للصقور.

كما شاركت جمعيات ونوادٍ مختصة بتربية الصقور وتدريبها والصيد بها، من دولة الإمارات ومن دول مجلس التعاون الخليجي، كالسعودية وقطر والكويت، ودول عديدة أخرى.

استقطاب أحدث تكنولوجيا عالم الصيد والفروسية

تزدحم أجنحة العرض في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في دورته الثالثة عشرة، بأحدث تكنولوجيا الرياضات البرية والبحرية، وتقدّم أفضل ما توصل إليه العلم الحديث من اختراعات وابتكارات تكنولوجية لها علاقة بالصيد والفروسية وبالرحلات البرية والبحرية، وبما يرضي كل عشاق هذه الرياضات التراثية.

ابتكارات

ويحرص العديد من المُنتجين على إطلاق ابتكاراتهم عبر هذا الحدث بالذات، كما يحرص المشاركون فيه على اختلاف اختصاصاتهم، على تقديم أحدث تكنولوجيا عالم الصيد والفروسية والرياضات المرتبطة بها وآخر الإبداعات العلمية والتقنية. وتعرض الشركات أجهزة ملاحة وتحديد مواقع متطورة عالية الدقة والوثوقية، وأجهزة لتحديد مواقع الصقور والطيور وارتفاعاتها، وبعضها لديه إمكانية تعقّب أكثر من طير، وأجهزة أخرى لتحديد مواقع الأسماك وأسرابها لهواة الصيد البحري، وأخرى لسبر المياه لمعرفة أعماقها وتقلبات التيارات البحرية، فضلاً عن العديد من أجهزة الاستشعار الأخرى ذات الاستخدامات المتعددة.

إلى ذلك تُعرض في المعرض أجهزة متطورة يتم التحكم بها إلكترونياً لتدريب الخيول، وأخرى لفحصها وضمان بقاء لياقتها البدنية بأعلى مستوى، وآليات ميكانيكية يتم التحكم بها لإطلاق الفرائس في الجو، وطائرات بلا طيار متطورة تفيد هواة الصيد بالصقور في التدريب، وأجهزة أخرى ميكانيكية لإطلاق الأهداف الاصطناعية آلياً يتم التحكم بها ومبرمجة إلكترونياً.

وبما أن وسائل المواصلات من أهم لوازم الصيد الحديث، فإن المعرض يقدّم تشكيلة من السيارات المخصصة للصيد ورحلات السفاري، والمعدّلة والمجهزة ميكانيكياً بشكل يتحمل مختلف المناخات والتضاريس للمناطق الوعرة، مزودة بأحدث تقنيات المركبات ذات الدفع الرباعي وتقنيات تحديد المواقع ورد الصدمات، وتشمل رقاقات إلكترونية لضبط المحرك لأداء أفضل.

بنادق

أما في أجنحة البنادق، والتي هي الآلة الأساسية في الصيد، فيُقدّم العارضون ومنتجو البنادق أفضل التقنيات في هذا المجال، وآخر ما توصل له العلم في مجال الذخائر ذات الاستخدام المتعدد، وأجهزة تحديد كمية البارود المطلوب ونوع عبوات الذخيرة المستخدمة لكل أنواع الفرائس وأحجامها، ولزيادة دقة السلاح وتخفيف وزنه، والمناظير الليلية ذات الدقة العالية. كما تشارك في المعرض شركات متخصصة بصناعة القوارب البحرية السريعة وتلك المخصصة للصيد، مزودة بأحدث التقنيات، وشركات أخرى متخصصة بصناعة البيوت المتنقلة لرحلات السفاري الطويلة، والمزودة أيضاً بوسائل الترفيه والعيش الضرورية لرحلة صيد أو نزهة بديعة.

وبالإضافة لهذه المعروضات، تتواجد على أرض المعرض شركات متخصصة بالإضاءة الليلية الحديثة المخصّصة لرحلات الصيد.