هزني وزلزل كياني صمت وهدوء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وهو الوالد المكلوم بفقد أكبر أبنائه؛ وما أحسبها إلا السكينة التي ينزلها الله على قلوب عباده الصابرين المحتسبين، فالأمر عظيم والمصاب جلل، وليس لها إلا اللجوء إلى الله العلي القدير إيماناً بقضائه وقدره كما قال النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم: «إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى»، و«إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن»، وكأني بأبي راشد يكمل المقولة: وإنا على فراقك يا راشد لمحزونون.
كما مس شغاف قلبي وصف سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، لأخيه الشيخ راشد رحمه الله، بصديق العمر ورفيق الدرب، وهو ينفض غبار الجنازة بعد أن أنزله في قبره بنفسه، هو وأخوه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، ووارياه الثرى مع جموع المشيعين. وثلاثتهم من مواليد الشهر نفسه في 3 سنوات متعاقبة، نشؤوا وتربوا معاً، وسافروا للدراسة معاً؛ هكذا أراد لهم أبوهم، ولكنها إرادة الله أن يختار راشداً إلى مثواه الأخير.
أسأل الله العلي القدير أن ينزل الصبر والسكينة على قلب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وعلى قلب سمو الشيخ حمدان بن محمد وإخوانه، وعلى قلب «أم راشد» حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، وأن يحسن عزاءهم وعزاء آل مكتوم الكرام، وكل شعب الإمارات الذي يتذكر الشيخ راشد، رحمه الله، مثالاً للخير والعطاء والعمل الخيري والفروسية والرياضة. كما أسأله سبحانه أن يتغمد الفقيد بالرحمة والمغفرة، وأن يسكنه فسيح جناته.
مدير عام مكتب سمو ولي عهد دبي