محمية القرم الواقعة في قلب مدينة رأس الخيمة، تعد متنفساً طبيعياً لإمارة تشهد نهضة كبيرة على جميع المستويات، وسريعاً ومجرد الولوج إلى رقعة المحيمة ينعكس جلياً سحر الطبيعة على وجوه العائلات وزوار المكان.

أشجار القرم تغطي مساحات كبيرة من المحمية، وقد ساهمت بدورها في أن يدوم اللون الأخضر ساطعاً في المكان الذي يمر عبره خور رأس الخيمة بأفرعه العديدة، والذي مكّن المحمية أن تكون مكاناً آمناً للطيور والأسماك، وملائماً لحياتها، ومورداً لغذائها وتكاثرها.

 

طيور وأسماك

وتبذل الجهات الحكومية جهدها لمساعدة المحمية على المحافظة على التنوع الثري الذي تتميز به، حيث تضم أنواعاً مختلفة من الطيور والأسماك، وقد عمدت الجهات الحكومية إلى وقف جميع أنواع الصيد في المحمية عبر فرض العديد من الإجراءات والقوانين الجديدة وتعيين مراقبين على مدار اليوم لتطبيق هذه القوانين.

 

بالإضافة إلى دورها في الحفاظ على التنوع البحري والبري فإن للمحمية سحرها الخاص الذي تبدو ملامحه على الزوار الذين يفدون إلى المكان للاستمتاع به، حيث لا يمكن الإحساس بالوحدة أثناء الجلوس على المقاعد التي تحيط بها أمام الكثافة الخضراء وخرير المياه وحركة الحيوانات البحرية الدائمة، إصافة إلى أصوات الطيور المتسارعة إلى الآذان من كل صوب وحدب، ما يجعل من المكان عالماً جميلاً تملؤه الحيوية والانبهار، بالإضافة إلى الفوائد التي تجسدها المحمية في الحفاظ على التنوع البيولوجي.

 

تبدأ المحمية من جسر رأس الخيمة الذي تم تشييده في بداية السبعينيات والذي ربط مناطق الإمارة، وكانت «العبرة» سابقاً التي كان يطلق عليها «المحمل» الوسيلة الوحيدة التي يتنقل الأهالي من خلالها بين ضفتي الخور من منطقة رأس الخيمة القديمة إلى المعيريض وبالعكس، إلى أن حل الجسر مكانها في بداية السبعينيات، كما كان السوق الإيراني وسوق الخضار على جانبيه من أنشط الأسواق المحلية.

ويقع نادي رأس الخيمة الدولي للرياضات البحرية الذي تأسس عام 1986 على جانب المحمية الذي تحيط جوانبه أشجار المانغروف والتي تساعد على منع الأمواج وتجعل المياه هادئة الحركة لتجعل منه موقعاً مثالياً لممارسة رياضة التزلج البحري، والتي يخصص السياح رحلاتهم إلى الإمارات للوصول إلى خور رأس الخيمة وممارسة تلك الرياضة. كما يستقل النادي الفرق الدولية لتدرب أعضائها على رياضة التزلج في الخور.

 

قوارب النزهة

 

وتستقبل يومياً مياه الخور العشرات من قوارب النزهة التي تنقل السياح والأهالي الذين يفضلون الرحلات الليلية للاستمتاع بالمنظر الجمالي الطبيعي لأضواء الأبراج العالية التي تصطف على جانبي الخور لتضفي على المكان لوحة فنية طبيعية، بالإضافة إلى تصميم الكورنيش المحيط بالمحمية الذي يجمع بين الحداثة والأصالة، ويضم عدداً من المطاعم العالمية والمقاهي العالمية، والمقاهي الشعبية والتي تجذب المقيمين والسياح على حد سواء.

 

هواء متجدد

ويبعث كورنيش القواسم المطل على مياه الخور، شعوراً بالانتعاش عبر تجديد الهواء الذي يرمي بنسماته على مرتاديه من محبي ممارسة الرياضة وقيادة الدراجات الهوائية، حيث يتميز الكورنيش بالممرات المختلفة والمتنوعة الخاصة برياضة المشي، وأخرى للدراجات الهوائية والمضمار الرياضي للجري.

 

تبادل الكتب

وبمبادرة من بعض المواطنين في الإمارة الذين اجتهدوا في إطلاق مشروع تبادل الكتب من خلال تحويل كابينات الهواتف إلى مكتبات ثابتة مصغرة تضم مجموعة من الكتب التي يتبرع بها الأهالي، من أجل التحفيز على القراءة وتشجيع الزوار على قضاء أوقات ثمينة على المقاعد الخشبية أمام أشجار المحمية والمياه الصافية وعلى أنغام أصوات الطيور.

 

ويحيط بالمحمية عدد من البنايات الحديثة والمراكز التجارية من جميع الاتجاهات، مثل المنار مول وراك مول والنعيم مول، حيث يفضل الكثير من الأهالي السكن في تلك البنايات للاستمتاع بالأجواء الطبيعية للمحمية، التي تشكل لوحة فنية تعانق الجبال القريبة، خاصة في فصل الشتاء حيث تتشكل الغيوم على رؤوس الجبال لتضفي على المكان سحراً فريداً.