تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية ودعم القطاع الصحي وتعزيز برامجه الوقائية بجمهورية باكستان الإسلامية، وضمن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، أعلنت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان عن النتائج النهائية التي حققتها حملة الإمارات للتطعيم خلال عامي 2014 و2015 والتي تكللت بالنجاح في إعطاء 86 مليوناً و582 ألفاً و923 جرعة تطعيم لأطفال باكستان ضد شلل الأطفال.

وأشارت إدارة المشروع إلى أن حملة الإمارات للتطعيم استطاعت أن تحقق النجاح في التنفيذ الميداني والوصول إلى الأطفال المستهدفين بحملات التطعيم ضد مرض شلل الأطفال بنسبة عالية وكبيرة في 53 منطقة بإقليم خيبر بختونخوا وإقليم المناطق القبلية فتح وإقليم بلوشستان وإقليم السند، حيث نجحت الحملة بإعطاء جرعات التطعيم خلال المرحلتين الأولى والثانية لأكثر من 21 مليون طفل باكستاني من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن السنوات الخمس ضد مرض شلل الأطفال.

وأوضحت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان أنه تم خلال التنفيذ الميداني لخطة حملة الإمارات للتطعيم تغطية جميع المناطق والمدن والقرى التي تقع ضمن النطاق الجغرافي للحملة وبنسبة نجاح بلغت 100 بالمئة، حيث تم تنفيذ حملات التطعيم في 15 منطقة في إقليم المناطق القبلية فتح و25 منطقة في إقليم خيبر بختونخوا و12 منطقة في إقليم بلوشستان وكذلك مدينة كراتشي في إقليم السند، حيث تضم هذه المناطق ما يقارب نسبة 95 بالمئة من عدد حالات الإصابات بشلل الأطفال في جمهورية باكستان الإسلامية خلال عام 2014 والتي بلغت 306 حالات إصابة.

وأشارت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان إلى أن الحملة شهدت نسبة نجاح عالية وإقبالاً كثيفاً من قبل أهالي المناطق للاستجابة للحملة والمبادرة إلى تطعيم أطفالهم، حيث أطلقت إدارة المشروع الإماراتي حملة إعلامية واسعة شملت جميع وسائل الإعلام تحت شعار «الصحة للجميع.. مستقبل أفضل» لتوعية وتنبيه السكان بخطورة وباء شلل الأطفال وتشجيعهم وحثهم على المبادرة بتطعيم أبنائهم ووقايتهم من شلل الأطفال، كما قامت بالإشراف المباشر على متابعة تنفيذ الحملة ميدانياً في مختلف المدن والقرى وبجميع المراكز المخصصة للتطعيم.

وكشفت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان عن النتائج التفصيلية لحملة الإمارات للتطعيم خلال العامين الماضيين، حيث أسفرت تلك النتائج عن إعطاء عدد 12339141 جرعة تطعيم في إقليم المناطق القبلية فتح وعدد 51831545 جرعة تطعيم في إقليم خيبر بختونخوا وعدد 8863616 جرعة تطعيم في إقليم بلوشستان وعدد 13548630 جرعة تطعيم في إقليم السند بإجمالي 86.582.923 جرعة تطعيم استفاد منها أكثر من 21 مليون طفل باكستاني.

وقد أشرفت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان على الجهود الميدانية لتنفيذ حملات التطعيم في مختلف الأقاليم الباكستانية بمشاركة أكثر من 3205 أطباء و12765 مراقباً و123487 فرق تطعيم و21116 فرد أمن و22928 من فرق الإدارة والتنسيق.. وتم خلالها استخدام خيارين لإيصال اللقاحات وتطعيم الأطفال.. الأول من خلال فرق التطعيم الثابتة في المراكز الصحية والثاني من خلال فرق التطعيم المتنقلة التي خصصت لتغطية المناطق والقرى التي لا يستطيع سكانها الوصول إلى مراكز التطعيم الرئيسية، كما تم فتح مواقع متنقلة للتطعيم في مخيمات النازحين وعلى الطرق والمراكز الحدودية الفاصلة بين المناطق والمدن الرئيسية.

جهود فعالة

وقال عبدالله خليفة الغفلي مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، إن هذا النجاح يبرهن للعالم بأن الجهود والمبادرات الإنسانية لدولة الإمارات فعالة ومتميزة في تحقيق أهدافها الإنسانية النبيلة وتعزيز تنمية صحة الإنسان وحمايته من الأمراض والأوبئة، كما يؤكد ذلك الدور القيادي لدولة الإمارات في مساعدة أبناء الشعوب الفقيرة والمحتاجة ودعم الجهود الدولية وبرامج هيئة الأمم المتحدة لوقاية المجتمعات من الأمراض والأوبئة والأزمات والكوارث وتأمين الحياة الكريمة للإنسان.

صعوبات وتحديات

وأشار الغفلي إلى الصعوبات التي واجهتها حملات التطعيم في باكستان ومنها التوترات الأمنية والعمليات العسكرية المتواصلة وعدم توفر الأمن للعاملين في حملات التطعيم وبخاصة في المناطق القبلية والتي علقت الوصول الآمن للأطفال إضافة إلى مشكلة الهجمات الإرهابية وعمليات القتل والخطف التي تستهدف الأطباء والممرضين العاملين في تنفيذ حملات التطعيم من قبل العناصر الإرهابية ورجال العصابات وكثرة النزوح للعائلات الباكستانية من مناطقهم ما أدى إلى فقدان التواصل معها من قبل فرق حملات التطعيم، كما أسهمت في نقل الفيروس من المناطق النشطة بالوباء إلى المناطق الخاملة يضاف إلى ذلك المشاكل الإدارية وعدم توفر التمويل الثابت التي حدت من جهود التخطيط وتنفيذ حملات التطعيم بشكل مكثف ومبرمج في جميع الأقاليم بخطة زمنية ثابتة.

أبرز النتائج

أما أبرز النتائج التي تحققت من خلال تنفيذ حملة الإمارات للتطعيم فأشار الغفلي إلى أن حملة الإمارات للتطعيم استطاعت النجاح في إعطاء جرعات التطعيم للأطفال الباكستانيين في العديد من المناطق لم تنجح أي حملة دولية في دخولها منذ 5 سنوات مثل منطقة بارا ومنطقة شارصدا وكذلك في أصعب المناطق ذات التوترات الأمنية والطبيعة الجغرافية القاسية.