أمضى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، سنوات نشأته بين جنبات قصر المويجعي في العين؛ يشاهد ويساعد والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله؛ وهو يمارس مهامه ممثلاً للحاكم في مدينة العين.
أمام هذا السجل النابض بالعطاء، يظل قصر المويجعي أحد أبرز الأماكن السياحية في مدينة العين، شاهداً وحافظاً للقيم الإماراتية. فقد شيد القصر في فترة حكم الشيخ زايد الأول على يد ابنه الشيخ خليفة بن زايد بن خليفة 1856 ـ 1945، وسكن هذا القصر فيما بعد ابن الشيخ خليفة الأول، الشيخ محمد بن خليفة، وكان هذا المبنى العريق يستخدم ديواناً ومكاناً لتجمع أهالي المنطقة والزوار.
وقد أولت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث؛ قصر المويجعي اهتماماً كبيراً، وفقاً لتاريخه وأهميته على النطاق التاريخي والمجتمعي أيضاً، وباعتباره صرحاً وطنياً يتمتع بتاريخ حافل وثري.
ديوان وبيت
تزوج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الشيخة حصة كريمة الشيخ محمد بن خليفة، وبعد فترة قصيرة في عام 46 عُين الشيخ زايد ممثلاً للحاكم في مدينة العين.
وانتقل إلى قصر المويجعي، وأصبح ديواناً وبيتاً للعائلة، وأثناء فترة إقامة الشيخ زايد بن سلطان أُدخل عليه الكثير من الإضافات بما يعكس أهميته المتزايدة، حيث تمت مضاعفة مساحة مبنى الديوان وتوسيع المطابخ وغرف الضيوف حتى تستوعب الأعداد المتزايدة من زوار القصر.
مسيرة قصر
يحتوي قصر المويجعي على مجموعة من المحطات التي يمكن استكشافها والاستمتاع بها، تبدأ أولاً ببوابة الدخول؛ فعند اقترابك من قصر المويجعي أمعن النظر في الجزء الخارجي للقلعة والمنطقة المحيطة، وبمرورك من البوابة فذلك يعني أنك تقتفي أثر خطوات العديد من الأشخاص الذين حضروا للقلعة على مدار المئة عام الأخيرة. ثم تليها ساحة المعرض..
وفيها ستمرُّ على مجموعة مميزة من المحطات، ستتعرف من خلالها على مسيرة القصر وعلى قصة الطفل الذي ولد بين جدرانه وأصبح قائداً فذاً، وهو صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
مسيرة قائد
ويتيح القصر فرصة التعرف المكثف على مسيرة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، حيث يحتفي المعرض المقام فيه، بإنجازات سموه بداية من دعمه لأعمال ورؤية المغفور له والده، وحتى أصبح سموه قائداً فذاً على الصعيدين المحلي والدولي.
ويكشف المعرض المعالم والمكتشفات الأثرية في محيط القصر، وتاريخ وتطور القصر، وعمليات إعادة التأهيل، كما يسلط الضوء على العلاقة الوثيقة التي ربط الأسرة الحاكمة في أبوظبي بقصر المويجعي منذ القدم.
سكن زايد
وما دمت وصلت إلى المكان؛ لن تُفوّت الفرصة على نفسك في استكشاف البرج الشمالي الغربي من القصر ـ فقد كان سكناً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعائلته أثناء إقامته في قصر المويجعي، وفي هذه الغرف ستتعرف على مراحل تطور البرج..
كما ستتعرف أيضاً على طبيعة الحياة بين جدرانه العتيقة في الماضي. ويحتوي البرج الشمالي الغربي أيضاً على أدوات الصيد الخاصة بصاحب السمو رئيس الدولة.
وبالنسبة للبرج الجنوبي الشرقي فتم بناؤه أساساً لأغراض دفاعية، فيما البرج الشمالي الشرقي كان مخصصاً للسكن، ويستطيع الزائر اكتشاف غرف البرجين اللذين تم ترميمهما، بحيث أصبحا بنفس الحالة التي كانا عليها في الأيام الأولى لقصر المويجعي.
وفي فناء قصر المويجعي؛ يمكنك الشعور بأصالة القصر، واكتشاف عن قرب ملامح العمارة التقليدية وأعمال الحفظ والترميم الدقيقة التي حافظت على القصر وعملت على إعادة إحيائها.
مسجد القصر
كما ويوجد إلى جانب القصر مسجد شيده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفق النمط المعماري الإسلامي الذي بني على أساسه القصر..
بالإضافة إلى المئذنة، ليضفي طابعاً متميزاً على القصر ومحيطه. وتجدر الإشارة إلى أنه تربط قصر المويجعي والمساحات الخضراء الخارجية المحيطة به صلات عميقة ووثيقة، إذ صُممت نافورة المياه الحديثة من وحي العلاقة التي جمعت القصر بجبل حفيت وبقنوات الأفلاج التي تروي أشجار النخيل في واحة المويجعي، ويأتي التصميم المميز لأشجار النخيل المحيطة بالقصر محاكياً لواحة المويجعي المجاورة.