حققت «هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية» إنجازات مهمة على طريق تأصيل مبادئ ريادة العمل الخيري التي تنسجم مع رسالة الدولة الإنسانية وقيمها العربية والإسلامية.. وذلك من خلال مساهمتها في تحسين ظروف المحتاجين ضمن تنمية مستدامة شاملة وبيئة صحية.

وثمن صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان دور المؤسسات الخيرية الإماراتية في الداخل والخارج خاصة هيئة الأعمال الخيرية في عجمان.. وأشاد بالمساعدات الإنسانية والخيرية التي تقدمها تلك المؤسسات في ظل قيادة الدولة الرشيدة على المستويات المحلية والعربية والإسلامية والدولية.

وثمن سموه حرص الهيئة الشديد على مساعدة الفئات الفقيرة والمهمشة في العديد من الدول خاصة الأطفال الأيتام الذين هم بحاجة لتضافر الجهود من أجل مساعدتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم.

وأكد عبدالله العوضي الأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية للهيئة.. أن رؤية الهيئة التي تعمل على تحقيقها هي أن تكون من أوائل الهيئات الرائدة والمبدعة محليا وعالميا في خدمة الإنسانية.

رسالة ومعايير

وأضاف أن رسالتها تقوم على تقديم الخدمات المستدامة للمجتمعات الفقيرة والمحتاجة ضمن المعايير الدولية والقيم الإنسانية النبيلة بأحدث الوسائل البشرية والتقنية ضمن خمس قيم جوهرية تتضمن الأمانة والصدق والعدالة والشفافية والإخلاص.

وقال إن هيئة الأعمال الخيرية في عجمان سجلت حضورا متميزا في مجال العمل الخيري والإنساني محليا وإقليميا وعالميا فهي حائزة على الصفة الاستشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة وعلى العضوية الدائمة في المجلس الإسلامي للدعوة والإغاثة في القاهرة وعلى صفة مراقب في مجلس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية «ايفاد» وعضوية المجلس العالمي للمنظمات الطوعية «ICVA».

وأشار إلى أنها وقعت العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع منظمات أممية مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

انتشار ميداني

وتنتشر هيئة الأعمال الخيرية ميدانيا في أكثر من 13 دولة تقدم العون اللازم لتنمية المجتمعات الفقيرة بشكل مستدام عبر أربعة برامج رئيسة هي برامج التنمية الاجتماعية والتنمية التعليمية والتنمية الصحية والإغاثة العاجلة.

فعلى الصعيد المحلي.. يوجد لدى الهيئة قائمة واسعة من المشاريع الخيرية والإنسانية التي تنفذها داخل الدولة وذلك بحسب نتائج الدراسات المسحية التي تجريها فرقها الميدانية لمعرفة المستحقين ومدى الحاجة وعدد الأفراد.

وتنقسم إلى ثلاثة برامج رئيسية إضافة إلى برنامج كامل للأيتام يتنوع من حيث التفاصيل والبرامج الرئيسية هي البرنامج الاجتماعي والتعليمي والصحي.

وتشمل هذه البرامج - التي تنفذ في أوساط المجتمعات الفقيرة والمناطق النائية ونحوهما - مشاريع حفر الآبار لتدبير المياه ومد شبكات المياه ورعاية الأيتام والمشاريع الموسمية المختلفة ومشاريع العون الغذائي وجميع المستلزمات التي تدعم المجتمعات المذكورة لتدبير أمورها اليومية بشكل طبيعي.

والبرنامج التعليمي هو مجموعة مشاريع تنفذها هيئة الأعمال الخيرية لتعزيز تقدم المجتمعات علميا وتتضمن هذه المشاريع تشييد المدارس المختلفة وتجهيز الفصول الدراسية بالمستلزمات العلمية ودعم تسديد الأجور الدراسية وتجهيز الحقائب المدرسية والقرطاسية وغيرها.. ويتم تنفيذ هذه المشاريع في أوساط طلبة العائلات المسجلة لدى الهيئة داخل وخارج الدولة.

أما البرنامج الصحي فهو عبارة عن مجموعة مشاريع تستهدف المجتمعات التي تفتقر إلى الخدمات الصحية لاسيما التي تعاني وجود الأمراض الشائعة والمعدية وتتضمن بناء وتجهيز العيادات الصحية بالمستلزمات المختلفة ورعاية الأمومة والطفولة والتطعيمات ودعم ثقافة المجتمعات المذكورة بالبرامج التوعوية التثقيفية التوعوية الصحية.

برامج محلية

وعن البرامج المحلية التي تقدمها هيئة الأعمال الخيرية في عجمان للمرأة والمجتمع.. فإن الهيئة لديها إدارة خاصة بالأنشطة النسائية تنفذ العديد من المشاريع التي تشمل شرائح متنوعة من الأرامل والمطلقات والمهجورات والأيتام وضعيفي الدخل والمعاقين والطلبة.

وتسهم بشكل فاعل في تمويل مشاريع خيرية عديدة في مكاتب الهيئة الخارجية كمشاريع الأسر المنتجة ورعاية الأيتام والإغاثة العاجلة للمنكوبين ورعاية المعاقين وغيرها.. وتتولى حاليا رعاية أكثر من 450 أسرة داخل الدولة من جميع النواحي الاجتماعية والصحية والتعليمية وتقديم الإعانات المختلفة لهم في المواسم والمناسبات المختلفة.

وفي مجال كفالة الأيتام.. تكفل الهيئة حاليا 58 ألفا و500 يتيم على المستويين المحلي والدولي.

ويشمل «برنامج كفالة ورعاية اليتيم» مساعدة نقدية لليتيم تساعده على تجاوز نوائب الحياة وتوفر له جزءا من الحياة الكريمة.. إضافة إلى «صندوق اليتيم» فيما يهدف لإيجاد دعم مادي قوي يؤمن احتياجات اليتيم المختلفة سواء كانت صحية أو تعليمية أو اجتماعية أو إغاثية بجانب تأمين الصرف على الأيتام المتوقفة كفالتهم بسبب انقطاع الكافل عن الدفع.

ونفذت هيئة الأعمال الخيرية مشاريع حملة الأضحى التي تضمنت ثلاثة مشاريع رئيسة بقيمة إجمالية بلغت ثلاثة ملايين و605 آلاف درهم.

وتضمنت الحملة مشاريع الأضاحي وحج البدل وكسوة العيد وذلك داخل وخارج الدولة واستفاد منها أكثر من 20 ألف أسرة مسجلة لدى الهيئة من ذوي الدخل المحدود والإعاقة والمسنين والأيتام والأرامل والمساكين.

ونفذت الفرق الميدانية لهيئة الأعمال الخيرية مشروع توزيع لحوم ثلاثة آلاف و154 أضحية بقيمة مليون و235 ألفا و933 درهما في 12 دولة.

حج البدل

على صعيد متصل.. بلغ عدد الحجاج المستفيدين من مشروع «حج البدل» - وهو مشروع يقوم على توفير فرصة الحج للموتى وغير القادرين من قبل ذويهم - نحو 749 حاجا بقيمة إجمالية بلغت نحو مليون و872 ألفا و500 درهم.. وتضمن المشروع ذبح الأضاحي للحجاج في مكة والمشاركة في تنفيذ مشروع الإطعام والسقيا في عرفة والعديد من المشاريع الأخرى ذات الصلة.

وحول مشروع «الرغيف الخيري».. واصلت هيئة الأعمال الخيرية تنفيذ مشروع الرغيف الخيري الشهري الذي أطلقته في ثلاث دول تضمنت كلا من.. فلسطين والأردن ولبنان وذلك لدعم حصول اللاجئين والأسر المحتاجة وذوي الدخل المحدود على حاجاتهم اليومية الكافية من الرغيف الخيري في الدول المذكورة.

حملة تراحموا

وعلى الصعيد الخارجي.. تضطلع الهيئة بعمل مهم في الخارج حيث وصلت مساعداتها إلى أكثر من 12 دولة.

وقد استفاد من مساعدات الهيئة عدد كبير من المحتاجين في فلسطين واندونيسيا والفلبين ولبنان واللاجئين السوريين في العديد من الدول وغيرهم من شعوب العالم الفقيرة.

وأمر صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي المسؤولين في الهيئة بتقديم الدعم اللازم للاجئين والمتضررين في بلاد الشام بأسرع وقت ممكن ودعم وتنفيذ حملة «تراحموا».

وخصصت الهيئة مبلغ 846 ألف درهم كدفعة أولى لدعم حملة «تراحموا» وتضمنت قائمة المساعدات التي أرسلتها الهيئة توفير بطانيات لنحو 600 أسرة واحتياجات أساسية لنحو 141 أسرة ومدافئ الغاز لنحو 500 أسرة.

كما خصصت الكسوة الشتوية للأطفال لنحو 800 اسرة ليبلغ إجمالي الأسر المستفيدة ألفين و141 أسرة بواقع عشرة آلاف و705 أشخاص.

وقدمت الهيئة نحو 244 طنا من المواد العينية دعما لحملة «تراحموا» لإغاثة بلاد الشام والعراق وبلغت قيمة ما تبرعت به الهيئة ما يزيد على مليوني درهم.

ومنحت هيئة الأعمال الخيرية نصف مليون درهم للهلال لصالح حملة «عونك يا يمن» بهدف مساعدة 10 ملايين شخص من المتأثرين والمتضررين من الأزمة الأخيرة في اليمن.

64 مليون لدعم مشاريع في فلسطين

حظيت فلسطين بالنصيب الأكبر من نشاط هيئة الأعمال الخيرية إذ بلغت جملة ما انفق على المشاريع المتنوعة فيها خلال العام الجاري 64 مليونا و121 ألفا و267 درهما.. وتوزعت المبالغ على أربعة قطاعات «الصحي والتعليمي والمشاريع الاغاثية والاجتماعي والتنموي».

وحظي القطاع الاجتماعي والتنموي بالنصيب الأكبر من المساعدات حيث تم إنفاق مبلغ 40 مليونا و111 ألفا و37 درهما على هذا القطاع حيث خصص لكفالات الأيتام نحو 38 مليونا و960 ألفا و125 درهما.. ويبلغ عدد الأيتام المكفولين في فلسطين21 ألفا و933 يتيما.

وبالنسبة للمشاريع الإغاثية فقد بلغ إجمالي ما أنفق عليها خلال العام الجاري 18 مليونا و528 ألفا و494 درهما وشملت توزيع الرغيف الخيري على الأسر الفقيرة بقيمة خمسة ملايين و872 ألف درهم.. بينما بلغ ما أنفق على مشروع الأضاحي مليونين و872 ألف درهم.

وشملت المشاريع الإغاثات النقدية وزكاة المال للأسر المتضررة وحملات إغاثة الشتاء للأسر المحتاجة. وتضمنت المساعدات «القطاع التعليمي» الذي تم إنفاق عشرة ملايين و789 ألفا و800 درهم عليه حيث تم تأهيل وتطوير المدارس وبناء المساجد وتوزيع الحقائب المدرسية على عدد من تلاميذ المدارس في المخيمات والقرى الفلسطينية.

وفي العراق.. قدمت هيئة الأعمال الخيرية مساعدات متنوعة للنازحين في العراق بلغت 370 ألف درهم استفاد منها نحو ألف و420 عائلة تسكن في ألف و500 خيمة في المنطقة بينهم 266 طفلا رضيعا أعمارهم دون السنة يعانون أوضاعا إنسانية صعبة وتم تأمين احتياجات الرضع من حليب الأطفال بواقع علبتين لكل طفل.

 وبلغ عدد الأسر المستفيدة من المشاريع 785 أسرة نازحة يبلغ عدد أفرادها أكثر من أربعة آلاف و100 فرد بقيمة إجمالية بلغت نحو 400 ألف درهم.